فارس العذم
10-11-2014, 03:31 AM
http://www.alsharq.net.sa/wp-content/uploads/2012/07/352_51_avatar-130x130.jpg
تسلل إلى العمل الإذاعي والتليفزيوني كثير ممن لا يجيدون اللغة العربية، ويفتقرون إلى الثقافة العامة التي تأتي في أعلى معايير اختيار المذيع الذي يجب أن يكون مبرزاً فيها؛ ليتمكن من أداء مهمته على أكمل وجه.
غداً سيقف ضيوف الرحمن في صعيد عرفة ملبين ومهللين وداعين الله بأن يقبل حجهم، وأن يغفر ذنوبهم، وأن يوحد كلمة الأمة العربية والإسلامية لما فيه خيرها وفلاحها فهي تمر بمرحلة خطيرة من تاريخها.
في ذلك الصعيد الطاهر -صعيد عرفات- تتعدد الألوان والألسن والأجناس، وتتوحد في هدفها السامي في سعيها لرضا ربها الكريم، وتلهج الألسن بالتلبية على تباينها في اختلاف نطقها أو أثر لعجمة أو طغيان للهجة، ولكنها جميعها تتوجه بدعاء واحد، هو دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معلم أمته الخير وهاديها إليه: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ» بهذا الدعاء الخالص من أي شرك تتصاعد الأصوات وتعلو جماعات وأفراداً، وعلى وقعه ستذرف الدموع فرحاً بما منّ الله به على حجاج بيته من نعمة وفضل في أداء المناسك لركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة.
ومن أجل اللغة العربية في مثل هذا الموسم العظيم تقع مسؤولية كبيرة على وزارة الثقافة والإعلام -خاصة الإذاعة والتليفزيون- في اختيار المذيعين المتمكنين من اللغة العربية تمكناً قوياً، وذوي الثقافة العالية التي تجعلهم قادرين على التواصل مع من يلتقون بهم من الحجاج أو الوفود أو أثناء تعليقهم على تصعيد الحجاج أو نفرتهم أو رميهم الجمار أو طوافهم أو غيرها من المواضيع الحوارية المختلفة فهي جميعها تحتاج لمذيعين بمواصفات خاصة يأتي في مقدمتها الإجادة العالية للغة العربية.
إن من يتابع نشرات الأخبار في الإذاعة والتليفزيون يسمع العجب العجاب من أفواه المذيعين والمحاورين كوقوع بعضهم في اللحن الذي لا يصدر عن طالب في المرحلة الابتدائية فينصب المرفوع أو يجر المنصوب أو يصر على رفع ما يجب كسره، ويقع بعضهم في تحريف أسماء المدن والمواقع عدا عن الأخطاء الفادحة في أسماء الأعلام وألقابهم -أحيانا- وهو أمر يجب أن تتنبه إليه وزارة الثقافة والإعلام، وتعمل على الاعتناء به من أجل اللغة العربية من جانب، ولكي لا يسيء ذلك إلى صورتها باعتبارها الجهة المنوط بها الحديث باسم الوطن للعالم أجمع.
إن ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -وزير التربية والتعليم- بضرورة أن يتم الاعتناء باللغة العربية في جميع مراحل التعليم تعد خطوة رائدة في خدمة اللغة العربية التي شرفها الله بشرف كتابه العزيز، وهو مشروع ستأتي نتائجه مثمرة إن نال المتابعة الحقيقية، ويسرت له سبل النجاح، ووفرت وسائل تنفيذه، ولعل وزارات الدولة وغيرها تستفيد من برامج وخبرات مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي أنشئ بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتم دعمه من أجل اللغة العربية وخدمتها؛ ليكون عوناً ومرجعاً ومنارة إشعاع وعطاء.
لقد كشفت مواقع التواصل الاجتماعي ركاكة الأساليب الكتابية، وشيوع الأخطاء الإملائية والنحوية لدى كثير من أساتذة الجامعات، وكتاب الصحافة وأعلامها وغيرهم ما ينبئ بخطورة كبيرة على مستقبل أجيالنا الذين يتلقون عنهم أو يتابعونهم، ومن المؤسف أن بعض أولئك لم يعد يخجل من الوقوع في تلك الأخطاء أو ربما أجاز لنفسه ذلك بتبريرات لا تجد لها سنداً من القبول.
كشف تويتر -خاصة- وقبله فيسبوك هذه الفئة التي ظنها بعض من القراء أو المتابعين -لسنوات بل لعقود من الزمن- جهابذة وفطاحل، لكن الحقيقة أن تصدرهم للمشهد الإعلامي أو الثقافي جاء بفضل من المصححين والمراجعين الذين يخفون عيوب كتاباتهم الركيكة، ويزينونها نيابة عنهم فيتلقاها القارئ فينبهر بها، وكأنه يطالع نصا لعبد الحميد الكاتب أو الرافعي أو العقاد أو الطنطاوي.
إن الصحافة الإلكترونية التي أسرفت وزارة الثقافة والإعلام في الترخيص لها -دون قيود في الحد الأدنى من الاهتمام باللغة العربية- قد أساءت كثيراً للغة وللصحافة، وستكون آثارها مدمرة على المدى البعيد إذ يتوجه إليها كثير من القراء -بحكم محليتها- في متابعة الأخبار، وغيرها من المواضيع الأخرى التي تنشرها دون مراعاة لأبسط معايير الصحافة، ومن الطريف أن يقوم بعض تلك الصحف الإلكترونية على جهد شخص أو شخصين غير متفرغين وغير مؤهلين أصلاً.
وقفة: يجب أن تعيد وزارة الثقافة والإعلام النظر في برامجها الموجهة للطفل في ظل فوضى البث!
