فارس العذم
02-03-2016, 09:57 PM
http://www.sabr.cc/picture/87097200px.png
أما قبل:
فهذا مصباحك المكسور على جانب الطريق لا ينير لك شيئاً ولا يرسم لك طريقاً ولا يعلّمك حتى كيف تعود إلى منزلك سليماً معافى من التوهان بين الطرقات المظلمة أو الإصطدام بكل ما هو أمامك حتى تعود بجسدٍ لا تخلو فيه عظمة من كسر أو ندبه أو تبقى في منتصف الطريق .. أحمقٌ تائه.
خذ رأسك المستدير وحاول أن تملئ هذا الفراغ المقزز الذي يشكله بشيء من الممنوعات – الأفكار – لتبحث عن نفسك - ولنفسك .. عن مخرج طوارئ لأزمة الرفاهية المنتهية الصلاحية التي أصبحت شيئاً من الذكرى كما يزعمون وكما يولولون يومياً صباحاً ومساءً وقبل الإفطار وبعد الغداء وعند العشاء وقبل أن تخلد للنوم وعندما تصحو من النوم ليجعلونك تبدّل مرغماً الجملة المعتادة " صباح الخير " بجملة أكثر تقشفاً " صباح الزفت " .
كلنا مساطيل يا عم الحج .. نخاف حتى أن نرى من ثقب الباب واقعنا المضحك المبكي ونظل لا شغل لنا ولا عمل سوى متابعة ترنح وتذبذب أسعار البراميل النفطية فنتراقص كـ فيفي عبده في زمانها الأغبر مع كل صعود .. ونولول مع كل نزول .. والعالم المعتوه بأكمله يشاهدنا ويضحك علينا ويضربنا على قفانا بالشحاطات
لم يعد كل شيء كما كان .. وأولئك الذي سرقوا تباعاً فوائض النفط والميزانية " يهرشون " كروشهم الجشعة بحثاً عن وجبة دسمة أخرى بعد أن " مصمصوا " عظاماها ورموا للشعب " الفتات " وصاحوا بهم " احمدوا ربكم " فلن يُمس " فتاتكم " ما دمنا شبعانين وادعوا ربكم بعد كل نافلة وفرض أن نبقى هكذا ... شبعانين .
هكذا تلخبطت معادلات الميزان منذ أن أصبحت الجيوب أولى وأهم من العقول - والأفكار يجب أن تخضع للمبدأ الرأسمالي فليس من الحكمة أن يفكر الجميع وأن تشتغل معاذ الله عقول الجميع وتفكر لذا وفي سبيل دحر شرور هذه الآفه أصبحت الفكرة تهمة معلبة الملامح وسط الشعارات الجهورية .. لا تفكّر .. لا تسأل .. لا تنتقد .
أيها المواطن الأحمق .. ألم تعلم منذ سنوات أن جيبك " يخر " كل ما يدخل فيه وعندما تمتد يدك لتخرج شيئاً منه لا تشعر في النهاية إلا وأصابعك تخرج من شقوق جيبك لتعلن لك أن جيبك يعاني عسر هضم مرفق بإسهال مزمن لكل ما يوضع داخله وأن نهاية حكايات ألف ليلة وليلة مع الفوائض أصبحت عجزاً و سنوات العز كانت له .. وله هنا إسقاط مباشر وبالتسعين على جيب كل مسؤول سرقك , كل نائب تاجر بهمومك , كل تاجر " شق " جيبك ومد أنبوب " شفط " ومده إلى جيبه وفي وضح النهار وأنت ترى وتضحك وتصفق وتبجّل وتعظّم ويزداد هو تخمةً ولا تزداد إلا تعاسةً لجيبك التعيس .. جيب المواطن الغلبان .
أصصصص .. ولا كلمة – وأعتذر للمنظمات العربية الحكومية على اقتباس جملتهم الشهيرة عندما يتعاملون مع الشعوب العربية بكل ديمقراطية عرفتها الأمم المتحدة وأخواتها لأوجهها بنفسي لـ " الغلابا " لأقول لهم – أًصصصص ولا كلمة – لا تولولوا وتلطموا الخدود وتشقوا الجيوب لأنكم اكتشفتم فجأة أنكم الضحية فهذه نتيجة الصمت عن كل سارق .. والخوف من الصدح بالحق عندما كان الحق يبحث عن من ينصره ويغيثه من وحل الفساد المنتشي يمنة ويسرة فما ترك شيئاً إلا و"بلعه " .
وصاح صائحُ منهم وما الحل ؟ .. اقترب " يا بعد حيي " سأقول لك حلاً لكل هذه المشاكل .. اقترب أكثر فالحيطان لها آذانُ تسمع وأيادٍ تضرب .. وآلسنه تجيد عبارة " اعترف يا كلب " .. الحل أثابك الله وأثابني أن ترفع رأسك عالياً – عالياً جداً لتجعله يتنفس الأوكسجين ليفكر بمخارج طوارئ ويصرخ بأن الغشاوة كانت سميكة جداً وأزيلت ويفضح كل من سرقه ويضع النقاط على الحروف وبعد الكلمات ليرسم بنفسه خارطة الواقع القادم الذي سيعيشه ويختار جيداً من يحاسب السارق على سرقته والمسؤول على إهماله والتاجر على جشعه
صعكلة
أتزندقُ أن نحج إلى القلوب
كما نحج إلى الكعبة ؟!
وهل نطوف سبعاً ؟!
أم عشراً ؟!
