المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مانع بن ربعية: شاركت مع الجيش الكويتي في الدفاع عن مصر وسورية أثناء القتال ضد إسرائيل عام 1967


احمد الشمري
03-08-2014, 12:44 AM
http://im83.gulfup.com/z2mmO.jpg (http://www.gulfup.com/?g2V5zW)

مانع سالم  بن ربعية الشمري




الشهادة الجامعية لا تساوي شيئاً أمام ما يتعلمه الإنسان من قبيلته وجامعة الحياة هي أرقى شهادة
أمضيت سنتين في مصر مع الجيش الكويتي وزرت الكويت مرة واحدة لمدة شهر خلال سنتين
الجيش خصص لي بيتاً في الصباحية فانتقلت إليه من الجهراء
بعد التقاعد سافرت إلى ألمانيا واشتريت سيارتين واحدة لاستخدامي الخاص والأخرى بعتها
الدولة تكفل للمواطن كل ما يحتاجه كما أنه يعبر عن رأيه بحرية
الجندي الكويتي مطيع للأوامر وأينما تضعه يؤدي واجبه
في البادية كان يوجد التقدير والاحترام وكان كبير القبيلة يمثل الأب
بدأت التدريب في الجيش لمدة 6 أشهر وكان عدد المتدربين نحو ألف متدرب بالجيوان
حصلت على خيط وكيل عريف بالكتيبة الخامسة وكان المصروف حينها 60 جنيهاً

أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيف هذا الأسبوع هو مانع سالم بن ربعية الشمري، عسكري انضم للجيش الكويتي منذ مرحلة شبابه وعاش حياته العسكرية بعد أن دخل إلى مدينة الكويت قادما من مسقط رأسه في بر الكويت، بدأ حياته جنديا صغيرا وتدرج في وظيفته إلى أن حصل على 3 خيوط.

تدرب مع الجيش الكويتي الباسل، يذكر لنا الضباط الذين دربوه وتعاونوا معه ومع زملائه فيقول ان مجموعته أو دفعته كان تعدادها أكثر من 200 جندي تدربوا على أرض الجيوان.

شارك مع الجيش الكويتي في لواء اليرموك على الجبهة المصرية أثناء القتال ضد اسرائيل وشارك كذلك على الجبهة السورية في حرب الاستنزاف مع الجيش الكويتي الباسل.
يذكر لنا بعد التقاعد انه بدأ السفر والرحلات الى الدول الاجنبية والعربية وسافر إلى ألمانيا مرتين والى مصر والمغرب وبريطانيا وفرنسا ودول أجنبية أخرى وفي عامي 2012 و2013 سافر الى البوسنة، مع مجموعة من الأصدقاء.
يحدثنا عن الديوانية الكويتية ويقول انها منتدى أدبي وملتقى يجمع الأصدقاء والأقارب.

رزق بالأولاد والبنات وجميعهم متعلمون وقد اتفق مع جيرانه على ان يتطوع لتوصيل أبناء الفريج الى مدارسهم وآخر لتوصيل البنات مع بنات الفريج وهو وجيرانه ينتسبون لقبيلة واحدة وعددهم 11 بيتا. السطور التالية تحمل لنا الكثير عن جوانب حياته فإلى التفاصيل:

في البداية يتحدث ضيفنا عن المراحل الأولى من حياته وطفولته وكيف كانت البدايات فيقول:

ولدت في بادية الكويت من خلف المطلاع والزقله اليد ودحّل خلف الماء والكلأ، من بادية الكويت الى الجنوب والشمال، الوالد صاحب حلال جمال وغنم، وقد أدركت أهل الإبل ولم أرع بالبر، وكان الأهل والأقارب عندهم إبل كثيرة، لها ألوان وأسماء الشعل والمجاهيم والوضع والسفر والسمرة والملحة، وكنا كلما ضرب البرق والرعد ننتقل من مكان لآخر، وقد خصنا الله بالرحمة وسكنا في الكويت، وكان البدو كلما سمعوا عن مكان فيه ربيع رحلوا إليه، أما عن قبيلتنا فكبيرة ممتدة والكثير منا في حاضرة الكويت ومن قبيلتنا البرجس والسرحان والزيد واللافي وابن طواله.
