سعد العذم
05-26-2012, 04:57 PM
روسيا الاتحادية..ومواقفها الشائنة تجاه الشعوب بقلم : د. سعود مشعل الشمري
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/writer/109_w.png
لقد صنع الاتحاد السوفيتي السابق له تاريخاً ورصيداً كبيراً لدى الشعوب العربية لمواقفه المساندة والداعمة لقضاياه المصيرية، وعلى رأسها قضية العرب المركزية- فلسطين- في صراعها مع الكيان الصهيوني والغرب الداعم له، سواء كان في المحافل الدولية أو في المواجهات العسكرية، فأصبح المواطن العربي يكن له الود والتقدير والتعاطف، وداعماً له سياسياً في الحرب الباردة، وبعد ان تفكك الاتحاد السوفيتي، أصبحت جمهورية روسيا الاتحادية هي الوريث له، وانتقل هذا الرصيد الكبير تلقائياً لها، وانشغلت بعدها روسيا في مشاكلها الداخلية العملاقة، وخاصة في اعادة تنظيم هيكلتها كدولة.
إن الشعوب العربية، ذهلت من المواقف الغريبة والشائنة لجمهورية روسيا الاتحادية العدائية، تجاه الثورات العربية بما يسمى- «الربيع العربي»- وخاصة تجاه الشعب السوري البطل الذي يجاهد في سبيل نيل الحرية والحياة الكريمة، يدفع اليوم ثمنه من دم خيرة أبنائه وشبابه، لاعتقادها ان مصالحها في المنطقة العربية وصراعها مع الغرب مرتبط فقط ببقاء النظام السوري، وهذا يتجافى مع الحقيقة وتتذرع بأنها لا تريد ان يحصل للشعب السوري مثل ما حصل للشعب اللليبي البطل من قتل وتدمير على يد نظامه السابق، ونست أو تجاهلت، ان الحرية والكرامة ليس لها ثمن مهما بلغت من تضحيات، وقد دفعها الشعب الليبي البطل عن طيب خاطر، وهذا ما يحدث فعلياً للشعب السوري الذي دفع عملياً ثمن حريته وكرامته، ولا يمكن له ان يتراجع عن ذلك الى الخلف بأي حال من الأحوال، وان لا تزايد على ذلك، فالنظام السوري يتعامل مع الشيطان ومع الجميع لمجرد ان يستمر في البقاء في السلطة مهما كان الثمن، فهذه اسرائيل والغرب تواطأت معه سياسياً من وراء الكواليس على ارض الواقع، وكانوا من الدهاء ان نأوا بأنفسهم على الأقل اعلاميا، حيث وضعت روسيا نفسها في مقابل الشعب السوري والأمة العربية قاطبة، وهذا خطأُ سياسي فادح وقعت فيه، فكان الأجدر بها ان تضع في اعتبارها ان المصالح الدائمة والمستمرة هي مع الشعوب، وليس فقط مع الأنظمة المتغيرة، ان الموقف الروسي أثار حفيظة والسخط العام والحنق عليها لدى كافة الشعوب العربية، بل وصل بها الأمر - وجاء ذلك على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف - ان تطرق لمواضيع حساسة جداً في المذهب السني والشيعي، مما يضع علامات استفهام وتعجب كبرى؟!!
حتى ان أي مسؤول ايراني لم يتجرأ على التطرق له علناً في الوسائل الاعلامية، وان كان النظام الايراني يعمل عليه دائما على ارض الواقع- بكل دهاء- سواء كان على المستوى السياسي أو الأمني أو العسكري أو الاقتصادي، وتحريك خلاياه المتناثرة هنا وهناك في العالم العربي، وقد استحضر- بكل جدارة- تاريخ أعداء الأمة العربية ومخططاتها السوداء، التي اعتقدت الأمة العربية في خطأًً كبيراً منها، ان ذلك كان من الماضي وتجاوزتها، ولم يعد موجوداً في العصر الحالي، بل ثبت عكس ذلك تماماً، وانه مازال موجوداً ومتعشعشاً في عقول ونفوس وضمائر الحاقدين، يغذيه ويدعمه بقوة أيديولوجيا وفكر حاقد، يعمل جاهداً على تدمير الأمة العربية،، مما خلق علامة فارغة في التاريخ العربي المعاصر- عليها التخلص منه في المستقبل، قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ الَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم، الأنفال60.
يجب على جمهورية روسيا الاتحادية، ان تعيد حساباتها، وتدارك الأمر قبل فواته، وتغير موقفها الشائن، بل الأجدر بها دعم الشعوب، قبل ان تستنفذ رصيدها الباقي في نفوس الشعوب والتاريخ العربي.