أم عِشقاً ؟!
عبدالله محمد الشمري
أما قبل:
فهذا مصباحك المكسور على جانب الطريق لا ينير لك شيئاً ولا يرسم لك طريقاً ولا يعلّمك حتى كيف تعود إلى منزلك سليماً معافى من التوهان بين الطرقات المظلمة أو الإصطدام بكل ما هو أمامك حتى تعود بجسدٍ لا تخلو فيه عظمة من كسر أو ندبه أو تبقى في منتصف الطريق .. أحمقٌ تائه.
خذ رأسك المستدير وحاول أن تملئ هذا الفراغ المقزز الذي يشكله بشيء من الممنوعات – الأفكار – لتبحث عن نفسك - ولنفسك .. عن مخرج طوارئ لأزمة الرفاهية المنتهية الصلاحية التي أصبحت شيئاً من الذكرى كما يزعمون وكما يولولون يومياً صباحاً ومساءً وقبل الإفطار وبعد الغداء وعند العشاء وقبل أن تخلد للنوم وعندما تصحو من النوم ليجعلونك تبدّل مرغماً الجملة المعتادة " صباح الخير " بجملة أكثر تقشفاً " صباح الزفت " .
كلنا مساطيل يا عم الحج .. نخاف حتى أن نرى من ثقب الباب واقعنا المضحك المبكي ونظل لا شغل لنا ولا عمل سوى متابعة ترنح وتذبذب أسعار البراميل النفطية فنتراقص كـ فيفي عبده في زمانها الأغبر مع كل صعود .. ونولول مع كل نزول .. والعالم المعتوه بأكمله يشاهدنا ويضحك علينا ويضربنا على قفانا بالشحاطات
لم يعد كل شيء كما كان .. وأولئك الذي سرقوا تباعاً فوائض النفط والميزانية " يهرشون " كروشهم الجشعة بحثاً عن وجبة دسمة أخرى بعد أن " مصمصوا " عظاماها ورموا للشعب " الفتات " وصاحوا بهم " احمدوا ربكم " فلن يُمس " فتاتكم " ما دمنا شبعانين وادعوا ربكم بعد كل نافلة وفرض أن نبقى هكذا ... شبعانين .
هكذا تلخبطت معادلات الميزان منذ أن أصبحت الجيوب أولى وأهم من العقول - والأفكار يجب أن تخضع للمبدأ الرأسمالي فليس من الحكمة أن يفكر الجميع وأن تشتغل معاذ الله عقول الجميع وتفكر لذا وفي سبيل دحر شرور هذه الآفه أصبحت الفكرة تهمة معلبة الملامح وسط الشعارات الجهورية .. لا تفكّر .. لا تسأل .. لا تنتقد .
أيها المواطن الأحمق .. ألم تعلم منذ سنوات أن جيبك " يخر " كل ما يدخل فيه وعندما تمتد يدك لتخرج شيئاً منه لا تشعر في النهاية إلا وأصابعك تخرج من شقوق جيبك لتعلن لك أن جيبك يعاني عسر هضم مرفق بإسهال مزمن لكل ما يوضع داخله وأن نهاية حكايات ألف ليلة وليلة مع الفوائض أصبحت عجزاً و سنوات العز كانت له .. وله هنا إسقاط مباشر وبالتسعين على جيب كل مسؤول سرقك , كل نائب تاجر بهمومك , كل تاجر " شق " جيبك ومد أنبوب " شفط " ومده إلى جيبه وفي وضح النهار وأنت ترى وتضحك وتصفق وتبجّل وتعظّم ويزداد هو تخمةً ولا تزداد إلا تعاسةً لجيبك التعيس .. جيب المواطن الغلبان .
أصصصص .. ولا كلمة – وأعتذر للمنظمات العربية الحكومية على اقتباس جملتهم الشهيرة عندما يتعاملون مع الشعوب العربية بكل ديمقراطية عرفتها الأمم المتحدة وأخواتها لأوجهها بنفسي لـ " الغلابا " لأقول لهم – أًصصصص ولا كلمة – لا تولولوا وتلطموا الخدود وتشقوا الجيوب لأنكم اكتشفتم فجأة أنكم الضحية فهذه نتيجة الصمت عن كل سارق .. والخوف من الصدح بالحق عندما كان الحق يبحث عن من ينصره ويغيثه من وحل الفساد المنتشي يمنة ويسرة فما ترك شيئاً إلا و"بلعه " .
وصاح صائحُ منهم وما الحل ؟ .. اقترب " يا بعد حيي " سأقول لك حلاً لكل هذه المشاكل .. اقترب أكثر فالحيطان لها آذانُ تسمع وأيادٍ تضرب .. وآلسنه تجيد عبارة " اعترف يا كلب " .. الحل أثابك الله وأثابني أن ترفع رأسك عالياً – عالياً جداً لتجعله يتنفس الأوكسجين ليفكر بمخارج طوارئ ويصرخ بأن الغشاوة كانت سميكة جداً وأزيلت ويفضح كل من سرقه ويضع النقاط على الحروف وبعد الكلمات ليرسم بنفسه خارطة الواقع القادم الذي سيعيشه ويختار جيداً من يحاسب السارق على سرقته والمسؤول على إهماله والتاجر على جشعه
صعكلة
أتزندقُ أن نحج إلى القلوب
كما نحج إلى الكعبة ؟!
وهل نطوف سبعاً ؟!
أم عشراً ؟!
أم عِشقاً ؟!
عبدالله محمد الشمري