عبدالعزيز السرحان الشمري
10-17-2012, 11:57 PM
يعد عبدالرحمن الكواكبي من أكثر الكتاب تأثيرا على الثوريين العرب، ويعد كتابه طبائع الاستبداد - الذي قال عنه محمد رشيد رضا: "كاد هذا الكتاب أن يكون معجزة !"- دستور الثوريين، وقلما تجد منظرا للثورات لا يستشهد بكلام الكواكبي سواء صرح بذلك أم اكتفى بالنقل دون التصريح باسم المصدر.
ولكني عند قراءتي لكتاب الكواكبي وجدت أن الرجل أعقل بكثير ممن ينسبون أنفسهم إليه، فالرجل لا يقول إن الزج بالعامة في أتون الحرب دون قدرة وسيلة للحرية، والرجل لا يقول:
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر!
بل إن الكواكبي راعى قوانين السنن الكونية في محاربة الاستبداد، والآن أنقل لكم بعض المقتطفات التي تدل على أن الرجل كان أحرص على أرواح الناس من بعض المتهورين الذين ينسبون أنفسهم للعلم.
يقول:"الاستبداد لا يقاوَم بالشِّدة إنما يُقاوم باللين والتدرُّج".
وهو بهذا يقرر حقيقة لا تحتاج تقريرا إلا لمن أعمى الله بصائرهم، فالذين يزجون بالعامة عراة الصدور يقابلون الدبابات وأعتى صنوف الأسلحة لم يعرفوا قيمة روح المسلم الذي قال الرسول عليه الصلاة والسلام عنه:
( لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم).
ويقول الكواكبي: "يجب قبل مقاومة الاستبداد، تهيئة ما يُستَبدَل به الاستبداد".
نعم لا بد قبل مقاومة الظالم أن نهيئ بديلاً، فكم ظالم أزيح وأتى من هو أظلم منه، وهل وصل القذافي وصدام بغير دعوى محاربة الإسابداد ومحاربة الظلم؟!، فهم نتاج ثورة ادعت أنها تخلص الناس من الظلم!، وكذلك مصر اليوم أكبر شاهد فهي التي أزاحت حسني الظالم، فإذا بها تقع في فوضى عارمة جعلت كثير من المصريين يترحم على أيام حسني!، وهل هذا كله إلا نتيجة لعدم تهيئة البديل!.
ويقول كذلك الكواكبي: (هذه قواعد رفع الاستبداد، وهي قواعد تُبعد آمال الاسراء، وتسرُّ المستبدّين؛ لأنَّ ظاهرها يؤمنِّهم على استبدادهم، ولهذا أذكِّر المستبدّين بما أنذرهم الفياري المشهور؛ حيثُ قال: "لا يفرحنَّ المستبدُّ بعظيم قوَّته ومزيد احتياطه، فكم جبّارٍ عنيدٍ جُنِّد له مظلومٌ صغير"، وإني أقول: "كم من جبّار قهّار أخذه الله أخذ عزيزٍ منتقم".
انظر كيف قرر أن هذه القواعد ظاهرها يأمن المستبد، ولكن حقيقتها إزاحة تدريجية له، ولكن مع الأسف اليوم من ينادي بالتريث وعدم دفع العامة إلى الهلكة يتهم بأنه متخاذل ومنهزم ويشرعنَّ الاستبداد!.
ويقول كذلك الكواكبي: الاستبداد لا ينبغي أن يُقاوَم بالعنف، كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصداً. نعم؛ الاستبداد قد يبلغ من الشدَّة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجاراً طبيعياً، فإذا كان في الأمَّة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً).
لا تعليق!.
ملاحظة:
النقل عن الكواكبي ليس موافقة و تسليماً لكل ما في كتابه، فالكتاب عليه ملاحظات كثيرة تخالف منهج السلف، وإنما نقلت عنه ليعرف الناس الفرق بينه وبين من ينسب نفسه إلى منهجه سواء تصريحاً أو تلميحاً…
وبالمناسبة الكواكبي نفسه كان ممن يرى فصل السلطة الدينية عن السياسية، كما نقل ذلك العلامة رشيد رضا في مجلة المنار!
