المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. معن الجربا : نظرية المواطنة في الإسلام


سعدون العذم
01-26-2013, 03:06 AM
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100415/Images/i50.jpg



حق المواطنة، تفتخر به الثقافة الغربية اليوم، وتعتبره من أهم المنجزات الحضارية التي أفرزتها تلك الثقافة خلال القرنين الماضيين، ويقوم حق المواطنة على أساس المساواة في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو المذهبي أو أي اعتبارات أخرى، فالمواطن هو محور الارتكاز الذي تدور حوله كل الحقوق والواجبات.
وإذا كنا منصفين، فإن الحضارة الغربية يحق لها أن تفتخر بهذا الإنجاز الحضاري الذي كرم الإنسان؛ لأنه (إنسان فقط) ولأنه (مواطن فقط). ولكن وإذا كنا منصفين أكثر فيجب أن نعود بالتاريخ إلى 1400 سنة إلى الوراء، عندما هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة وأبرم ما يعرف (بوثيقة المدينة) والتي كانت بينه وبين سكانها، وكان بها نحو 10 آلاف شخص، منهم 1500 مسلم و4000 يهودي و4500 مشرك.
ونلاحظ هنا أن أطراف هذه الوثيقة كانوا من مختلف الأديان والأعراق والأجناس، إذ إن فيهم المسلم واليهودي والمشرك، وفيهم العربي والفارسي والرومي والحبشي، وفيهم الذكور والإناث، ورغم ذلك فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أبرم هذه الوثيقة على أساس (حق المواطنة) وعلى أساس المساواة في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس، فقد ورد في البند الأول من الوثيقة (أن اليهود أمة مع المسلمين) بمعنى أنهم مواطنون مثل المسلمين، كما ورد في البندين الثالث والرابع (أن أطراف الوثيقة عليهم النصر والعون والنصح والتناصح والبر من دون الإثم)، كذلك أكدت الوثيقة في بندها الحادي عشر (أن الدفاع عن المدينة مسؤولية جميع الأطراف الموقعين على الوثيقة)، كما أكدت بنود الوثيقة على (روح المساواة والعدل والتعاون والتعايش السلمي بين أطرافها).
وهنا يجب أن نقف وقفة تأمل، فإذا كان حق المواطنة أقره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة، فما بال بعض الدول العربية والإسلامية اليوم قد تخلت عن هذا المبدأ، وأخذت تميز بين مواطنيها تارة على أساس العرق بين عربي وغير عربي، وتارة على أساس الجنس بين رجل و امرأة، وتارة على أساس الجهات بين شمالي وجنوبي وشرقي وغربي، وبلغ الأمر أوج خطورته عندما أصبح التمييز بين المسلمين على أساس الانتماء المذهبي، فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد ساوى بين المسلم واليهودي في حق المواطنة، أليس من الأولى أن نساوي نحن اليوم بين المسلمين في هذا الحق؟ فمن العار أن يكون التمييز بين المواطنين على أساس مذهبي أو عرقي أو مناطقي ...إلخ.
وهنا أيضا يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا: لماذا تخلى بعض المسلمون عن هذا المبدأ العظيم الذي أقره الرسول الأكرم في وثيقة المدينة، وتركنا هذا السبق الإسلامي الحضاري الكبير لكي يفوز به العالم الغربي، ويقدمه للعالم كمشروع ثقافي وسياسي وإنساني؟ رغم أن الإسلام هو صاحب هذا المشروع الإنساني والحضاري قبل 15 قرنا مضت؟
والسؤال الأهم: هل آن الأوان لكي يحيي المسلمون هذه السنة، وهذه الفريضة الغائبة من خلال تطبيق حق المواطنة من جديد؟.



المصدر (http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110210/PrinCon20110210399812.htm)

فارس العذم
01-26-2013, 04:25 PM
اخذ الغرب والعالم تعاليم ديننا ونحن تخلينا عنه

وشكرا خاص للشيخ معن الجربا على المقال الرائع

ركان العايد
01-26-2013, 04:28 PM
إنَّ تعاليم دِيننا كلها خير، فمَن عامَل الناس بصدقٍ ونيَّة حسنة

وأخَذ منهم وأعطاهم ولم يُماطِلهم في حقِّهم

والله يهدي جميع المسلمين

اللهم أمين

وولد الطنايا
01-26-2013, 04:34 PM
شيخنا الغالي
أشكرك على الأبداع الرائع
الي خطه لنا قلمك المميز

وهو يتكلام عن الواقع الذي نعيشه

في زمننا هذا

وتسلم يا سعدون على النقل

ماجد الشمري
01-26-2013, 04:46 PM
البعض لايعرفون معنى والمواطنه ولا يمشون بالحق ولا يقولون الحق

وعلى المسلم الذي يخاف الله أن يتقي الله

ويقول الحق وعلى كل مسلم يقول الحق

وأن يقتدوا بالرسول الكريم

فن الدنيا لا تسوى شي وعليكم التمسك بالدين

فهو نورنا وهو الذي ينير لنا طريقنا

كم أنت مبدع أخي معن الجربا

والله يجزاك خير الجزاء

شمرية
01-26-2013, 04:55 PM
لماذا تخلى بعض المسلمون عن مبدا الرسول الكريم

والغرب أخذوا عاداتنا وعادات ديننا الكريم

ابو ناصر الشمري
01-26-2013, 05:02 PM
شكر على المجهود الجميل

وشكر على النقل