سعد العذم
09-04-2012, 12:38 AM
طالب شلاش (http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_k2&view=itemlist&task=user&id=255:طالبشلاش)
ما أجمل أن يقع غيرنا بأخطاء يتم معالجتها بطريقة صحيحة، فنتجنب نحن تلك الأخطاء ونعمل وفق ماهو صائب يقبله العقل، والشعب الكويتي يملك ثروة هائلة من الموروثات الشعبية المحلية والعربية وهي ملآى بالحوادث التي تغني أي انسان عن السؤال لحل مشكلة ما ، ومجرد أن يراجع ذاكرته قليلا عندما تواجهه مشكلة سيجد ما يناسبها من حل، أما المشكلة التي تواجهنا اليوم من تقاعس الموظفين في أداء أعمالهم وعلى كل المستويات وما أفرزه هذا التقاعس من مشكلات تكبر دائما ويصعب حلها أو ترتفع كلفة ذلك الحل، فلم أجد ما يناسبها مما أحفظ من تلك القصص أكثر من هذه القصة وهي التالي: يحكى أن ملكاً عادلاً أراد أن يضع حداً لتقاعس الوزراء في تأدية أعمالهم تجاه شعبه الذي كان يعاني في كثير من الأحيان من مشكلات يكون سببها أولئك الوزراء، فقرر أن يعرض عليهم فكرة، فقال لهم ما رأيكم في رجل يزعج شعبي ويحط من قدري؟ فصاحو جميعا: ومن يجرؤ يا جلالة الملك؟ قل لنا من هو لننزل به أشد أنواع البطش والعذاب، فقال الملك حتى وإن أمرت أنا بأن تنهشه الكلاب؟ فقالوا جميعا: يا جلالة الملك والله إن هذا العقاب لا يتناسب مع من يزعج شعبك فما بالك في من يحط من قدرك بل نطلب المزيد من البطش بهذا المجرم. وهنا قال الملك: إذاً فاعلموا أيها الوزراء بالقرار التالي: يعدم كل وزير يتقاعس عن أداء مهامه تجاه الشعب أو المملكة ما يعني أنه تعمد الحط من قدري أمام شعبي ويكون اعدامه أن يقدم للكلاب الشرسة الجائعة تنهشه حياً أمام الشعب وهذا الإعدام ينفذ فقط في الوزراء دون عموم الشعب ويسري من الآن. وهنا ذهل الوزراء بشدة من ذكاء الملك وكيف استطاع أن يكبلهم بقانون هم اختاروه لأنفسهم وما عساهم أن يفعلوا غير العمل الجاد ليتفادوا هذا العقاب الشديد، ولم يمض شهر حتى وصل للملك إمتعاض شديد من كل أعيان البلد ومن يمثل الشعب من رموزه يشكون وزيراً من وزراء الملك ينفع أناساً أقرب له في النسب ويمنع ناساً أبعد عنه ومن الشعب من مصالح كثيرة حتى ضاقوا به ذرعاً ، وعندما تحقق الملك من صحة ما يقولون أمر بإعدام الوزير بالطريقة البشعة التي وافق عليها الوزير نفسه، وهنا صرخ الوزير : يا مليكي ألم أخدم بلاطك عشر سنين ؟ فقال الملك بلى فقال: أنا أطلب فقط عشرة أيام أرتب فيها شؤون أسرتي ونفسي قبل أن أتركهم دون رجعة أمهلني تلك العشرة أيام مقابل خدمتي لك عشر سنين، وتكون عدلت معي كما عدلت مع شعبك الذي اشتكاني لعدالتك، فوافق الملك، وهنا ذهب الوزير المحكوم لحارس السجن وطلب منه أن يسجنه مع الكلاب التي ستنهشه فرفض الحارس خوفا عليه من شراستها فقال له متى تطعمها إذاً قال عند الصباح والظهيرة من كل يوم قال إذاً سأكون معك، وبالفعل دخل الوزير باكراً وأطعم الكلاب