وكان رجال البادية يمشون مع الحلال مثل أهل البحر يمشون مع البحر وأعماله كل فئة مع أعمالها الأساسية ويقول بن ربعية.
قيم ومبادئ البادية
وقد أدركت البادية وفي أواخرها وكان فيها التقدير والاحترام للكبير وفيها الأدب، وكان كبير القبيلة يمثل الأب فله الاحترام والتقدير من الجميع، وكان الاحترام يسود ابناء القبائل والجميع نافعون، راعي الغنم نافع والفارس وراعي الحلال وكان حل المشاكل بيد الكبير، والضعيف له الاحترام والمساعدة واليتيم لا يضيع حقه فمثلا إذا شعر الرجل بقرب وفاته «يقول يا فلان أولادي بشواريك هذه وصية حتى يبلغ الأطفال سن الرشد.
كان ذلك نظام البادية مثل شؤون القصر عندنا في الكويت.
وفي البادية كان هناك رجل العارفة اذا تخاصم الناس يذهبون اليه وهو القاضي الذي يحكم بين المتخاصمين.

وكان عدد هؤلاء ثلاثة، وعند قبيلتي هم السعدي وابن عامود وابن عجير للفصل في أي مشكلة تحصل سواء على المنزل أو على مكان الرعي أو الجمال، أو أي اعتداءات، وكان البيت عند أهل البادية له حرمة كبيرة فلا يمكن ان تغلظ على واحد.
أما بيوت الشعر فتصنع من شعر الأغنام، وكان عندنا نساء يخطن بيوت الشعر وفي موسم الصفري يثقبن البيت ويخطنه من جديد، شقتين من ظهر البيت الشعر ويبقى البيت مثل القصور، بعضها كبير وجديد وبعضهم مترفون في بيوتهم، ويتكون من 7 شقق وكل جهة فيه سبع شقق وطول البيت مروبع ومثولث ومخومس، وفيه القطبة عمود واحد وعمودان، البيت عند الكبار الخدم يشيلونه.
أهل البادية عند كبير القبيلة يوجد ديوان ويتميزون بالكرم، والبيت الكبير والديوان بعيد عن بيت الحرم.

وكان الواحد من أهل البادية لا يملك في جيبه شيئا ومع ذلك فهو غني جدا.
عندنا في البادية الصيد والأكل والطحين والعيش والتمر، كل المواد الغذائية متوافرة عند أهل البادية، والنساء هن اللاتي يطبخن ويشرفن على تربية الأولاد وكل شيء تقوم به المرأة فهي ظهر الرجل، الكرم مغروس عند أهل البادية وكان الرجل الذي لا يكرم الضيف لا يقترب منه لمصاهرته، وحاليا كل شيء تغير، اذكر انني استقريت بالمدينة بداية الستينيات، اذكر العصيلية والصهيد والشدادية وجليب الشيوخ كلها صار فيها بيوت والعرب سكنوا بها واستقروا، وكان لا يوجد عند أهل البادية كهرباء، وعندنا سراج والحمد لله، وكان النساء في ذلك الوقت يعملن في البيت فتطبخ وتأتي بالحطب وفي أيام الأعراس النساء يطبخن والمرأة لا تذبح الخروف ولكن الرجل هو من يقوم بالذبح.
ومن عاداتنا الطيبة اذا حضر ضيف والرجل غير موجود فالنساء يقمن بواجب الضيافة ويدخل الرجل الديوانية، فالمرأة تسد عن الرجل ولم يكن الناس والرجال الأولون ينظرون نظرة دونية للمرأة فالرجال ينظرون للمرأة بشرف واحترام وتقدير لدورها في مجتمعها.
