فارس العذم
11-10-2013, 02:47 AM
http://www.alanba.com.kw/articlefiles/2013/11/421681-147234.jpg
العميد الركن متقاعد سعدي فالح الشمري
أورد العميد ركن متقاعد سعدي فالح الشمري ردا على ما قاله الجنرال الروسي محمود أحمد غارييف في إحدى القنوات الفضائية عن الجيش الكويتي المشارك في الحروب العربية وحرب 1973 حيث وصف غارييف الجيش الكويتي بأنه مدلل.
وجاء نص رد الشمري كما يلي:
لقد وجدت نفسي ملزما بالرد على أقوال سيادة الجنرال غارييف لأنني أحد عناصر تلك القوة الكويتية من عام 67 وحتى توديع القوة الكويتية من قبل القيادة المصرية في 6 أكتوبر عام 1974، ولدي اطلاع على مجريات تلك الحروب، ولكن في ضوء الحقائق تختفي الأكاذيب.
لقد شاهدت وبكل اسف مقتطف من مذكرات سيادة الجنرال الروسي محمود احمد غارييف على محطة «روسيا اليوم» ولم اعرف ما هو الدافع وراء ذلك، فكان غارييف يروي روايات واهية وعارية من الصحة تماما هزلها وجزلها.
وأحب ان اوضح لحضرة الجنرال والمستشار الروسي ان القوة الكويتية الممثلة بلواء اليرموك والتي عملت في جبهة القتال المصرية جنبا الى جنب مع القوات المصرية ضد العدو الاسرائيلي اكثر من سبع سنوات في الخطوط الامامية، وذلك حسب وصية امير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح آنذاك طيب الله ثراه، وذلك عند توديعه لقوة لواء اليرموك بالكويت والتي قال فيها: «انني اخترت مكانتكم في الخطوط الامامية»، وسلم علم دولة الكويت الى قائد لواء اليرموك سعادة الزعيم الشيخ صالح محمد الصباح وقال: «احفظ هذه الأمانة».
كما انني احب ان اوضح ان القيادة السياسية الكويتية قررت بعد نكسة يونيو 1967 تمثيل القوة الكويتية بكتيبة واحدة على الجبهة المصرية وعودة قيادة القوة وبعض الوحدات الى الكويت على ان يتم تبديل تلك القوة كل ثلاثة اشهر عن طريق قيادة لواء اليرموك بالكويت وبالتنسيق مع القيادة المصرية.
مواقع الكتيبة الكويتية في الجبهة
تنقلت القوة الكويتية في عدة مواقع دفاعية في الجبهة على النحو التالي:
الموقع الدفاعي الأول في منطقة الفردان
كانت الاشتباكات في تلك المواقع مستمرة بواسطة الاسلحة الثقيلة مع العدو الاسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، وكانت القوة ضمن قطاع اللواء الرابع من الجيش الميداني الثاني المصري، وكنا نبني التحصينات الخرسانية والملاجئ وخطوط الاتصال على مستوى الفرد والجماعة والفصيلة جميعها بأنفسنا، ولا وجود لتلك الخيام التي ذكرها سيادة الجنرال غارييف.
الموقع الدفاعي الثاني في منطقة الاسماعيلية
في جزيرة الفرسان وبحيرة التمساح مع خط مواجهة مع العدو الاسرائيلي اقل من 800 متر كانت الاشتباكات والقصف العنيف مستمرة، وقد دمرت المدفعية الكويتية م د 120 ملم عدة دبابات اسرائيلية في منطقة الفرسان.