صباحاً وداعبها قليلاً وتركها وعاد إليها عند الظهيرة وأطعمها وسقاها واستمر بخدمتها وتنظيفها لتسعة أيام متواصلة حتى جاء اليوم العاشر، فذهب للملك وهو مبتسم وقال يا جلالة الملك بنفس راضية أطلب منك إعدامي على ما بدر مني وكلي أسف لجلالتك، فقال الملك إذا هيا إلى تنفيذ حكم ارتضيته لنفسك وعملت على أن تصل إليه ، وحين أدخلوا الوزير على الكلاب تفاجأ الناس والوزراء مما رأوا حيث قامت الكلاب بالركض نحو الوزير تلعق وجهه وتداعب قدميه وتطرحه أرضاً فرحاً بقدومه، وهنا تساءل الكل ماذا يحدث؟ فقال الوزير خدمت الملك عشر سنين وأراد أن يطعمني للكلاب وخدمت الكلاب عشرة أيام فداعبتني ولم تأبه بخلو يدي من الطعام، فضحك الملك ورد قائلاً: خدمتني عشر سنين ولم تخنّي وكنت وزيراً فرددتك خادماً للكلاب وعزلتك عندما ظننت أني أقر قانوناً ولا أقوى على تطبيقه فلا تحسب يا هذا بأن خدمة الكلاب تنجيك بل خدمة الناس ترفعك وتنجيك فانصرف حراً طليقاً يا خادم الكلاب، انتهت قصة الوزير وخدمته للكلاب وأعتقد الرسالة واضحة وضوح الشمس لكل من يعمل وليس شرطاً أن يكون وزيراً فإذا استهان من يعمل بخدمة الناس بأهمية ما يقدم لهم من خدمة وأعمال يهون تماما على الناس هو بذاته وأن القانون متى ما طبق على الكبير قبل الصغير نجحت الناس في أخذ حقوقها وانشغلوا فقط بما يعنيهم وتركوا ما لا يعنيهم ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
المصدر (http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=7016:خادم-الكلاب)
ما أجمل أن يقع غيرنا بأخطاء يتم معالجتها بطريقة صحيحة، فنتجنب نحن تلك الأخطاء ونعمل وفق ماهو صائب يقبله العقل، والشعب الكويتي يملك ثروة هائلة من الموروثات الشعبية المحلية والعربية وهي ملآى بالحوادث التي تغني أي انسان عن السؤال لحل مشكلة ما ، ومجرد أن يراجع ذاكرته قليلا عندما تواجهه مشكلة سيجد ما يناسبها من حل، أما المشكلة التي تواجهنا اليوم من تقاعس الموظفين في أداء أعمالهم وعلى كل المستويات وما أفرزه هذا التقاعس من مشكلات تكبر دائما ويصعب حلها أو ترتفع كلفة ذلك الحل، فلم أجد ما يناسبها مما أحفظ من تلك القصص أكثر من هذه القصة وهي التالي: يحكى أن ملكاً عادلاً أراد أن يضع حداً لتقاعس الوزراء في تأدية أعمالهم تجاه شعبه الذي كان يعاني في كثير من الأحيان من مشكلات يكون سببها أولئك الوزراء، فقرر أن يعرض عليهم فكرة، فقال لهم ما رأيكم في رجل يزعج شعبي ويحط من قدري؟ فصاحو جميعا: ومن يجرؤ يا جلالة الملك؟ قل لنا من هو لننزل به أشد أنواع البطش والعذاب، فقال الملك حتى وإن أمرت أنا بأن تنهشه الكلاب؟ فقالوا جميعا: يا جلالة الملك والله إن هذا العقاب لا يتناسب مع من يزعج شعبك فما بالك في من يحط من قدرك بل نطلب المزيد من البطش بهذا المجرم. وهنا قال الملك: إذاً فاعلموا أيها الوزراء بالقرار التالي: يعدم كل وزير يتقاعس عن أداء مهامه تجاه الشعب أو المملكة ما يعني أنه تعمد الحط من قدري أمام شعبي ويكون اعدامه أن يقدم للكلاب الشرسة الجائعة تنهشه حياً أمام الشعب وهذا الإعدام ينفذ فقط في الوزراء دون عموم الشعب ويسري من الآن. وهنا ذهل الوزراء بشدة من ذكاء الملك وكيف استطاع أن يكبلهم بقانون هم اختاروه لأنفسهم وما عساهم أن يفعلوا غير العمل الجاد ليتفادوا هذا العقاب الشديد، ولم يمض شهر حتى وصل للملك إمتعاض شديد من كل أعيان البلد ومن يمثل الشعب من رموزه يشكون وزيراً من وزراء الملك ينفع أناساً أقرب له في النسب ويمنع ناساً أبعد عنه ومن الشعب من مصالح كثيرة حتى ضاقوا به ذرعاً ، وعندما تحقق الملك من صحة ما يقولون أمر بإعدام الوزير بالطريقة البشعة التي وافق عليها الوزير نفسه، وهنا صرخ الوزير : يا مليكي ألم أخدم بلاطك عشر سنين ؟ فقال الملك بلى فقال: أنا أطلب فقط عشرة أيام أرتب فيها شؤون أسرتي ونفسي قبل أن أتركهم دون رجعة أمهلني تلك العشرة أيام مقابل خدمتي لك عشر سنين، وتكون عدلت معي كما عدلت مع شعبك الذي اشتكاني لعدالتك، فوافق الملك، وهنا ذهب الوزير المحكوم لحارس السجن وطلب منه أن يسجنه مع الكلاب التي ستنهشه فرفض الحارس خوفا عليه من شراستها فقال له متى تطعمها إذاً قال عند الصباح والظهيرة من كل يوم قال إذاً سأكون معك، وبالفعل دخل الوزير باكراً وأطعم الكلاب صباحاً وداعبها قليلاً وتركها وعاد إليها عند الظهيرة وأطعمها وسقاها واستمر بخدمتها وتنظيفها لتسعة أيام متواصلة حتى جاء اليوم العاشر، فذهب للملك وهو مبتسم وقال يا جلالة الملك بنفس راضية أطلب منك إعدامي على ما بدر مني وكلي أسف لجلالتك، فقال الملك إذا هيا إلى تنفيذ حكم ارتضيته لنفسك وعملت على أن تصل إليه ، وحين أدخلوا الوزير على الكلاب تفاجأ الناس والوزراء مما رأوا حيث قامت الكلاب بالركض نحو الوزير تلعق وجهه وتداعب قدميه وتطرحه أرضاً فرحاً بقدومه، وهنا تساءل الكل ماذا يحدث؟ فقال الوزير خدمت الملك عشر سنين وأراد أن يطعمني للكلاب وخدمت الكلاب عشرة أيام فداعبتني ولم تأبه بخلو يدي من الطعام، فضحك الملك ورد قائلاً: خدمتني عشر سنين ولم تخنّي وكنت وزيراً فرددتك خادماً للكلاب وعزلتك عندما ظننت أني أقر قانوناً ولا أقوى على تطبيقه فلا تحسب يا هذا بأن خدمة الكلاب تنجيك بل خدمة الناس ترفعك وتنجيك فانصرف حراً طليقاً يا خادم الكلاب، انتهت قصة الوزير وخدمته للكلاب وأعتقد الرسالة واضحة وضوح الشمس لكل من يعمل وليس شرطاً أن يكون وزيراً فإذا استهان من يعمل بخدمة الناس بأهمية ما يقدم لهم من خدمة وأعمال يهون تماما على الناس هو بذاته وأن القانون متى ما طبق على الكبير قبل الصغير نجحت الناس في أخذ حقوقها وانشغلوا فقط بما يعنيهم وتركوا ما لا يعنيهم ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
المصدر (http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=7016:خادم-الكلاب)