ويضيف بن ربعية أن الضيف أول ما يقبل على البيوت فأول بيت يستضيفه حتى لو كان يقصد بيتا آخر، والضيف إذا جاءنا الضحى يقدمون له الريوق وهو عبارة عن الخبز واللبن والتمر والدهن والزبد، وإذا كان رجلا عاديا من أبناء الأقرباء يأكل الغداء من الموجود وبعد العصر إذا كان دخل عندنا.
وكان الناس على نياتهم وأخلاقهم فالرجل عندما يعرف نفسه لا يقول أنا شيخ في قبيلتي، لا هذا ما يحصل والسبب أنه لا يريد أن يكلف بزيادة على أهل البيت «الرجل فعله يكبره».
عادات تعلمتها من عائلتي
ويقول بن ربعية ان هذه العادات والتقاليد تعلمتها من عائلتي عندما كنت في البادية حيث تعلمت احترام الناس ومحبتهم وأقول ان الشهادة الجامعية لا تساوي شيئا أمام ما يتعلمه الرجل من قبيلته، وجامعة الحياة هي أرقى شهادة عند الناس إذا شهد لك المجتمع بما تفعله من أعمال طيبة وشجاعة فتلك هي الشهادة التي تمنح للرجل، وهو الذي يقيم نفسه، لقد عشنا حياة قاسية في البادية كنا نلبس دشداشة واحدة نبيع الجمل ونشتري الدشداشة الواحدة.
ومرة قال أحد شيوخ شمر لماذا تشترون دشداشة واحدة؟ اشتروا دشداشتين للرجل، فقالوا له نخاف من البطر، ولكن حاليا الرجل منا عنده أكثر من عشرين دشداشة في «الكبت» والحمد لله رب العالمين، الحياة في البادية حلوة حيث الطبيعة وبيوت الشعر، ونلقط الفقع ونسرح بالغنم وننتقل من مكان لآخر، فالحياة طبيعية والزواج على نور القمر وفي ليلة الخمسة عشرة بالشهر ننصب بيوت الشعر بالليل ولا يوجد عشاء، تقديم الأكل بالغداء وفي الصباح ينحرون الأغنام وينحرون الجزور وكان النساء يتعاون مع الرجال فيطبخن الأكل، ويقال ان أهل البادية من الأجيال القديمة كانوا يوزعون الأكل بينهم وبعض البيوت كان لا يوجد فيها الكبريت فالنار تنقل من بيت لآخر، والصحون والأواني يتسلفونها فيما بينهم أيام الأعراس.
ويضيف أنه عند نزول الأمطار تتكون الخباي ومفردها «خبره» فنشرب من الماء ونغتسل ونعطي الأغنام والجمال والأرض نازلة لكي يتجمع فيها الماء وتنتهي بالصيف، من أول الصغري حتى نهاية الصيف فان الجمال في الشتاء تصبر عن الماء وتتحمل العطش أما بالصيف لمدة ثلاثة أيام «ربع وثلث» يقال قديما ان الناس تريح البعير ويأخذون الماء منه إذا أصابهم العطش أما الناقة فتحمل لمدة سنة وتحلب لمدة سنة حتى تعشر.
أول عمل في حياتي
أما عن أول وظيفة التحق بها فيقول بن ربعية، كانت أول وظيفة التحقت بها مصنع الرجال «حماة الوطن» وكنت أيامها قد تجاوزت الثامنة عشرة وكان الجيش يسجل جنودا، وفيه رجال يعرفون أو نقول مساطر مثل مسطر لابن لافي وهو ابن عمر قريب مني من أهل الجهراء، وبدأت التدريب ولمدة ستة شهور وكان عدد المتدربين بحدود ألف متدرب في ميدان التدريب بالجيوان، وأذكر من المدربين منهم شفاقة العنزي ومرضي ماجد الشمري وكان يدربنا على المشاة، وقبلان سالم على المشاة، وعبدالله الجلهمي الحربي.