د.سعود مشعل الشمري
المصدر (http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=197124&YearQuarter=20122&txtSearch=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%B1%D9%8A)
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/writer/109_w.png
لقد صنع الاتحاد السوفيتي السابق له تاريخاً ورصيداً كبيراً لدى الشعوب العربية لمواقفه المساندة والداعمة لقضاياه المصيرية، وعلى رأسها قضية العرب المركزية- فلسطين- في صراعها مع الكيان الصهيوني والغرب الداعم له، سواء كان في المحافل الدولية أو في المواجهات العسكرية، فأصبح المواطن العربي يكن له الود والتقدير والتعاطف، وداعماً له سياسياً في الحرب الباردة، وبعد ان تفكك الاتحاد السوفيتي، أصبحت جمهورية روسيا الاتحادية هي الوريث له، وانتقل هذا الرصيد الكبير تلقائياً لها، وانشغلت بعدها روسيا في مشاكلها الداخلية العملاقة، وخاصة في اعادة تنظيم هيكلتها كدولة.
إن الشعوب العربية، ذهلت من المواقف الغريبة والشائنة لجمهورية روسيا الاتحادية العدائية، تجاه الثورات العربية بما يسمى- «الربيع العربي»- وخاصة تجاه الشعب السوري البطل الذي يجاهد في سبيل نيل الحرية والحياة الكريمة، يدفع اليوم ثمنه من دم خيرة أبنائه وشبابه، لاعتقادها ان مصالحها في المنطقة العربية وصراعها مع الغرب مرتبط فقط ببقاء النظام السوري، وهذا يتجافى مع الحقيقة وتتذرع بأنها لا تريد ان يحصل للشعب السوري مثل ما حصل للشعب اللليبي البطل من قتل وتدمير على يد نظامه السابق، ونست أو تجاهلت، ان الحرية والكرامة ليس لها ثمن مهما بلغت من تضحيات، وقد دفعها الشعب الليبي البطل عن طيب خاطر، وهذا ما يحدث فعلياً للشعب السوري الذي دفع عملياً ثمن حريته وكرامته، ولا يمكن له ان يتراجع عن ذلك الى الخلف بأي حال من الأحوال، وان لا تزايد على ذلك، فالنظام السوري يتعامل مع الشيطان ومع الجميع لمجرد ان يستمر في البقاء في السلطة مهما كان الثمن، فهذه اسرائيل والغرب تواطأت معه سياسياً من وراء الكواليس على ارض الواقع، وكانوا من الدهاء ان نأوا بأنفسهم على الأقل اعلاميا، حيث وضعت روسيا نفسها في مقابل الشعب السوري والأمة العربية قاطبة، وهذا خطأُ سياسي فادح وقعت فيه، فكان الأجدر بها ان تضع في اعتبارها ان المصالح الدائمة والمستمرة هي مع الشعوب، وليس فقط مع الأنظمة المتغيرة، ان الموقف الروسي أثار حفيظة والسخط العام والحنق عليها لدى كافة الشعوب العربية، بل وصل بها الأمر - وجاء ذلك على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف - ان تطرق لمواضيع حساسة جداً في المذهب السني والشيعي، مما يضع علامات استفهام وتعجب كبرى؟!!
حتى ان أي مسؤول ايراني لم يتجرأ على التطرق له علناً في الوسائل الاعلامية، وان كان النظام الايراني يعمل عليه دائما على ارض الواقع- بكل دهاء- سواء كان على المستوى السياسي أو الأمني أو العسكري أو الاقتصادي، وتحريك خلاياه المتناثرة هنا وهناك في العالم العربي، وقد استحضر- بكل جدارة- تاريخ أعداء الأمة العربية ومخططاتها السوداء، التي اعتقدت الأمة العربية في خطأًً كبيراً منها، ان ذلك كان من الماضي وتجاوزتها، ولم يعد موجوداً في العصر الحالي، بل ثبت عكس ذلك تماماً، وانه مازال موجوداً ومتعشعشاً في عقول ونفوس وضمائر الحاقدين، يغذيه ويدعمه بقوة أيديولوجيا وفكر حاقد، يعمل جاهداً على تدمير الأمة العربية،، مما خلق علامة فارغة في التاريخ العربي المعاصر- عليها التخلص منه في المستقبل، قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ الَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم، الأنفال60.
يجب على جمهورية روسيا الاتحادية، ان تعيد حساباتها، وتدارك الأمر قبل فواته، وتغير موقفها الشائن، بل الأجدر بها دعم الشعوب، قبل ان تستنفذ رصيدها الباقي في نفوس الشعوب والتاريخ العربي.
د.سعود مشعل الشمري
المصدر (http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=197124&YearQuarter=20122&txtSearch=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%B1%D9%8A)