وقد كرم قائد لواء اليرموك سعادة الزعيم الشيخ صالح محمد الصباح اطقم تلك المدافع بمنحهم رتبا أعلى ومنحهم وسام الشجاعة، كما اشاد قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل ببطولة اطقم تلك المدافع الكويتية ومنحهم اوسمة وميداليات مثل التي يحملها سيادة الجنرال غارييف، كما اشاد بموقف القوة الكويتية في الجبهة المصرية، وفي هذه المواقع تعرضت القوة الكويتية لقصف عنيف مكثف يوميا من قبل العدو الاسرائيلي بعد تدمير الدبابات الاسرائيلية، مما ادى الى استشهاد 22 عسكريا كويتيا وتدمير عدد من الآليات العسكرية الكويتية.
وكان الافراد هم الذين يبنون التحصينات الخرسانية والملاجئ وخطوط الاتصال بين الوحدات، ولم تعمل القوة الكويتية بقرارات فردية بل كانت تعمل ضمن تشكيلات الجيش الميداني الثاني بالجبهة وكنا نلتزم بجميع اوامر قيادة الجيش الميداني الثاني اداريا وتعبويا وكانت الزيارات بين اولئك القادة مستمرة لتعزيز خطة الدفاع، وقد زار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر القوة الكويتية في موقعها الدفاعي واشاد بها وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات والذي اشاد بمواقف القوة الكويتية وضرب مثلا بالجنود الكويتيين.
الموقع الثالث: معسكر التل الكبير
بعد هذا قرر قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل تبديل القوة الكويتية بكتيبة مصرية ونقل الكتيبة الكويتية الى معسكر التل الكبير بالخلف، حيث تعتبر منطقة ادارية خلفية للجيش كاستراحة محارب وإعادة تنظيم.
بعد العناء الشديد الذي تعرضت له الكتيبة الكويتية طيلة الأشهر الستة في منطقة الفرسان وبحيرة التمساح وفقدانها عددا من الشهداء، وبعد مضي أسبوعين في معسكر التل الكبير والتي أعادت الكتيبة تنظيمها وتدريبها فيه، أصدر قائد الجيش الميداني الثاني نقل القوة الكويتية الى منطقة فايد على البحيرات المرة الكبرى.
الموقع الدفاعي الرابع: البحيرات المرة الكبرى
في 1970/7/26 احتلت القوة الكويتية مواقع دفاعية على البحيرات المرة الكبرى وقيادة القوة في معسكر المأمون في منطقة فايد ويحدها من اليمين اسكلة فايد خارج ومن الشمال طريق أبوسلطان فايد الصحراوي خارج، أما الوحدات المجاورة لنا من اليمين لواء عين جالوت الفلسطيني ومن الشمال لواء المشاة 16 بقيادة العقيد عبدالحميد من الفرقة 16 التي كانت بقيادة العميد أركان حرب عبد ربه النبي حافظ وكانت التحصينات والملاجئ وخطوط الاتصال واقامة الدشم الخرسانية جارية على قدم وساق على مستوى الفرد والجماعة والفصيلة وجميع التحركات تجري بأوامر من قيادة الكتيبة وقيادة الفرقة 16.
أما ما قاله سيادة الجنرال غارييف عن عدد القوة بأنها مكونة من 1500 فرد الى 2000 فرد فكلامه عار عن الصحة تماما، بل كانت الكتائب كما هو تنظيمها آنذاك وكانت كتيبة المشاة الخامسة خلال حرب أكتوبر 1973م 530 بين ضابط وضابط صف وفرد.
وعما قاله الجنرال غارييف ان الضابط الكويتي يخدمه ثلاثة أفراد، هذا كلام لا يليق في العقل (قال بعض الحكماء حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له)، فإذا كان عدد ضباط الكتيبة 25 ضابطا × 3 = 75 فردا، وهذا يعادل سرية مشاة كاملة تكون مهمتها خدمة الضباط فهل يعقل يا سيادة الجنرال هذا المنطق!
إذ إنك شاهدت عسكريا يمسك سلاحه في يده وبيده الاخرى يقدم واجبا لضيف أو صديق، أحب أن اقول لك ان إكرام الضيف وخدمة الكبير ومساعدة الصغير وإعانة الفقير وزيارة المريض واحترام الرفيق كل هذه الخصال من شيمنا العربية سواء في جبهة قتال أو في المجتمع أو البيت أو حتى في السفر.