ويضيف: في يوم من الأيام كنت محجوزا والرجل بيض الله وجهه ما قصر معي وقال يا ولدي ستكبر وتكون نفسك، وما قصر معي في تلك اللحظة، كما أذكر جزاع انفيسان وغنام ضيدان ودلي علوان كان آمر المدرسة التدريب وضباط كثيرين، وكانوا قاسيين جدا معنا، وكان يومها رئيس الأركان الله يرحمه الشيخ مبارك عبدالله الجابر الصباح ونائب رئيس الأركان الشيخ صالح المحمد الصباح.
وبعد ست شهور تخرجنا بعد تدريب شديد، وحاليا لو رأيت زملائي أذكرهم، انهم صاروا كبارا بالعمر وكان أول توزيع لي في اللواء الخامس والثلاثين الواقع بالجهراء، وكان آمر اللواء ثامر الطواري ومساعده علي المؤمن، وهو حاليا سفير الكويت بالعراق.
لواء اليرموك الكويتي
وعن مشاركته مع الجيش في الحرب، يقول بن ربعية: كنت في الآليات «الدروع» بالنقل مع بداية الاستعداد لتجهيز لواء اليرموك لمعركة عام 1967 إلى القاهرة، واذا كان هناك شقيقان يختارون واحدا فقط وتكون لواء الكويت وفي عصر يوم من الأيام تجمعنا وكان في وداع الجيش المغفور له الشيخ صباح السالم أمير الكويت الأسبق، وقائد اللواء الشيخ صالح المحمد الصباح وكنت مع النقيب سالم تركي وضباط آخرين وسافرت الدفعة الأولى من العسكريين وكنت أنا ضمن الدفعة الثانية وبدأت المعركة ونحن في الكويت ولم نسافر وذهبت في حرب الاستنزاف عام 1968 وكنا في معسكر دهشور وكان آمر الكتيبة الخامسة المرحوم محمد أكبر وحصلت على خيط وكيل عريف، وكان المصروف حينها ستين جنيها، وكان معي رجال طيبين وفي العيد ذبحنا الذبيحة وبعدها بدأ الطيران الإسرائيلي في قصفنا في دهشور حيث كانت المضادات والمدافع تضرب ومرت الطائرات فوق رؤوسنا، وبعد ذلك انتقلنا إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية واستشهد بعض العسكريين الكويتيين على أرض مصر في تلك الفترة، وصبرنا صبرا عظيما على ما شاهدناه أثناء حرب الاستنزاف ومرت الأيام علينا وكنت أرى العسكريين الإسرائيليين ليس بيننا وبينهم سوى قناة السويس وهم مسلحون وكانت حظيرتي على القناة (آمر حظيرة) وأحيانا تقع مناوشات، وأمضيت سنتين في مصر مع الجيش الكويتي، وكنت أزور الكويت في إجازة لمدة شهر خلال السنتين مع المعاش والمصروف، ولم أكن متزوجا وعندما رجعت إلى الكويت رجعت إلى معسكري الخامس والثلاثين.
تنفيذ الأوامر
ويقول بن ربعية عن طبيعة الحياة في العسكرية إن العسكرية تصنع الرجال لأن فيها التدريب والتعليم وأداء الواجبات، فالعسكري يحصل على إجازته ثم يرجع الفجر وفي أثناء الطوارئ كنا ننام بملابسنا وأحذيتنا، وأثناء الشتاء نتدرب وننزل في الماء البارد، وتنكر الماء مع الملابس، ونقفز على الحواجز وآخر السرية يعاقب لبطء الجري.