تويتر: a_do5y
ولكني عند قراءتي لكتاب الكواكبي وجدت أن الرجل أعقل بكثير ممن ينسبون أنفسهم إليه، فالرجل لا يقول إن الزج بالعامة في أتون الحرب دون قدرة وسيلة للحرية، والرجل لا يقول:
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر!
بل إن الكواكبي راعى قوانين السنن الكونية في محاربة الاستبداد، والآن أنقل لكم بعض المقتطفات التي تدل على أن الرجل كان أحرص على أرواح الناس من بعض المتهورين الذين ينسبون أنفسهم للعلم.
يقول:"الاستبداد لا يقاوَم بالشِّدة إنما يُقاوم باللين والتدرُّج".
وهو بهذا يقرر حقيقة لا تحتاج تقريرا إلا لمن أعمى الله بصائرهم، فالذين يزجون بالعامة عراة الصدور يقابلون الدبابات وأعتى صنوف الأسلحة لم يعرفوا قيمة روح المسلم الذي قال الرسول عليه الصلاة والسلام عنه:
( لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم).
ويقول الكواكبي: "يجب قبل مقاومة الاستبداد، تهيئة ما يُستَبدَل به الاستبداد".
نعم لا بد قبل مقاومة الظالم أن نهيئ بديلاً، فكم ظالم أزيح وأتى من هو أظلم منه، وهل وصل القذافي وصدام بغير دعوى محاربة الإسابداد ومحاربة الظلم؟!، فهم نتاج ثورة ادعت أنها تخلص الناس من الظلم!، وكذلك مصر اليوم أكبر شاهد فهي التي أزاحت حسني الظالم، فإذا بها تقع في فوضى عارمة جعلت كثير من المصريين يترحم على أيام حسني!، وهل هذا كله إلا نتيجة لعدم تهيئة البديل!.
ويقول كذلك الكواكبي: (هذه قواعد رفع الاستبداد، وهي قواعد تُبعد آمال الاسراء، وتسرُّ المستبدّين؛ لأنَّ ظاهرها يؤمنِّهم على استبدادهم، ولهذا أذكِّر المستبدّين بما أنذرهم الفياري المشهور؛ حيثُ قال: "لا يفرحنَّ المستبدُّ بعظيم قوَّته ومزيد احتياطه، فكم جبّارٍ عنيدٍ جُنِّد له مظلومٌ صغير"، وإني أقول: "كم من جبّار قهّار أخذه الله أخذ عزيزٍ منتقم".
انظر كيف قرر أن هذه القواعد ظاهرها يأمن المستبد، ولكن حقيقتها إزاحة تدريجية له، ولكن مع الأسف اليوم من ينادي بالتريث وعدم دفع العامة إلى الهلكة يتهم بأنه متخاذل ومنهزم ويشرعنَّ الاستبداد!.
ويقول كذلك الكواكبي: الاستبداد لا ينبغي أن يُقاوَم بالعنف، كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصداً. نعم؛ الاستبداد قد يبلغ من الشدَّة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجاراً طبيعياً، فإذا كان في الأمَّة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً).
لا تعليق!.
ملاحظة:
النقل عن الكواكبي ليس موافقة و تسليماً لكل ما في كتابه، فالكتاب عليه ملاحظات كثيرة تخالف منهج السلف، وإنما نقلت عنه ليعرف الناس الفرق بينه وبين من ينسب نفسه إلى منهجه سواء تصريحاً أو تلميحاً…
وبالمناسبة الكواكبي نفسه كان ممن يرى فصل السلطة الدينية عن السياسية، كما نقل ذلك العلامة رشيد رضا في مجلة المنار!
تويتر: a_do5y