المصدر (http://www.alsharq.net.sa/2014/10/02/1227179)
تسلل إلى العمل الإذاعي والتليفزيوني كثير ممن لا يجيدون اللغة العربية، ويفتقرون إلى الثقافة العامة التي تأتي في أعلى معايير اختيار المذيع الذي يجب أن يكون مبرزاً فيها؛ ليتمكن من أداء مهمته على أكمل وجه.
غداً سيقف ضيوف الرحمن في صعيد عرفة ملبين ومهللين وداعين الله بأن يقبل حجهم، وأن يغفر ذنوبهم، وأن يوحد كلمة الأمة العربية والإسلامية لما فيه خيرها وفلاحها فهي تمر بمرحلة خطيرة من تاريخها.
في ذلك الصعيد الطاهر -صعيد عرفات- تتعدد الألوان والألسن والأجناس، وتتوحد في هدفها السامي في سعيها لرضا ربها الكريم، وتلهج الألسن بالتلبية على تباينها في اختلاف نطقها أو أثر لعجمة أو طغيان للهجة، ولكنها جميعها تتوجه بدعاء واحد، هو دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معلم أمته الخير وهاديها إليه: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنَّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ» بهذا الدعاء الخالص من أي شرك تتصاعد الأصوات وتعلو جماعات وأفراداً، وعلى وقعه ستذرف الدموع فرحاً بما منّ الله به على حجاج بيته من نعمة وفضل في أداء المناسك لركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة.
ومن أجل اللغة العربية في مثل هذا الموسم العظيم تقع مسؤولية كبيرة على وزارة الثقافة والإعلام -خاصة الإذاعة والتليفزيون- في اختيار المذيعين المتمكنين من اللغة العربية تمكناً قوياً، وذوي الثقافة العالية التي تجعلهم قادرين على التواصل مع من يلتقون بهم من الحجاج أو الوفود أو أثناء تعليقهم على تصعيد الحجاج أو نفرتهم أو رميهم الجمار أو طوافهم أو غيرها من المواضيع الحوارية المختلفة فهي جميعها تحتاج لمذيعين بمواصفات خاصة يأتي في مقدمتها الإجادة العالية للغة العربية.
إن من يتابع نشرات الأخبار في الإذاعة والتليفزيون يسمع العجب العجاب من أفواه المذيعين والمحاورين كوقوع بعضهم في اللحن الذي لا يصدر عن طالب في المرحلة الابتدائية فينصب المرفوع أو يجر المنصوب أو يصر على رفع ما يجب كسره، ويقع بعضهم في تحريف أسماء المدن والمواقع عدا عن الأخطاء الفادحة في أسماء الأعلام وألقابهم -أحيانا- وهو أمر يجب أن تتنبه إليه وزارة الثقافة والإعلام، وتعمل على الاعتناء به من أجل اللغة العربية من جانب، ولكي لا يسيء ذلك إلى صورتها باعتبارها الجهة المنوط بها الحديث باسم الوطن للعالم أجمع.
إن ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -وزير التربية والتعليم- بضرورة أن يتم الاعتناء باللغة العربية في جميع مراحل التعليم تعد خطوة رائدة في خدمة اللغة العربية التي شرفها الله بشرف كتابه العزيز، وهو مشروع ستأتي نتائجه مثمرة إن نال المتابعة الحقيقية، ويسرت له سبل النجاح، ووفرت وسائل تنفيذه، ولعل وزارات الدولة وغيرها تستفيد من برامج وخبرات مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي أنشئ بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتم دعمه من أجل اللغة العربية وخدمتها؛ ليكون عوناً ومرجعاً ومنارة إشعاع وعطاء.
لقد كشفت مواقع التواصل الاجتماعي ركاكة الأساليب الكتابية، وشيوع الأخطاء الإملائية والنحوية لدى كثير من أساتذة الجامعات، وكتاب الصحافة وأعلامها وغيرهم ما ينبئ بخطورة كبيرة على مستقبل أجيالنا الذين يتلقون عنهم أو يتابعونهم، ومن المؤسف أن بعض أولئك لم يعد يخجل من الوقوع في تلك الأخطاء أو ربما أجاز لنفسه ذلك بتبريرات لا تجد لها سنداً من القبول.
كشف تويتر -خاصة- وقبله فيسبوك هذه الفئة التي ظنها بعض من القراء أو المتابعين -لسنوات بل لعقود من الزمن- جهابذة وفطاحل، لكن الحقيقة أن تصدرهم للمشهد الإعلامي أو الثقافي جاء بفضل من المصححين والمراجعين الذين يخفون عيوب كتاباتهم الركيكة، ويزينونها نيابة عنهم فيتلقاها القارئ فينبهر بها، وكأنه يطالع نصا لعبد الحميد الكاتب أو الرافعي أو العقاد أو الطنطاوي.
إن الصحافة الإلكترونية التي أسرفت وزارة الثقافة والإعلام في الترخيص لها -دون قيود في الحد الأدنى من الاهتمام باللغة العربية- قد أساءت كثيراً للغة وللصحافة، وستكون آثارها مدمرة على المدى البعيد إذ يتوجه إليها كثير من القراء -بحكم محليتها- في متابعة الأخبار، وغيرها من المواضيع الأخرى التي تنشرها دون مراعاة لأبسط معايير الصحافة، ومن الطريف أن يقوم بعض تلك الصحف الإلكترونية على جهد شخص أو شخصين غير متفرغين وغير مؤهلين أصلاً.
وقفة: يجب أن تعيد وزارة الثقافة والإعلام النظر في برامجها الموجهة للطفل في ظل فوضى البث!
المصدر (http://www.alsharq.net.sa/2014/10/02/1227179)