ولنا مثل في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر الصديق رضي الله عنه إذ كان يذهب بمنتصف الليل متخفيا الى بيت شيخ كبير أو عجوز رملاء ويغسل ملابسهم ويطهي طعامهم وهم لا يعرفون من هو هذا الرجل، وسار الصحابة على هذا النهج، فإن رأيت يا سيادة الجنرال الافراد وهم يقومون بهذه الافعال فهي شيم متأصلة فلا تحسبهم خدما يغسلون أقدام الضباط.
أما عما قاله سيادة الجنرال الروسي غارييف ان القوة الكويتية فرت من المعركة مع أول إطلاقه نار في حرب 1973 فمن هو الاولى بتصديق المقال هل هو القائد الميداني المباشر في ميدان المعركة والتي تقع عليه مسؤولية حماية الوطن أم الجنرال الروسي المتهور غارييف، والذي كان بعيدا كل البعد عن الحقائق.
فهذه وثائق واتصالات بين قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل وقائد الكتيبة الكويتية الشهيد الرائد خالد عبدالله الجيران رحمه الله، وتواريخ تلك الاتصالات، وتحديد المواقع تبين أين كانت الكتيبة؟ وهل لاذت بالفرار كما قال الجنرال؟ أم أنها في مواقعها الدفاعية كما ذكرها قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل والذي قدم شكره وامتنانه لقائد الكتيبة الكويتية الشهيد الرائد خالد عبدالله الجيران رحمه الله وأثنى عليه وعلى أفراد تلك الكتيبة والتي قدمت 18 شهيدا وعلى رأسهم قائد الكتيبة الرائد خالد عبدالله الجيران رحمه.
وقال بعض شعراء العرب:
إذا أبليت بجاهل متجاهل يرى الأمور من المحال صوابا
أوليته مني السكوت وربما يكون السكوت على الجواب جوابا
إلا أن السكوت على مقالة الجنرال الروسي غارييف، لا سكوت عليها.
تأثير الدول لا يعتمد على المساحة والكم العددي عندما تصل أول قوة عسكرية عربية إلى مصر وهي القوة الكويتية للمشاركة في حرب عام 1967 فهل معنى ذلك أن الجيش الكويتي مدلل؟ وعندما يشهد قادة دول عظمى ومؤثرة ومشاركة في الحرب بأن الجندي والضابط الكويتي جنبا الى جنب مع أخيه المصري (الرئيس الراحل أنور السادات)، وعندما يشهد قادة الميدان الذين خاضوا حربي 1967 و1973 بنوعية تلك المشاركة ومدى تأثيرها، فهل معنى ذلك أن الجيش الكويتي مدلل؟ هذه أسئلة نطرحها على الجنرال الروسي محمود احمد غارييف الذي أطلق شهادة جانبها الصواب وهضمت حقوق العسكر الذين دافعوا بكل بسالة عن قضيتهم وقوميتهم علما بأن تلك الشهادة جاءت من غارييف وهو يبعد آلاف الكيلومترات دونما دليل مادي يثبت صدق ادعائه المزعوم، ولو ان الجيش الكويتي مدلل كما ادعى غارييف لمكث في أرضه ولم يتكبد عناء ومشقة الانتقال من الكويت الى مصر وسورية ايضا ونقل معداته وعتاده وافراده للمشاركة في تلك الحروب، كلمة حق واسئلة منطقية وبديهية اجابتها من ارض الميدان ويحفظها التاريخ الذي اثبت ايضا ان تأثير الدول ومواطنيها وجيشها لا يعتمد فقط على المساحة أو الكم العددي.
http://www.alanba.com.kw/articlefiles/2013/11/421681-148897.jpg
العميد الركن متقاعد سعدي فالح الشمري في زيه العسكري
المصدر (http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/421681/10-11-2013)
العميد الركن متقاعد سعدي فالح الشمري
أورد العميد ركن متقاعد سعدي فالح الشمري ردا على ما قاله الجنرال الروسي محمود أحمد غارييف في إحدى القنوات الفضائية عن الجيش الكويتي المشارك في الحروب العربية وحرب 1973 حيث وصف غارييف الجيش الكويتي بأنه مدلل.
