سعد العذم
07-20-2013, 08:59 PM
عندما تقرأ عن عروض بعض الجمعيات التعاونية في شهر رمضان الكريم تستبشر خيرا في استمرار العمل التعاوني وتقول أنه مازال بخير، ولكن عندما تدخل أغلب هذه الجمعيات التعاونية وترى الغش في الأسعار مروراً بالكميات المعلن عنها انتهاءً بتاريخ الصلاحية شبه المنتهي تعلم حق العلم بأن التعاونيات أو أغلبها انحرفت عن مسارها الذي أنشئت من أجله، والهدف الذي أعلِن للمواطن عنه، وأصبحت تعمل لصالح تاجر نهم لا يحلل ولا يحرم سواء كان ممن يورّد للجمعية أو من أعضاء مجلس إدارتها ممن يستورد للجمعية ويستولي على عمولته من التاجر مباشرة وللأسف وصل ذلك العضو بأصوات المساكين من أهله وأبناء منطقته أعانهم الله على ذلك العضو الفاسد أو مجلس الإدارة الفاسد إن جعلنا التعبير دقيقاٍ ، والغريب في الأمر أن تهاجم مجالس إدارات تلك الجمعيات غير التعاونية الدولة في كثير من المواقف والمناسبات على أساس أنهم بصف المواطن والدولة ضدهم وضد ذلك المواطن البسيط، ولكن في الحقيقة بعد بحث وتحر وتفكير عميق اكتشفت أمراً قد يكون هو الأقرب للصحة ويكشف لغز ارتفاع أسعار بعض السلع في بعض الجمعيات غير التعاونية عن سعر السوق في كثير من الأسواق التجارية وأسواق الجملة ويكمن حل اللغز بأن الكويت بلد تجار وليس تجارة ويسمح به كل شيء للتجار ولا يسمح بالتجارة ، كيف هذا ونحن في بلد ديمقراطي وبلد مؤسسات؟ بسيطة: أنشأ التجار فكرة بسيطة يعمل من خلالها سوق كبير بما يعرف أنه جمعية تسمى تعاونية تقوم بالشراء من التاجر الكبير ومن خلال استغلالها لأراضي الدولة المجانية والدعم المادي المقدم من الحكومة توظف عددا من العاملين لتصريف هذه البضائع لصالح التجار الذين يجلبون البضائع من شتى بقاع الأرض ولا يفضلون تخزينها بمخازن مكلفة فتقوم الجمعيات التي تدعي التعاون بتخزينها وتصريفها وجني كامل أرباحها لصالح التاجر الذي يفرض على الدولة ما يريد وتسخر هي له القوانين وتصوغها حسب ما يناسب مصالحه التجارية، هل هناك شيء في كلامي غير واضح أو غريب ؟ إذا كانت الإجابة بنعم أرجو منك عزيزي القارئ أن تذهب لأقرب جمعية كتب عليها تعاونية وتأخذ أي سلعة أمامك وتذهب لأي سوق غير تعاوني وتقارن السعر وتاريخ الصلاحيةإذا لم تصب بالدهشة فأعلم بأني مخطئ ومدين لك بالاعتذار، ولكن إن كان كلامي صحيحا فلا أطلب منك إلا أن تساعدني عزيزي القارئ لحل لغز آخر وهو، لماذا يتقاتل المترشحون لعضوية الجمعيات التعاونية ويذلون أنفسهم بطريقة تثير الشفقة ويدفعون آلاف الدنانير لأجل الوصول في حملاتهم الانتخابية لعضوية تلك الجمعيات؟ أليست هي جمعية تعاونية مكافأة العضو فيها شهريا بحدود المئتي دينار تقريبا؟ هل تستحق تلك المكافأة كل ذلك العناء؟ إن كان لدى أحدكم إجابة لحل ذلك اللغز فأرجو مساعدتي على ذلك لأني وصلت إلى قناعة بأن تلك الجمعيات لا يصلح لها إلا اسم واحد وهو الجمعيات التآمرية، وبطل المؤامرة تاجر وعضو مجلس إدارة وحكومة ليست بحكيمة ولن تكون حكيمة إلا إذا نسفت ذلك العمل التعاوني الزائف وعينت هي بذاتها مكاتب محاسبة وموظفين معروفين بنزاهتهم وطلبت منهم الاستيراد المباشر من بلد المنشأ وراقبت دخل أولئك الموظفين مراقبة شديدة ومستمرة كي تحمي المواطن من تاجر طامع أو موظف لا ذمة له وكذلك تشعل روح المنافسة بين التجار الشرفاء والموظفين الشرفاء لخدمة المواطن الذي بدأ يئن تحت وطأة الغلاء وسوء السلع ولكن هل الحكومة ترغب بخدمة المواطن فعلياً هذا ما يجعلنا نطلق عليها حكومة حكيمة من عدمه.
المصدر (http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=8552:%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A2%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%A9)
المصدر (http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=8552:%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A2%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%A9)