العودة للكويت
وعن عودته للكويت يقول بن ربعية: أذكر بعض الشهداء من الكويتيين وقد كتب الله لي الحياة، ويقولون إن الحي ما هو رفيق للميت، وبعد العودة والالتحاق باللواء طلبوا قوة لكتيبة الجهراء، وفي تلك الفترة تم تخصيص بيت حكومي لي بالجهراء وكنت متزوجا وذلك بداية السبعينيات ويتكون البيت من غرفتين ومكيف واحد، وتم اختياري مع من تم اختيارهم للجبهة السورية وكان أمر قوة الجهراء الفريق المتقاعد علي المؤمن، وذلك عام 1973 «لواء اليرموك»، وسالم تركي مساعد للأمر برتبة مقدم وأذكر من الضباط كذلك سامي سمارة وناهي عبيد وفلاح العيبان وقبلان، وفي تلك الفترة تمت ترقيتي إلى رقيب ثلاثة خيوط.
تغير الاسم إلى «قوة الجهراء» ووصلنا إلى سورية والقائد علي المؤمن وعينت على فصيل ويتكون من ثلاثين عسكريا وعينت مع زملائي على الذخيرة، وكلهم من المشاة وكان عندنا مضاد للطائرات حماية للذخيرة وكنا في وادي شعيب شمال الشام،
منطقة القنيطرة والشبح وعرطوز ومناطق أخرى مثل الكسوة وجبل الشيخ، وقد طهرنا القنيطة وخاصة بعد أن انسحب الجيش العراقي فنزلنا مكانهم جميع أفراد الجيش الكويتي، كانت الجبهة العسكرية مشتعلة فالضرب مستمر ولدينا مدفعية فرنسية، وكان السوريون يعتزون بالمدفع اسمه بورديه وكان إذا اشتغل المدفع يقول السوريون:
شفنا الكويتي راكب دبابة
يرمي على المدفع نار لهابه
حيفا ويافا يفتح أبوابه
وإلى تل أبيب ولا يوقفون
وشفنا الكويتي راكب طيارة
يرمي بالمدفع بالإشارة
ويضيف أن الجيش الكويتي صاحب شهامة ومروءة يتميز رجاله بالإيمان بالله وبوطنهم، والجندي الكويتي مطيع للأوامر أينما تضعه يؤد واجبه، وقد رمينا بأنفسنا في النار من أجل العروبة وتحرير فلسطين.
وقد أمضيت سنة واحدة ولم آخذ إجازة، وبعد ذلك ذهبت إلى عرعر لمدة شهر وكان معي ملازم عبدالهادي القحطاني.
نحن ضباط ارتباط للقوات المنسحبة من سورية وعملنا الإمداد وأقمنا معسكرا آخر بطريق ومعسكرا في الحفر الباطن، وقد انسحبنا عن طريق الأردن ومعنا معدات كبيرة، ولمدة شهر عادت قواتنا من سورية إلى الكويت وحصلت على وسام من الحكومة السورية، وقد ضحينا من أجل الكويت فالجيش يمثل الدولة في كل مكان.
مواقف مشرفة للكويت
ويعرب بن ربعية عن فخره بمواقف الكويت فيقول لقد اختلط الدم الكويتي بدماء إخوانهم العرب والكويت كانت تدفع الأكثر وتمد بقوة اسأل الله أن يعزها وحكامها وشعبنا، فحكامنا أصحاب مواقف كبيرة وأهل للمساعدات للدول والضعفاء.
وقد وصلت إلى الكويت ورجعت إلى اللواء الخامس والثلاثين، وعلمت أنهم يريدون تشكيل دفاع جوي وقالوا لي أنت وكيل السرية والضابط سليمان الحنيف وعبدالحميد دشتي (النائب حاليا بمجلس الأمة) وناصر الردهان، وكان موقعنا معسكرا في المقوع طريق الأحمدي خلف مقر مرشد بن طوالة ولمدة سنة وسافر بعض الجنوب إلى مصر للتدريب والدفاع الجوي.
وكنت حينها رقيبا أول أمضيت سنة، وبعد ذلك تقاعدت بعد خدمة ثماني عشرة سنة ومنحة خمس سنوات والسنة بسنتين وتقاعدت عن العسكرية.
