المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «في بيتنا قاطع رحم» بقلم : د.فهد الوردان


فارس العذم
07-30-2013, 04:49 AM
http://alwatan.kuwait.tt/resources/media/writer/225_w.png






كثير من الاسر والعائلات تعاني من التفكك وقد يكون أحد أهم أسباب هذا التفكك - وهذا ليس له علاقة بالأسرة بشكل مباشر الا انه ذو تأثير قوي وقوي جدا - وهو المستوى المعيشي والرخاء الذي جعل من الترابط الاسري أو العائلي تحصيل حاصل وبرستيج للمباهاة فقط... ومن خلال الملاحظة والتي هي نتيجة الاحتكاك المباشر بالعديد من الأفراد ومن مختلف الطبقات وخاصة الطبقة الارستقراطية وما دونها في المستوى المعيشي، أكاد أقول لا توجد عائلة أو اسرة لم تشهد خلافات تبدأ من سوء الفهم والذي يتبعه العناد والمكابرة والتي يغذيها وبشكل مباشر تلك السلوكيات المدمرة وهي.. الغيرة.. والأنانية التي هي أحد أشكال حب الذات.... والتنافس غير الخلاق والتي لا تلبث ان تتضخم في تلك النفوس المريضة لتزيد الجفوة والتي ستنتقل حتما لبعض أفراد الاسرة الآخرين مما يجعل من التباعد الأسري عنوانا لها، ولذا نقول ان لم تنته بالاعتذار الفوري وفتح صفحة بيضاء جديدة عنوانها الحب المغلف بالتسامح فسوف يزيد هذا التباعد مما يدخل هذه العائلة أو تلك الاسرة في خانة العقوق الأسري (القطيعة) والذي لا يختلف بأي حال من الأحوال عن عقوق الوالدين لما تمثله صلة الرحم من وشيجة مرتبطة بعرش الرحمن ومن ثم سينطبق على أفراد الاسرة قوله صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قاطع رحم....» ولنا ان نتساءل هل الحياة تستحق كل هذه وتلك القطيعة بين أفراد الاسرة الواحدة أو العائلة الواحدة، وبكل بساطة للقضاء على أي قطيعة لا يحتاج من المتقاطعين سوى وقفة تسامح تتطلع بها الأنفس للحصول على مزيد من الراحة النفسية المرتبطة برضا الله الذي جعل من التسامح خلقا جميلا وعنوانا واضح المعالم لنشر كل ما هو جميل في هذا الكون.
يقول وفي قوله مرارة كيف لي الجلوس والتباسط مع نوعية اعتادت في كل سلوكياتها على الحسد والحقد الذي يكاد يظهر من بوبوء العين... فقلت له هل لك ان تتجاهل وتبسط أي سلوك وتضع له عنوان حسن الظن وأن تبحث لتجد من الأعذار ما يجعلك ترتاح قبل ان يرتاح ذلك القريب وأن تتسامح بالقدر الذي يريحك من التفكير السلبي في سلوكيات تستطيع أنت وليس غيرك بتجاهلها وذلك من أجل فتح صفحات عائلية مضيئة تضفي مزيداً من الود والتراحم بين أفراد الاسرة أو العائلة الواحدة.
والله من وراء القصد.

د.فهد الوردان