عبدالعزيز السرحان الشمري
02-17-2013, 02:50 AM
هي فتاة جميلة ارتأت ان تعيش من خلال بيعها للورود الجميلة التي تحصل عليها صباح كل يوم بشرائها من ذلك البستاني النقي الذي له من بيعه للورود نصيب من النقاء الفطري غير الملوث والمغلف بحسن النوايا والحب لكل ما هو جميل ولأن الأرواح تتعلق وتتآلف مع أمثالها لم ينس هذا البستاني ان يقدم لبائعة الورد وردة مختلفة عن تلك الورود الجميلة معبراً بها عن اعجابه بكفاحها الذي ليس له مثيل والذي ذاع صيته في هذه المدينة العريقة.. ولأنه لولا وجود التضادات لما كان للحياة معنى ولما شعرنا بالفرق بين الحق والباطل أي أنه لولا وجود الكذابين والمدلسين لما كان للصادقين تلك المكانة في قلوبنا ولأن وتيرة الحياة سريعة.. لم تمض أيام الا وجاور بائعة الورد من هو على نقيضها فهو دميم الخُلقة استعاض عن دمامته بحلاوة اللسان بجذب كل الحالمين ببيعه لهم الوهم والسراب فهو استاذ مفوه يستطيع ان يوهم الآخرين بما فعله وما سيفعله أمام الملأ وما ان يجذب ثلة أخرى من الحالمين الا ووجدت كل ما قاله ووعد به سراب في سراب وكذب وتدليس ولأنه قد نجح، تجده يستخدم هذا الأسلوب مع الكل وضحاياه أي ضحايا الوهم والسراب في ازدياد، وقد استطاع وهذا ما كان يحلم به ان يلتف بحيلته على تلك الفتاة النقية ليبرهن على صدق نظريته والتي ما كان لها الا ان تنخدع بحلاوة لسانه ولأن حبل الكذب قصير ولأن الأرواح جنود مجندة استطاعت ان تكشف ما جبل عليه هذا الافاك الأثيم من أكاذيب وخداع وتدليس... وما هي الا أيام واحتدم الصراع بين الخير والشر ولأن العالم ما هو الا قرية صغيرة ولأن الصدق عملة نادرة، قررت بلدية تلك المدينة العريقة اختيار بائعة الورد لنزاهتها رئيسة للمجلس البلدي والذي من أبرز مهامه التنظيم وايقاع أقصى أنواع العقاب على كل من يشوه رونق المدينة... وبعد عدة مداولات تم كشف حقيقة بائع السراب وتم التحذير من كذبه وتدليسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وها هو اليوم يعيش منبوذاً فاقداً لذلك النفوذ الذي كان يتباهى به ومالنا الا ان نقف عند قوله تعالى {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} (الرعد 17).
والله من وراء القصد
د. فهد الوردان
[email protected]
@Fahad1457
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=254932&WriterId=225
والله من وراء القصد
د. فهد الوردان
[email protected]
@Fahad1457
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=254932&WriterId=225