وجاء نص رد الشمري كما يلي:
لقد وجدت نفسي ملزما بالرد على أقوال سيادة الجنرال غارييف لأنني أحد عناصر تلك القوة الكويتية من عام 67 وحتى توديع القوة الكويتية من قبل القيادة المصرية في 6 أكتوبر عام 1974، ولدي اطلاع على مجريات تلك الحروب، ولكن في ضوء الحقائق تختفي الأكاذيب.
لقد شاهدت وبكل اسف مقتطف من مذكرات سيادة الجنرال الروسي محمود احمد غارييف على محطة «روسيا اليوم» ولم اعرف ما هو الدافع وراء ذلك، فكان غارييف يروي روايات واهية وعارية من الصحة تماما هزلها وجزلها.
وأحب ان اوضح لحضرة الجنرال والمستشار الروسي ان القوة الكويتية الممثلة بلواء اليرموك والتي عملت في جبهة القتال المصرية جنبا الى جنب مع القوات المصرية ضد العدو الاسرائيلي اكثر من سبع سنوات في الخطوط الامامية، وذلك حسب وصية امير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح آنذاك طيب الله ثراه، وذلك عند توديعه لقوة لواء اليرموك بالكويت والتي قال فيها: «انني اخترت مكانتكم في الخطوط الامامية»، وسلم علم دولة الكويت الى قائد لواء اليرموك سعادة الزعيم الشيخ صالح محمد الصباح وقال: «احفظ هذه الأمانة».
كما انني احب ان اوضح ان القيادة السياسية الكويتية قررت بعد نكسة يونيو 1967 تمثيل القوة الكويتية بكتيبة واحدة على الجبهة المصرية وعودة قيادة القوة وبعض الوحدات الى الكويت على ان يتم تبديل تلك القوة كل ثلاثة اشهر عن طريق قيادة لواء اليرموك بالكويت وبالتنسيق مع القيادة المصرية.
مواقع الكتيبة الكويتية في الجبهة
تنقلت القوة الكويتية في عدة مواقع دفاعية في الجبهة على النحو التالي:
الموقع الدفاعي الأول في منطقة الفردان
كانت الاشتباكات في تلك المواقع مستمرة بواسطة الاسلحة الثقيلة مع العدو الاسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، وكانت القوة ضمن قطاع اللواء الرابع من الجيش الميداني الثاني المصري، وكنا نبني التحصينات الخرسانية والملاجئ وخطوط الاتصال على مستوى الفرد والجماعة والفصيلة جميعها بأنفسنا، ولا وجود لتلك الخيام التي ذكرها سيادة الجنرال غارييف.
الموقع الدفاعي الثاني في منطقة الاسماعيلية
في جزيرة الفرسان وبحيرة التمساح مع خط مواجهة مع العدو الاسرائيلي اقل من 800 متر كانت الاشتباكات والقصف العنيف مستمرة، وقد دمرت المدفعية الكويتية م د 120 ملم عدة دبابات اسرائيلية في منطقة الفرسان.
وقد كرم قائد لواء اليرموك سعادة الزعيم الشيخ صالح محمد الصباح اطقم تلك المدافع بمنحهم رتبا أعلى ومنحهم وسام الشجاعة، كما اشاد قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل ببطولة اطقم تلك المدافع الكويتية ومنحهم اوسمة وميداليات مثل التي يحملها سيادة الجنرال غارييف، كما اشاد بموقف القوة الكويتية في الجبهة المصرية، وفي هذه المواقع تعرضت القوة الكويتية لقصف عنيف مكثف يوميا من قبل العدو الاسرائيلي بعد تدمير الدبابات الاسرائيلية، مما ادى الى استشهاد 22 عسكريا كويتيا وتدمير عدد من الآليات العسكرية الكويتية.
