عبدالعزيز السرحان الشمري
09-12-2012, 01:51 AM
قضية التطرف قضية شائكة والكلام عنها يحتاج حيطة وروية لكثرة الخائضين فيها في الآونة الاخيرة في شتى وسائل الاعلام، ولكن اللافت للنظر ان الكلام عن التطرف اصبح فيه تطرف!.. واصبح الذين يتكلمون عن بواعث واسباب وحلول التطرف هم أناس متطرفون!
يخطئ من يظن أن التطرف قضية معاصرة، وذلك ان التطرف وجد منذ عصر الرسالة بل ووجد عند الامم السالفة، لأن تحجيم الاخر وعدم ترك فسحة له للتعبير عن رأيه موجود منذ وجد بين الناس قوي وضعيف ومتسلط ومتسلط عليه، ولكنها اصبحت قضية العصر لانها استغلت من قبل اعداء الدين بدهاء ومكر لم يعهد له مثيل من قبل.
نحن لا نريد تسليط الضوء على التطرف بشكل عام بقدر ما يهمنا تسليطه على التطرف للآراء والتعصب لها.
الاشكال في هذه المشكلة هو عدم وضع تعريف مرتضى به بين من يتجاذبون القضية ويتصدون للكلام عنها، فالناس تختلف نظراتها للتطرف فمنهم موسع لمفهوم حرية الرأي وقبول الرأي الاخر حتى لو اشتمل على أمور لا ينبغي المساس بها، ومضيق لمفهوم حرية الرأي ليجعلها بضيق وصف الشاعر احمد مطر القائل:
أمارس دائما حرية التعبير في سر... وأخشى أن يبوح السر بالسر!
والحق ان حرية التعبير لابد ان يرجع فيها الى مصدر متفق عليه بين العقلاء الذين يعلمون ويوقنون بأن القضايا الفضفاضة المعقدة اذا تركت لعقول الناس على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ستزداد تعقيدا، وقديما قيل:
وللعقول حدود لا تجاوزها... والعجز عن الادراك ادراك
فالعقل السليم يحتم علينا ان نرجع ضوابط حرية التعبير للدين الحق فنقول: من يقرأ كتب التراث الاسلامي يجد بأن علماء المسلمين هم اكثر الناس محاربة للتعصب للآراء دون بينة، وهم اكثر الناس محاربة للانغلاق على اراء معينة دون وجود دليل يؤيدها، وبذلك تكون بعض المذاهب العصرية المنادية بالحرية في التعبير موافقة للاسلام في هذا الجانب، ولكن يمتاز الاسلام عن هذه المذاهب الارضية بانه راعى قدرات الانسان العقلية، فأمره بالانفتاح على الآخر حيث يكون الانفتاح في صالح الانسان، وامره بعدم الانفتاح حيث يكون الانفتاح سببا للجهل والتفريط في الخير الذي توصل له الانسان.
وهذه الوسطية التي ميزت الاسلام عن غيره لا تعجب ادعياء الحرية لانهم يريدون منا ان نترك الانسان ينساق خلف كل قول وكل هاجس يعن له وكل فكرة يقوده لها عقله، لنرى في مجتمعاتنا ما رأيناه اليوم من سفه وجنون وحتى كفر تحت ذريعة حرية التعبير والكلمة.
تويتر:a_do5y
يخطئ من يظن أن التطرف قضية معاصرة، وذلك ان التطرف وجد منذ عصر الرسالة بل ووجد عند الامم السالفة، لأن تحجيم الاخر وعدم ترك فسحة له للتعبير عن رأيه موجود منذ وجد بين الناس قوي وضعيف ومتسلط ومتسلط عليه، ولكنها اصبحت قضية العصر لانها استغلت من قبل اعداء الدين بدهاء ومكر لم يعهد له مثيل من قبل.
نحن لا نريد تسليط الضوء على التطرف بشكل عام بقدر ما يهمنا تسليطه على التطرف للآراء والتعصب لها.
الاشكال في هذه المشكلة هو عدم وضع تعريف مرتضى به بين من يتجاذبون القضية ويتصدون للكلام عنها، فالناس تختلف نظراتها للتطرف فمنهم موسع لمفهوم حرية الرأي وقبول الرأي الاخر حتى لو اشتمل على أمور لا ينبغي المساس بها، ومضيق لمفهوم حرية الرأي ليجعلها بضيق وصف الشاعر احمد مطر القائل:
أمارس دائما حرية التعبير في سر... وأخشى أن يبوح السر بالسر!
والحق ان حرية التعبير لابد ان يرجع فيها الى مصدر متفق عليه بين العقلاء الذين يعلمون ويوقنون بأن القضايا الفضفاضة المعقدة اذا تركت لعقول الناس على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ستزداد تعقيدا، وقديما قيل:
وللعقول حدود لا تجاوزها... والعجز عن الادراك ادراك
فالعقل السليم يحتم علينا ان نرجع ضوابط حرية التعبير للدين الحق فنقول: من يقرأ كتب التراث الاسلامي يجد بأن علماء المسلمين هم اكثر الناس محاربة للتعصب للآراء دون بينة، وهم اكثر الناس محاربة للانغلاق على اراء معينة دون وجود دليل يؤيدها، وبذلك تكون بعض المذاهب العصرية المنادية بالحرية في التعبير موافقة للاسلام في هذا الجانب، ولكن يمتاز الاسلام عن هذه المذاهب الارضية بانه راعى قدرات الانسان العقلية، فأمره بالانفتاح على الآخر حيث يكون الانفتاح في صالح الانسان، وامره بعدم الانفتاح حيث يكون الانفتاح سببا للجهل والتفريط في الخير الذي توصل له الانسان.
وهذه الوسطية التي ميزت الاسلام عن غيره لا تعجب ادعياء الحرية لانهم يريدون منا ان نترك الانسان ينساق خلف كل قول وكل هاجس يعن له وكل فكرة يقوده لها عقله، لنرى في مجتمعاتنا ما رأيناه اليوم من سفه وجنون وحتى كفر تحت ذريعة حرية التعبير والكلمة.
تويتر:a_do5y