عبدالعزيز السرحان الشمري
02-10-2013, 04:50 AM
لا يكاد يختلف منصفان على أن أكبر الغائبين عن ساحاتنا الثقافية والسياسية هو الانصاف…ونظرة سريعة لأي معركة ثقافية أو سياسية تجلّي لك هذه الحقيقة المؤلمة وتجد بأن هذا الشيء واضحاً لا يكاد يخفى على ذي عينين…ومع الأسف محاولات معالجة هذا الداء ليست على المستوى المطلوب سواء من المثقفين أو السياسيين…وتستطيع إلتماس العذر لبعضهم لأنه حاول وبعد أن أيقن بأنه (ينفخ بقربه مشقوقه) وأنه لا يستطيع مواجهة هدير التيارات الجارفة بصوته الخافت توقف…ولكن لا تستطيع إلتماس العذر لسكوت كل شخص مؤثر على الرأي العام وتكاد تجزم -بسبب سكوتهم المريب تجاه هذا الأمر-بأن هذه الفوضى وذهاب الانصاف مطلب لهم وأرض خصبة لهم يتفننون فيها بغلبة خصومهم وذلك لأن معالجة هذا الداء قد تعرّيهم وتظهرهم بمظهرهم الحقيقي أمام جماهيرهم…وهم لا يستطيعون العيش والإستمرار في معاركهم إذا تحلّوا بإخلاق الفرسان…لأن أخلاق الفرسان تحتّم عليهم انصاف خصومهم وعدم الغدر بهم وطعنهم من الخلف…وهم لا يغلبون خصومهم إلا بهذه الحيل والأساليب…؟!
أعلم كما يعلم غيري بأن انصاف الخصم يحتاج جهد مضاعف لكبح جماح الطبيعة البشريّة وردّها عن باطلها…فإن الإنسان كما قال تعالى عنه كنود يمنع ما عليه من الحقوق لربه وللبشر ولا يتهاون في أخذ حقوقه كاملة من الناس…ولكنه ممكن ولو لم يكن ممكن لما أمر الله ورسوله به وحثّوا عليه…؟!
وأولى الخطوات لعلاج هذا الداء مراقبة الله سبحانه…فلو أن هؤلاء موقنون بقوله تعالى {ويل للمطففين}
لكانوا أرقى وأفضل مما هم عليه من دناءة ووضاعة…فهذه الآية لم تترك لهم سبيلاً لتبرير الفجور في الخصومة…!
ورحم الله العلامة السعدي الذي استنبط من هذه الآية لسعة فهمه أشياء عظيمة جعلتها جديرة بأن تكون منهج حياة للمتخاصمين يقول رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:
(ودلت الآية الكريمة، على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات، بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ماله من الحجج، فيجب عليه أيضا أن يبين ما لخصمه من الحجج التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله من سفهه)…!!!!.
تويتر:a_do5y
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=52896
أعلم كما يعلم غيري بأن انصاف الخصم يحتاج جهد مضاعف لكبح جماح الطبيعة البشريّة وردّها عن باطلها…فإن الإنسان كما قال تعالى عنه كنود يمنع ما عليه من الحقوق لربه وللبشر ولا يتهاون في أخذ حقوقه كاملة من الناس…ولكنه ممكن ولو لم يكن ممكن لما أمر الله ورسوله به وحثّوا عليه…؟!
وأولى الخطوات لعلاج هذا الداء مراقبة الله سبحانه…فلو أن هؤلاء موقنون بقوله تعالى {ويل للمطففين}
لكانوا أرقى وأفضل مما هم عليه من دناءة ووضاعة…فهذه الآية لم تترك لهم سبيلاً لتبرير الفجور في الخصومة…!
ورحم الله العلامة السعدي الذي استنبط من هذه الآية لسعة فهمه أشياء عظيمة جعلتها جديرة بأن تكون منهج حياة للمتخاصمين يقول رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:
(ودلت الآية الكريمة، على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات، بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ماله من الحجج، فيجب عليه أيضا أن يبين ما لخصمه من الحجج التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله من سفهه)…!!!!.
تويتر:a_do5y
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=52896