وكان الافراد هم الذين يبنون التحصينات الخرسانية والملاجئ وخطوط الاتصال بين الوحدات، ولم تعمل القوة الكويتية بقرارات فردية بل كانت تعمل ضمن تشكيلات الجيش الميداني الثاني بالجبهة وكنا نلتزم بجميع اوامر قيادة الجيش الميداني الثاني اداريا وتعبويا وكانت الزيارات بين اولئك القادة مستمرة لتعزيز خطة الدفاع، وقد زار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر القوة الكويتية في موقعها الدفاعي واشاد بها وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات والذي اشاد بمواقف القوة الكويتية وضرب مثلا بالجنود الكويتيين.
الموقع الثالث: معسكر التل الكبير
بعد هذا قرر قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل تبديل القوة الكويتية بكتيبة مصرية ونقل الكتيبة الكويتية الى معسكر التل الكبير بالخلف، حيث تعتبر منطقة ادارية خلفية للجيش كاستراحة محارب وإعادة تنظيم.
بعد العناء الشديد الذي تعرضت له الكتيبة الكويتية طيلة الأشهر الستة في منطقة الفرسان وبحيرة التمساح وفقدانها عددا من الشهداء، وبعد مضي أسبوعين في معسكر التل الكبير والتي أعادت الكتيبة تنظيمها وتدريبها فيه، أصدر قائد الجيش الميداني الثاني نقل القوة الكويتية الى منطقة فايد على البحيرات المرة الكبرى.
الموقع الدفاعي الرابع: البحيرات المرة الكبرى
في 1970/7/26 احتلت القوة الكويتية مواقع دفاعية على البحيرات المرة الكبرى وقيادة القوة في معسكر المأمون في منطقة فايد ويحدها من اليمين اسكلة فايد خارج ومن الشمال طريق أبوسلطان فايد الصحراوي خارج، أما الوحدات المجاورة لنا من اليمين لواء عين جالوت الفلسطيني ومن الشمال لواء المشاة 16 بقيادة العقيد عبدالحميد من الفرقة 16 التي كانت بقيادة العميد أركان حرب عبد ربه النبي حافظ وكانت التحصينات والملاجئ وخطوط الاتصال واقامة الدشم الخرسانية جارية على قدم وساق على مستوى الفرد والجماعة والفصيلة وجميع التحركات تجري بأوامر من قيادة الكتيبة وقيادة الفرقة 16.
أما ما قاله سيادة الجنرال غارييف عن عدد القوة بأنها مكونة من 1500 فرد الى 2000 فرد فكلامه عار عن الصحة تماما، بل كانت الكتائب كما هو تنظيمها آنذاك وكانت كتيبة المشاة الخامسة خلال حرب أكتوبر 1973م 530 بين ضابط وضابط صف وفرد.
وعما قاله الجنرال غارييف ان الضابط الكويتي يخدمه ثلاثة أفراد، هذا كلام لا يليق في العقل (قال بعض الحكماء حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له)، فإذا كان عدد ضباط الكتيبة 25 ضابطا × 3 = 75 فردا، وهذا يعادل سرية مشاة كاملة تكون مهمتها خدمة الضباط فهل يعقل يا سيادة الجنرال هذا المنطق!
إذ إنك شاهدت عسكريا يمسك سلاحه في يده وبيده الاخرى يقدم واجبا لضيف أو صديق، أحب أن اقول لك ان إكرام الضيف وخدمة الكبير ومساعدة الصغير وإعانة الفقير وزيارة المريض واحترام الرفيق كل هذه الخصال من شيمنا العربية سواء في جبهة قتال أو في المجتمع أو البيت أو حتى في السفر.
