المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالرحمن الهداد الشمري : يكتب إخلاص وعبقرية


فارس العذم
11-14-2014, 02:53 AM
http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/authorblock/authors/420305.jpg



• انسحب بدبلوماسية، ليكتسب شرف العمل في أعرق وأعظم المؤسسات الأكاديمية.




لا يسع لمقال صحافي متواضع أن يصف الدكتور محمد صباح السالم في بضعة أسطر، وإلا فسيطول هذا المقال ليصبح مقالات عدة. وسأصرف النظر عن صفة الدكتور كشيخ، فهو من يملأ ويجمّل هذه الصفة، وليست هي التي تملأه، كحال كثيرين في كل دولة وزمان.
فهذا المقال ينظر إلى تلك الشخصية مجردة من الامتيازات التي خلقت معها، لئلا يتحول هذا المقال إلى كلمات لتمجيد الشيوخ، لأنه ليس كذلك بالفعل.
سنذكر صفتين فقط، هما: «الإخلاص والعبقرية». عندما دُعي دكتور محمد إلى جامعة كليرمونت الأميركية في حفل لمنحه الدكتوراه الفخرية.. «كليرمونت» هي نفسها الجامعة التي أنهى فيها مسبقاً دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد التي حصل فيها على أفضل أطروحة في برنامج بكالوريوس الاقتصاد الذي أنهاه منذ 32 سنة، كان الدكتور في الحفل يرتدي الزي الرسمي، اللباس التقليدي (الدشداشة والغترة)، بكل فخر، ولاحظت أن الدكتور في جميع المؤتمرات والمحافل الرسمية التي يحضرها يرتدي اللباس التقليدي. اللباس لدى العقلاء رسالة، ومظهر يعبر عن المبادئ، وهذا ما كان يمثله الدكتور. ولو نظرنا عن كثب إلى هذا الأمر، لرأينا صفة الإخلاص الملازمة لشخصيته للمجتمع الذي نشأ فيه بقيمه وعاداته وتقاليده.
«نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحبّ إلا للحبيب الأولِ».
قال هذا البيت أمام جمع غفير من الأكاديميين ليبين لهم مدى حبه وإخلاصه وارتباطه بهذه الجامعة التي تعلم فيها منذ زمنٍ بعيد. أعجب الحضور بشخصية هذا الإنسان الراقي الذي يتسم بروح الإخلاص والثقة.
إخلاص هذا الرجل مستمر في حياته حتى لوحظ في انسحابه الدبلوماسي من النشاط السياسي في الكويت مؤخراً، بعدما تحوّلت السياسة إلى مهاترات، لكي لا يكون هذا الرجل الذي درس في أعرق جامعات العالم وأنهى دراساته العليا في جامعة هارفرد أداة في منظومة حكومية تطبّق جدولاً أسبوعياً أحياناً يُملى عليه، وربما لكي يتجنّب وضع النفس في محل الشك بعدما دخل العمل السياسي الكويتي في نفق مظلم.
من يدخل في مجال الاقتصاد ويُنهي دراساته العليا في أعرق جامعات العالم بتخصص الاقتصاد هو إنسان ليس بسهل، يملك عقلية عبقرية. الاقتصاد هو الذي يسيّر السياسة ويوازن القوى العالمية، فالدول بحاجة إلى هؤلاء الناس، خصوصاً أن العالم اليوم يعيش ثورة صناعية.
الدكتور محمد يعلم أن الوضع الفاشل والسيئ والمتردي لا ينفع لشخصه ولا يمكن أن يتعايش معه، لأنه لا يليق بشخصيته ومهاراته. انسحب بدبلوماسية، ليكتسب شرف العمل في أعرق وأعظم المؤسسات الأكاديمية كجامعتي أكسفورد وهارفرد، وهما ليستا فقط مؤسستين تعليميتين، بل أكبر من ذلك بكثير، ليشارك بخبرته وفكره هذه الجامعات التي قدَّرت عبقريته، وأتاحت له الفرصة للعمل فيها، وذلك أمرٌ قدير يسجِّل فخراً للكويت.



عبدالرحمن الهداد الشمري

المصدر (http://www.alqabas.com.kw/node/911560)