وفي ذلك الوقت كتب أسكن في الجهراء وقد خصص الجيش لنا بيوتا في الصباحية وكان معي من أبناء القبيلة بحدود عشرة رجال وخصصوا لنا 11 بيتا في الصباحية وحاليا أسكن في البيت مع أولادي وهو من دور واحد، وأذكر مزيد الصانع وكان رئيس الأركان وجمعنا وقال لا مانع من أن كل مجموعة وهم أقارب نعطيهم بيوتا بجوار بعض، وقررنا معا أن نسكن جيرانا من وزارة الدفاع، وقررنا أن يقوم واحد منا بتوصيل الأولاد إلى المدارس ورجل آخر يجمع البنات ويوصلهن إلى مدارسهن، أما في شهر رمضان فكان السحور والفطور كل يوم على واحد نفطر ونتسحر مع بعض.
الرحلات والسفر
ويتذكر بن ربعية الفترة التي قضاها بعد التقاعد فيقول: بعد التقاعد بدأت أسافر للدول الأجنبية وأول دولة سافرت لها ألمانيا ومن هناك اشتريت سيارتين من مدينة شتوتغارت وكان يرافقني في الرحلة صديقي ساير صاوي وعبود فهد وكانت الفكرة أن استعمل إحدى السيارتين لاستخدامي والسيارة الثانية أبيعها واستفيد منها، وكنت قد حصلت على مبلغ التقاعد وكان تقريبا نحو 25 ألف دينار، وكان المارك الألماني يعادل مائتين وخمسين فلسا.
وبالفعل اشتريت السيارتين وأحضرتهما إلى الكويت، أما صديقاي فاشترى كل واحد سيارة أما أنا فنقلت واحدة بالباخرة والأخرى استخدمتها بقيادتي إلى الكويت مع الأصدقاء، وأذكر أن مترجما عربيا كان معنا، وسكنت في فرانكفورت لمدة شهر ومنها إلى شتوتغات وميونيخ ومنها إلى النمسا أثناء العودة ثم إلى يوغسلافيا والمجر وكان ذلك في العام 1981.
ويضيف بن ربعية فيقول أمضيت في كل دولة عدة أيام وفي بلغاريا قضيت أسبوعا ثم في اسطنبول، ووصلنا شمال العراق بمدينة زاخو وكان العراقيون يمنحوننا خمسة عشر يوما إقامة وبعدها واصلنا المسير إلى الكويت.
وكان السيارتان شبه جديدتين، وقد استخدمت السيارة حتى بعد التحرير وبعتها والثانية بعتها بعد الوصول.
ويذكر أيضا من الدول التي سافر إليها سويسرا عند الحاج سلمان الدبوس وكان ذلك بدعوة منه وفي العام التالي سافرت مع أحمد ابني إلى سويسرا ومررت على ديفون ومناطق أخرى وكذلك سافرت إلى فرنسا ومدنها وبريطانيا ومدنها، وكانت لي جولات وصولات في السفر السياحي وسكنت في فندق بلندن ومعي ابناي احمد وبدر.
فدائما أسافر سفرا سياحيا وقد سافرت مرتين لألمانيا للفحص الطبي على نفقتي الخاصة وزرت منطقة اسمها إخن «بين هولندا وبلجيكا» وكان زميلي بالسفر صنهات المطيري، وقلت لسالم نريد السفر إلى هولندا، وسكنا عند سيدة ألمانية ذات أصول إيرانية اسمها شهرزاد إلا أنها وبطريقة سيئة كانت تطلب منا صباح كل يوم الأجرة اليومية، وقالت لنا إنها تزوجت رجلا ألمانيا ولكنها لم توفق معه، كما أنها تزوجت كرديا اسمه فؤاد.