ولنا مثل في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر الصديق رضي الله عنه إذ كان يذهب بمنتصف الليل متخفيا الى بيت شيخ كبير أو عجوز رملاء ويغسل ملابسهم ويطهي طعامهم وهم لا يعرفون من هو هذا الرجل، وسار الصحابة على هذا النهج، فإن رأيت يا سيادة الجنرال الافراد وهم يقومون بهذه الافعال فهي شيم متأصلة فلا تحسبهم خدما يغسلون أقدام الضباط.
أما عما قاله سيادة الجنرال الروسي غارييف ان القوة الكويتية فرت من المعركة مع أول إطلاقه نار في حرب 1973 فمن هو الاولى بتصديق المقال هل هو القائد الميداني المباشر في ميدان المعركة والتي تقع عليه مسؤولية حماية الوطن أم الجنرال الروسي المتهور غارييف، والذي كان بعيدا كل البعد عن الحقائق.
فهذه وثائق واتصالات بين قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل وقائد الكتيبة الكويتية الشهيد الرائد خالد عبدالله الجيران رحمه الله، وتواريخ تلك الاتصالات، وتحديد المواقع تبين أين كانت الكتيبة؟ وهل لاذت بالفرار كما قال الجنرال؟ أم أنها في مواقعها الدفاعية كما ذكرها قائد الجيش الميداني الثاني اللواء عبدالمنعم خليل والذي قدم شكره وامتنانه لقائد الكتيبة الكويتية الشهيد الرائد خالد عبدالله الجيران رحمه الله وأثنى عليه وعلى أفراد تلك الكتيبة والتي قدمت 18 شهيدا وعلى رأسهم قائد الكتيبة الرائد خالد عبدالله الجيران رحمه.
وقال بعض شعراء العرب:
إذا أبليت بجاهل متجاهل يرى الأمور من المحال صوابا
أوليته مني السكوت وربما يكون السكوت على الجواب جوابا
إلا أن السكوت على مقالة الجنرال الروسي غارييف، لا سكوت عليها.
تأثير الدول لا يعتمد على المساحة والكم العددي عندما تصل أول قوة عسكرية عربية إلى مصر وهي القوة الكويتية للمشاركة في حرب عام 1967 فهل معنى ذلك أن الجيش الكويتي مدلل؟ وعندما يشهد قادة دول عظمى ومؤثرة ومشاركة في الحرب بأن الجندي والضابط الكويتي جنبا الى جنب مع أخيه المصري (الرئيس الراحل أنور السادات)، وعندما يشهد قادة الميدان الذين خاضوا حربي 1967 و1973 بنوعية تلك المشاركة ومدى تأثيرها، فهل معنى ذلك أن الجيش الكويتي مدلل؟ هذه أسئلة نطرحها على الجنرال الروسي محمود احمد غارييف الذي أطلق شهادة جانبها الصواب وهضمت حقوق العسكر الذين دافعوا بكل بسالة عن قضيتهم وقوميتهم علما بأن تلك الشهادة جاءت من غارييف وهو يبعد آلاف الكيلومترات دونما دليل مادي يثبت صدق ادعائه المزعوم، ولو ان الجيش الكويتي مدلل كما ادعى غارييف لمكث في أرضه ولم يتكبد عناء ومشقة الانتقال من الكويت الى مصر وسورية ايضا ونقل معداته وعتاده وافراده للمشاركة في تلك الحروب، كلمة حق واسئلة منطقية وبديهية اجابتها من ارض الميدان ويحفظها التاريخ الذي اثبت ايضا ان تأثير الدول ومواطنيها وجيشها لا يعتمد فقط على المساحة أو الكم العددي.
http://www.alanba.com.kw/articlefiles/2013/11/421681-148897.jpg
العميد الركن متقاعد سعدي فالح الشمري في زيه العسكري
المصدر (http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/421681/10-11-2013)