فارس العذم
12-08-2014, 02:26 AM
http://cdn.sabq.org/files/photo/197734.jpg?1235
ساير المنيعي (http://sabq.org/qnQMId)
عندما يعيش الإنسان في أجواء تحفها المخاطر من كل الاتجاهات، وفتن متلاطمة، فإن القوة هي المعيار الذي يجعله مهاب الجانب، آمناً في حياته، مستقراً في معيشته.. والقوة لا تأتي إلا بالتجمع والاتحاد.
وهذا ما كان عليه أبناء العرب سابقاً، وبخاصة في الأماكن التي لم تكن فيها حكومات مستقرة كجزيرة العرب؛ لذلك كان للقبيلة دور كبير في ذلك الزمن؛ لأنها مصدر الأمان والحماية للفرد في تلك الحقبة التاريخية.
أما بعد ذلك فقد أصبح الناس في ظل الدولة ينعمون - بفضل من الله - بالأمن والأمان؛ لذلك صار ولاؤهم بعد الله - عز وجل - لهذه الدولة التي هي بلدهم ودولتهم.. وأصبحت الصراعات بين الدول بعد أن كانت بين الأفراد أو القبائل.. ومن هنا بدأت حاجة الدول للتجمعات والتكتلات السياسية، أو ما يسمى بالاتحاد أو الحلف.. كالاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي.. وغيرهما من الاتحادات والتحالفات.
فكل مجموعة من الدول تجمعها بعض الروابط أو المصالح تنشئ اتحاداً يضمها.. فبهذا الاتحاد تصبح أقوى وأقدر على التأثير في المحيط الدولي.. كما أنها تصبح أكثر أماناً من الغارات والحروب.. وأقوى في جميع المجالات.. ويحسب لها ألف حساب من قِبل الآخرين.
وعلى هذا، فإننا في دول الخليج أشد حاجة من أي وقت مضى لاتحاد خليجي يجمعنا.. وفي هذا الوقت بالذات، نظير ما يدور حولنا من أحداث، وما تحفنا من مطامع، وما يحدق بنا من مخاطر.
وبعد أن أمضينا شوطاً طويلاً في مجال التعاون، تجاوز عشرات السنين، فقد آن الأوان لتحويل هذا التعاون لاتحاد كامل في كل مجالات الحياة، ونحن -ولله الحمد - في الخليج جاهزون لذلك؛ فما يربطنا من روابط كثيرة جداً كفيل بأن يجعل نجاح هذا الاتحاد مضموناً - بإذن الله تعالى - فالدين واحد، والعرق واحد، والأصل واحد، والعادات والتقاليد متقاربة جداً، إن لم تكن واحدة..
بل أكثر من ذلك بكثير.. فهناك الكثير من العوائل التي انتشر أبناؤها في دول المجلس.. فتجد الجد من دولة، والأحفاد في دولة.. وكذلك تجد العم من بلد، والخال من الآخر.. فتجد السعودي وأخواله من الكويت، ويسكن الإمارات.. وعلى ذلك فقس..
وهذه الحقبة من تاريخ الخليج مواتية أكثر من غيرها.. فبعد المصالحة الأخيرة التي تمت بين أبناء المجلس.. الذين نشروا البهجة والسرور على محيا الخليج، وأفرحونا بعودة السفراء إلى الدوحة، وبعد دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى ضرورة تحويل التعاون إلى اتحاد.. ومقولته الشهيرة بأنه قد آن الأوان لميلاد الاتحاد الخليجي.. أظن أن الاتحاد الخليجي مطلب مُلحّ.
اللهم اجمع كلمتنا على الخير والصلاح.. وما فيه إعلاء لكلمتك.. ونشر لدينك.. وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
المصدر (http://sabq.org/P91aCd)
ساير المنيعي (http://sabq.org/qnQMId)
عندما يعيش الإنسان في أجواء تحفها المخاطر من كل الاتجاهات، وفتن متلاطمة، فإن القوة هي المعيار الذي يجعله مهاب الجانب، آمناً في حياته، مستقراً في معيشته.. والقوة لا تأتي إلا بالتجمع والاتحاد.
وهذا ما كان عليه أبناء العرب سابقاً، وبخاصة في الأماكن التي لم تكن فيها حكومات مستقرة كجزيرة العرب؛ لذلك كان للقبيلة دور كبير في ذلك الزمن؛ لأنها مصدر الأمان والحماية للفرد في تلك الحقبة التاريخية.
أما بعد ذلك فقد أصبح الناس في ظل الدولة ينعمون - بفضل من الله - بالأمن والأمان؛ لذلك صار ولاؤهم بعد الله - عز وجل - لهذه الدولة التي هي بلدهم ودولتهم.. وأصبحت الصراعات بين الدول بعد أن كانت بين الأفراد أو القبائل.. ومن هنا بدأت حاجة الدول للتجمعات والتكتلات السياسية، أو ما يسمى بالاتحاد أو الحلف.. كالاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي.. وغيرهما من الاتحادات والتحالفات.
فكل مجموعة من الدول تجمعها بعض الروابط أو المصالح تنشئ اتحاداً يضمها.. فبهذا الاتحاد تصبح أقوى وأقدر على التأثير في المحيط الدولي.. كما أنها تصبح أكثر أماناً من الغارات والحروب.. وأقوى في جميع المجالات.. ويحسب لها ألف حساب من قِبل الآخرين.
وعلى هذا، فإننا في دول الخليج أشد حاجة من أي وقت مضى لاتحاد خليجي يجمعنا.. وفي هذا الوقت بالذات، نظير ما يدور حولنا من أحداث، وما تحفنا من مطامع، وما يحدق بنا من مخاطر.
وبعد أن أمضينا شوطاً طويلاً في مجال التعاون، تجاوز عشرات السنين، فقد آن الأوان لتحويل هذا التعاون لاتحاد كامل في كل مجالات الحياة، ونحن -ولله الحمد - في الخليج جاهزون لذلك؛ فما يربطنا من روابط كثيرة جداً كفيل بأن يجعل نجاح هذا الاتحاد مضموناً - بإذن الله تعالى - فالدين واحد، والعرق واحد، والأصل واحد، والعادات والتقاليد متقاربة جداً، إن لم تكن واحدة..
بل أكثر من ذلك بكثير.. فهناك الكثير من العوائل التي انتشر أبناؤها في دول المجلس.. فتجد الجد من دولة، والأحفاد في دولة.. وكذلك تجد العم من بلد، والخال من الآخر.. فتجد السعودي وأخواله من الكويت، ويسكن الإمارات.. وعلى ذلك فقس..
وهذه الحقبة من تاريخ الخليج مواتية أكثر من غيرها.. فبعد المصالحة الأخيرة التي تمت بين أبناء المجلس.. الذين نشروا البهجة والسرور على محيا الخليج، وأفرحونا بعودة السفراء إلى الدوحة، وبعد دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى ضرورة تحويل التعاون إلى اتحاد.. ومقولته الشهيرة بأنه قد آن الأوان لميلاد الاتحاد الخليجي.. أظن أن الاتحاد الخليجي مطلب مُلحّ.
اللهم اجمع كلمتنا على الخير والصلاح.. وما فيه إعلاء لكلمتك.. ونشر لدينك.. وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
المصدر (http://sabq.org/P91aCd)