وذكرت لنا انها كانت مرتاحة معه وقد قلت لها هذه الأبيات:
يا شهرزاد يقدونك مجموعة اكراد
ومع فؤاد اللي تعرفين شغله
يا شهرزاد ما سلمك مع سلم الاجواد
كل ما نفتح الباب تقولين
هات أجرة
ويضيف بن ربعية انه قضى 3 أسابيع عند هذه المرأة وبعدها انطلق الى هولندا بالقطار ومنها الى منطقة أخِن ثم الى بلجيكا ومنها الى فرنسا بالقطار، وزرت برج إيفل وقلت شعر عن فرنسا:
شفتك يا طلال في وسط باريس
في شارع يوم الجماعة يمرون
وزاك يا طلال ما تلعن إبليس
ارفع راسك وهل ربعك يمرون
وطلال هذا رجل كويتي دعانا على العشاء وهو رجل كريم ومعروف في المجتمع الكويتي.. وبعد ذلك رجعت الى الكويت.
السفر الى البوسنة
أما العامان الأخيران فيتحدث عن ربعه ويقول: السنتان الأخيرتان سافرت الى البوسنة عامي 2012 و2013 في الصيف واسكن هناك في فندق 5 نجوم وقابلني رجل أسمر وقال لي سلم على الشيخ محمد صقر القاسمي رجل قدرنا واحترمنا ودعاني على الغداء في قصره وذبح لنا الذبائح مع أصدقائي وبعدها سافرنا الى الكويت ودعاني لزيارته في الشارقة.
ويضيف ان في الأسعار 5 فوائد كما يقولون.. ففيها تفريج هم وكسب معيشة ومعرفة ماجد وعلم.
ومن الدول الغربية التي سافرت اليها تونس والمغرب وحصلت لي مواقف مضحكة في السفر وقد سافرت الى اسبانيا ومن على كانتي الى مارديه ومدريد.
ويتحدث بن ربعية عن أصحابه فيذكر انهم ناس طيبون نسافر مع بعض ولا تحصل بيننا مشاكل بالسفر.
يقول الشاعر
«خليك اذا شفته عايف عشرتك خله»
وقلت
اللي ما يبيني أنا ما أبيه
حلقت أنا الطبيب ما خليه
نحن مع الحكومة والله لا يخلينا منهم نحن منهم وهم منا، وكلنا أبناء وطن واحد، يقول الشاعر:
رابع اصيل لو جار الزمان يجود
وإن صابتك نائبة باع العمر وشراك
ونحن في جنة الدنيا لا ينقصنا شيء وكل شيء متوافر لنا في دولتنا ننام ونصحو ونحن في أمان، والدولة تكفل المواطن من المهد الى اللحد، كما ان المواطن يعبر عن رأيه بحرية، نقرأ ونكتب ونتحدث.
وقد تعلمت القراءة والكتابة عندما التحقت بالجيش كعسكري فكان الجيش الكويتي مهتم كثيرا بالأفراد وكانت دراستي بالليل في مدارس التربية، وتعليمي انعكس على تعليم أولادي والحمد لله فجميعهم تخرجوا في جامعة الكويت والبنين والبنات، فالبنات مدرسات والأبناء موظفون.
اهتممت بالتعليم والدولة لم تقصر بتعليم المواطنين وكذلك الوافدون، فمنذ الأربعينيات والدولة توزع الملابس، أما حاليا فالطالب يشكو من حمل الشنطة على ظهره وفيها جميع الكتب، ونرجو ان تخفف المناهج، فالشنطة الثقيلة تؤثر على الظهر وتسبب آلام كبيرة.
الديوانية مدرسة
والديوانية مدرسة تعلم الاحترام للكبير والصغير وعلى المدخنين عدم التدخين بالديوانية واحترام مشاعر الحاضرين بالديوانية وهي مكاسب ومعلم من الحياة، وعدم الحديث السيئ اذكر من الأمثال الآتي مثل:
من لبس ثوب غيره طلع عاري.
والثوب اللي أطول منك يعتك.
الغنى هو القناعة ويقول بن ربعية: يجب ألا يتم تكديس الأموال فزكاتها فيها بركة وهناك بعض التجار الذين بنوا مستشفيات وكثير من التجار قدموا أشياء كثيرة للوطن وأبناء الوطن.

صقر الشمري
03-08-2014, 12:54 AM
كفوووووو يا بن ربعية