عبدالعزيز السرحان الشمري
03-22-2013, 04:42 AM
نظرة سريعة للكواكبي…؟!
بقلم.. عبدالكريم دوخي الشمري
بعد ما يسمى بالربيع العربي كثر الكلام عن الاستبداد والتنظير لمحاربته، وأكثر من يتكلمون في هذا الباب عالة على كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي الذي قال عنه محمد رشيد رضا في مجلة المنار (يكاد يكون معجزة)، فإمّا أن يستدل به صراحةً أو يتكلم بكلام يدور حول ما جاء به دون الإشارة إليه.
ولا غرابة أن يكثر أصحاب الطرح الليبرالي من النقل عنه والثناء عليه دون تحفّظ، فهم وجدوا ما يريدونه مسطوراً في كتابه بأبلغ عبارة وأوضح بيان، ولكن الغريب أن ترى من ينتسب للعلم الشرعي يعوّلون على كتابه ويجهلون أو يتجاهلون بأنه من أوائل من دعا إلى تنحية الدين كرابط للأمة، واستبداله بروابط الدم واللغة لتكوين الوحدة الوطنية، وقد أشار لذلك محمد رشيد رضا في مجلة المنار في صدد كلامه عن آراءه السياسية بقوله: "وربما نشير إلى المسائل التي خالفنا الفقيد فيها في هامش الكتاب عند طبعه وأهمها الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية".
والكواكبي هو القائل في كتابه طبائع الاستبداد: "يا قوم وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتحاد وأنتم المتنورون السابقون. فهذه أمم أوستريا وأميركا قد هداها العلم لطرائق الاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري".
"دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم الآخرة فقط (! ) دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي فلتحيا الأمة، فليحيا الوطن، فلنحيا طلقاء أعزاء".
ص112-113
أنا لا أدعو لنسف جهوده وعدم الإستفادة منه مطلقاً - فالرجل والحق يقال - له كلام بديع في تقرير حقائق مفيدة لنهوض الدول، ولكن أدعو إلى الاعتدال وألّا نتعامل مع كتابه بمبالغة كما يتعامل أرباب الحداثة مع كتاب أدونيس (الثابت والمتحول) حتى أسموه انجيل الحداثة…!!
تويتر: a_do5y
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=55677
بقلم.. عبدالكريم دوخي الشمري
بعد ما يسمى بالربيع العربي كثر الكلام عن الاستبداد والتنظير لمحاربته، وأكثر من يتكلمون في هذا الباب عالة على كتاب طبائع الاستبداد للكواكبي الذي قال عنه محمد رشيد رضا في مجلة المنار (يكاد يكون معجزة)، فإمّا أن يستدل به صراحةً أو يتكلم بكلام يدور حول ما جاء به دون الإشارة إليه.
ولا غرابة أن يكثر أصحاب الطرح الليبرالي من النقل عنه والثناء عليه دون تحفّظ، فهم وجدوا ما يريدونه مسطوراً في كتابه بأبلغ عبارة وأوضح بيان، ولكن الغريب أن ترى من ينتسب للعلم الشرعي يعوّلون على كتابه ويجهلون أو يتجاهلون بأنه من أوائل من دعا إلى تنحية الدين كرابط للأمة، واستبداله بروابط الدم واللغة لتكوين الوحدة الوطنية، وقد أشار لذلك محمد رشيد رضا في مجلة المنار في صدد كلامه عن آراءه السياسية بقوله: "وربما نشير إلى المسائل التي خالفنا الفقيد فيها في هامش الكتاب عند طبعه وأهمها الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية".
والكواكبي هو القائل في كتابه طبائع الاستبداد: "يا قوم وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتحاد وأنتم المتنورون السابقون. فهذه أمم أوستريا وأميركا قد هداها العلم لطرائق الاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري".
"دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم الآخرة فقط (! ) دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي فلتحيا الأمة، فليحيا الوطن، فلنحيا طلقاء أعزاء".
ص112-113
أنا لا أدعو لنسف جهوده وعدم الإستفادة منه مطلقاً - فالرجل والحق يقال - له كلام بديع في تقرير حقائق مفيدة لنهوض الدول، ولكن أدعو إلى الاعتدال وألّا نتعامل مع كتابه بمبالغة كما يتعامل أرباب الحداثة مع كتاب أدونيس (الثابت والمتحول) حتى أسموه انجيل الحداثة…!!
تويتر: a_do5y
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=55677