اللجنة الاعلامية
08-10-2013, 04:09 PM
الكل في الكويت يعلم أن كبارها بمقامهم أو مناصبهم أو أموالهم أو (( قلوبهم )) يستقبلون الناس في رمضان أسبوع أو ثلاثة أيام أو حتى يوم على الأقل ويعتبر يوم رمضان من بعد صلاة العشاء حتى الثانية عشر مساءً على أقل تقدير ، ولكن ما لفت نظري أن رئيس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد استقبل المهنئين وغيرهم في رمضان الذي أحزننا فراقه رغم أيام العيد والفرح لمدة ساعتين فقط أي مئة وعشرون دقيقة !! فلو جعلنا سموه صافح أربع أشخاص كل دقيقة دون توقف ودون محادثة ولو حتى كانت قصيرة ، لقلنا بأنه استقبل في ذلك اليوم أربع مائة وثمانون شخصا فقط ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟ الكل يعرف بأن المهنئين تجاوز عددهم الآلاف وكان مثلهم ممن لم يدخلو القصر من رجال ونساء جاؤا لشأن آخر وهو شئ مفرح ومبكي بآن واحد ، إنها الحاجة والحقوق ، أما الحاجة فكلنا يتعرض للحاجة ونواقص الدنيا ولكن قليل منا يستطيع أن يعطي (بدل أن يأخذ فقط ودون توقف ) ، وأنا شخصيا أجزم بأن ناصر المحمد يفرح كثيرا عندما يعطي ويفرّج عن الناس كربهم وله الحق أن يفرح فهذه لذة خلقها الله تعالى في نفوس الكرماء لمكافأتهم بالدنيا ولهم بالآخرة أجر عظيم إنشاء الله ، وهذا هو المفرح ولكن ما المبكي ؟ المبكي حقيقة أني وعندما وصلت للبوابة وجدت عددا من النساء المحتاجات للعون يصعب علي وصف حالهن وبالطبع هناك رجال وشباب وشيوخ طاعنين بالسن لم يحزنني منظرهم بقدر منظر بعض النساء الكبيرات بالسن أو من الهم اللاتي كانت الأرض محزونة من تحتهن لشدة العوز والألم والحياء التي بدت عليهن ، مما دعاني للوقوف مذهولا أن يكون هذا في الكويت ؟ نعم هذا المنظر الذي ذكرت حصل أمام عيني وعيون كثير ممن قصدوا قصر الشويخ بالأمس القريب ، ما سببه ؟ إنه نفس السبب الذي جعل الكثير يحمل أوراق هي ما يسمى بالمعروض وأنا أسميه بالمظلمة لأنه أقرب للواقع فاليوم الناس لا تبحث عن حق لا تملكه وهي ذاهبة بمعروض بل عن حق سلب وتريد أن تسترجعه ، ولكن أليس هذا بغريب المحتاج للمال والمحتاج للعدالة يذهب لرئيس وزراء سابق !! يا للعجب ماذا فعل ناصر المحمد لهؤلاء الناس كي يرفضوا واقع أنه ترك الرئاسة ؟ ما هو سر تمسكهم به ؟ لماذا لا يذهبون لمن بأيديهم القرار حاليا ويطلبون حقوقهم منهم ؟ أين اللجان الخيرية ورؤسائها ؟ أين السادة النواب ورئيسهم ؟ أين السادة الوزراء ورئيسهم ؟ أليس كل منهم له عنوان كما لناصر المحمد عنوان ؟ يبدو أن المسألة ليست عنوان لأنه لو كان كذلك لما تركت موسوعة غينيس عنوان ( يستقبل الشيخ ناصر المحمد المهنئين بالشهر الكريم يوم الأربعاء بقصره ) ولكان لتلك الموسوعة ثلاث أرقام جديدة أولها: قصر مخصص لبضع عشرات من السكان يدخله آلاف بساعتين وكلهم مبتسمين ويخرجون كذلك دون أن يختنقوا من شدة الزحام ، والثاني أربع رجال في بوابة ذلك القصر يستلمون كتب ومعاريض وطلبات بساعتين بكمية تقدر بعمل مجمع الوزارات ليومين ، أما الثالث ستة عشر وزيراً ووزيرة في دولة من الدول الأغنى في العالم لم يستطيعوا حل مشكلة إمرأة عجوز واحدة وقفت بباب ذلك القصر تقول لشخص استلم منها كتاب ( قل والله سأعطي الكتاب للشيخ يا وليدي ، إن لم يتصل بي الشيخ سأعرف أنك لم تسلمه إياه ، ترى الشيخ ما يفشل شيباتي وأنا أمك ) وهذه المرأة الطاعنة بالسن كانت سبب حزن شديد علي منعني حتى مما جئت لشأنه ، هل تعلمون ما هي حاجة المرأة ؟ إنه مبلغ بسيط جداً عجزت المرأة عن تسديده لأحدى شركات الأجهزة الكهربائية وقد يكون ما سعره أرخص وحدة تكييف ، ولكني لن أحرق الرقم الثالث على موسوعة غينيس ، وقد تكون وزيرة الشؤون سبقت الكل واتصلت بموظفي الشيخ ناصر المحمد وأخذت المعروض منهم أو البيانات على الأقل كي تسدد المبلغ من ميزانية وزارة شئون الرحمة والرأفة الاجتماعية والعمل الدؤوب ، وإلا سيسدد الشيخ ناصر المحمد الدين عن تلك السيدة المسنة وربما ديون كثير ممن قصدوا قصره بالأمس القريب رغم أنه ليس مرغم على ذلك ” بل قد يكون كذلك فربما هناك شئ ما في جينات ذلك الشيخ يختلف عن كثير ممن سمعنا عنهم أو أسمعوا الناس عن أنفسهم !! والله أنا شخصيا لا أعرفه ولم ألتقي به بشكل شخصي أو حتى بأحد مستشاريه فلا أستطيع أن أجزم وقد يكون هذا رقم رابع لموسوعة غينيس وهو رجل دخل منصب بدولة الكويت وخرج منه ، لم يتبدل أسلوبه مع الناس كافة ! ولم يحقد على أحد ! ولم يستقل طائرته ويذهب بعيدا عن الوطن !! ولم يقل عدد محبيه !! وجميعهم ينتظر عودته للخدمة العامة للوطن والمواطن بشكل رسمي ، أنا أؤيد غينيس لتسجيل هذا الرقم الرابع وبقوة وأقول للشيخ ناصر المحمد إن قرأت مقالتي هذه وأنا أعلم أنك لا تعرفني ، أنا مواطن ككثير غيري لم ألتقي بك ولم أستطع الدخول لقصرك في ذلك اليوم لأن الذهول منعني لكني أقول لك كل عام وأنت بخير وعيدك مبارك أنت والكويت وشعبها الطيب الودود ونحن ما زلنا بانتظارك …
المصدر (http://www.alhaadth.com/?p=2728)
المصدر (http://www.alhaadth.com/?p=2728)