المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د.سعود مشعل الشمري : سقوط النظام السوري ضرورة للأمن القومي العربي والتركي


فارس العذم
09-28-2012, 12:14 AM
كانت مواقف وتصريحات رئيس وزراء الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان وحكومته من العوامل القوية جداً في تأجيج الثورة السورية واندلاعها في كل مدن ومناطق سورية، وقد فهمها الشعب السوري أنها دعم ودعوة صريحة الى الاستمرار فيها حتى النصر، وانه لن يترك وحيداً، ومن يعتقد أنها انطلقت من مواقف انسانية وعاطفية بحتة تجاه الشعب السوري واهم كل الوهم، وان كنا لا نقلل من مواقفه الأخوية والانسانية والأخلاقية- الذي وضع نفسه بها- بل هي مواقف مبنية على أساس انه يمس الأمن القومي الاستراتيجي للجمهورية التركية، حيث أدركت القيادة التركية ان هناك مخططا اقليميا ودوليا ليس موجها ضد الأمة العربية فحسب، بل يطولها مباشرة، فالمواقف الروسية واندفاعها المحموم في الدفاع المستميت عن النظام السوري الى جانب المواقف والأدوار المتواطئة التي يلعبها النظام الايراني والحكومة العراقية ومليشياتها، وحزب الله، لا يمكن ان يمر الا عبر تقسيم الجمهورية التركية، وفرض كيانات معادية في أطرافها ومطوقة لها، وما تتعرض له قواتها المسلحة من ضربات عسكرية هنا وهناك، ما هي الا مؤشرات ودلائل أولية على ما يدبر لها.
لا شك ان هناك موقفا غربيا متواطئا على ثورة الشعب السوري على الرغم من الزخم السياسي والتصريحات الاعلامية المحمومة المؤيدة والمتعاطفة معها، وما الاجتماعات الدولية والاقليمية الدورية الا مجرد غطاء على مواقف الغرب اللا أخلاقية واستهلاك للرأي العام، وذر الرماد في العيون، متذرعا مرةً، بأن مجلس الأمن الدولي، أصبح مقيداً له لا يُمكنّه من التدخل، بسبب الفيتو الروسي والصيني، ومرةً أخرى في جانبه العملي، بترك الجيش الحر دون تسليح متذرعا مرة أخرى بحجية حظر التسليح الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، فتدمير الدولة السورية ومقدراتها وتمزيقها، وترك الشعب السوري يتعرض للابادة الشاملة بكل وسائل آلات الموت، يجري على قدم وساق على ما يزيد على سنة ونصف، الا من السلاح الكيماوي، ذلك التصريح المشؤوم- أثار الاستغراب والاستهجان- الذي جاء على لسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك اوباما وغيره من زعماء الغرب، التقطه النظام السوري مباشرة وفهمه، انه ايعاز وترخيص صريح له في الاستمرار بالامعان في اجرامه حيث ذهبت وعوده أدراج الرياح في أول خطاب رسمي له، بدعم الشعوب الحرة المنادية والمتطلعة الى الحرية والديموقراطية، والوقوف الى جانبها في تحقيق هذه الأهداف السامية.
الحكومة التركية هي أمام الحقيقة القادمة التي تعني تقسيمها، وحسم أمرها قبل فوات الأوان في قلب الموازين، باسقاط النظام السوري مهما كلفها الأمر، سواء كان بالدعم النوعي في السلاح بكل أنواعه وصنوفه للجيش الحر وقوى الثورة، وتحييد الطيران الحربي السوري النظامي، وهو أفضل الطرق لذلك أو بغيره من الوسائل، وهي من القوة بمكان بحيث تفرض على الكثير من القوى الدولية اعادة حساباتها وعلى رأسها الجمهورية الروسية الاتحادية، والنظام الايراني بخاصة الذي ذهب بعيداً في عدائه للأمتين العربية والاسلامية، والشعب السوري لن ينسى هذه المواقف الحاقدة مهما طال الزمان.

د.سعود مشعل الشمري







المصدر http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=223280&YearQuarter=20123&WriterId=324

وولد الطنايا
09-28-2012, 07:30 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .