فارس العذم
12-18-2014, 03:52 PM
http://www.alsharq.net.sa/wp-content/uploads/2012/07/352_51_avatar-130x130.jpg
تخضع الجمعيات الخيرية لإشراف مباشر من وزارة الشؤون الاجتماعية التي قطع وزيرها الجديد سليمان الحميد عهداً على نفسه – قبل أن يكمل يوم عمله الأول – بأن يكون صوتا لكل فقير ومحتاج، وأن رؤيته الأساسية هي خدمة المستفيدين من الوزارة، والرقي بمستوى ما يقدم لهم من خدمات، وزيادة إعاناتهم.
وقال كذلك: «.. فالواجب تقديم الخدمة بأمانة وإخلاص، والمسؤولية كبيرة على جميع منسوبي الوزارة، وجميع من يعمل في المجال الاجتماعي والخدمة الاجتماعية، وأن يستشعر الأجر الكبير، والراحة النفسية بتقديم أفضل الخدمات لهذه الفئات المحتاجة»، وأكّدَ أيضا: «نحن لا نعيش في أبراج عاجية، وندرك أعباء الحياة أمام المتقاعدين».
واختتم حديثه بالقول: «مسؤولية زيادة إعانات المستفيدين من خدمات الوزارة، سأضعها كل صباح أمام عيني، وأفكر فيها ليل نهار؛ لأن مساعدة المحتاجين من الضمان أو غيره من هموم ولاة الأمر».
نشرت صحيفتنا «الشرق» في يوم الثلاثاء الماضي خبراً منسوباً لأحد أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان يفيد بأنهم تلقوا تسعاً وخمسين شكوى ضد الجمعيات الخيرية التي تصدرت قائمة الشكاوى، وتلتها وزارة التربية والتعليم، وبحسب الخبر فإن عضو اللجنة يشير إلى أن المتظلمين طلبوا إعانات في شكل أموال أو مساعدات عينية أو تسديد لفواتير كهرباء، ولكن الجمعيات لم تتجاوب مع مطالباتهم رغم بساطتها – من وجهة نظره – مما دفعهم إلى تقديم شكاوى ضدها.
أطلق مغرد وسماً عبر تويتر – تفاعلاً مع الخبر – تحت عنوان: (#وين_ملايين_الجمعيات_الخيرية) وكعادة التويتريين لا يجتمعون على رأي واحد، وبعضهم – بل أكثرهم – يشارك من أجل التغريد – حتى وإن لم يكن على معرفة بالموضوع وتفصيلاته وأبعاده – فخاض كثير منهم في شأن الجمعيات بين متهم، وبين ساخر، وآخر مدافع، وقليل من المنصفين.
يصادف نشر مقالي الاحتفال بـ: «اليوم العالمي للغة العربية» وهي – كما هو حال أهلها اليوم – في أسوأ حال، فهم يتعاملون معها بتساهل كبير – خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي – ما يجعل الخطر المهدد لها كبيراً بين جميع الفئات العمرية، بسبب تدني مستويات التعليم، وشيوع الضعف اللغوي لدى المدرسين والمدرسات بل حتى بعض أساتذة الجامعات، ولعل الكلمة الأولى في الوسم (#وين_..) من أمثلة التساهل في استخدام اللغة العربية!
قمت بتصويب لغوي لبعض التغريدات المنصفة التي جاءت في الوسم – دون إخلال بمضمونها – من أجل اللغة العربية في يومها العالمي، وهي:
– إنه وسم ليس للتجريح، وإنما دعوة للإفصاح والشفافية.
– ليس هناك أسهل من التشكيك، ولا أصعب من العطاء في المال والجهد والوقت.
– حبذا لو تطرح الجمعيات قائمة نتائج سنوية بالأعمال المنجزة.
– هل تنشر هذه الجمعيات حسابات ختامية بمواردها ومصروفاتها؟
– معظم الذين يكتبون في هذا الوسم ليس لديهم أدنى فكرة عن نشاط أي جمعية.
– أصبحت الجمعيات خاضعة لمراجعة مراجع قانوني، وأظن أن موقفها المالي وتقاريرها متاحة.
عندما أعيد انتخاب مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في محافظة الخفجي عام 1429 هـ كتبت مقالاً في جريدة اليوم بعنوان: «البر الخيرية الجديدة بالخفجي.. طموحات وآمال» نشر في العدد (12720) ومما جاء فيه: «لا شك في أن العمل الخيري من أحب الأعمال إلى الله، وقد رعته الدولة حفظها الله، ودعمته؛ ليسهم المجتمع في التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف».
وقلتُ: «إن المسؤولية أمام مجلس الجمعية الخيرية الجديد كبيرة؛ لأنه مطالب بالعمل الدؤوب على زيادة واردات الجمعية النقدية والعينية، وتنمية هذه الواردات لتضيف دخلا جديدا ومستمرا؛ للوفاء باحتياجات الأسر المسجلة لدى الجمعية في وقت زادت فيه تكاليف المعيشة بدرجة عالية، كما أنه من المتوقع أن تحصل زيادة في عدد الأسر المسجلة في الجمعية تبعا للزيادة السكانية في المحافظة».
وقبل شهرين تقريبا تم انتخاب مجلسها الجديد، ودخلت في تشكيله وجوه جديدة، ولكن مما يؤخذ على الجمعية – بحكم قربها كمثال – تقلص عدد أعضاء جمعيتها العمومية إلى حوالي 80 عضوا في مدينة يربو عدد سكانها على مائة ألف، وانغلاقها على أعضائها الحاليين منذ سنين، وهو أمر يهدد تواصلها مع مجتمعها المحلي كبيئة حاضنة – ولا أظن الجمعيات الأخرى ببعيدة عن حالها – ولعل مجلسها الجديد يتنبه للأمر، ويسعى جادا، ويعمل على جذب أعضاء جدد إليها؛ لرفدها بطاقات جديدة.
وقفة: أخطر ما يواجه المسؤول الجديد عبء تصريحاته الأولى، فغالبا ما يأتي الواقع بخلاف الطموحات والآمال؛ إذ تظهر – مع مرور الأيام – كثير من المعوقات.
المصدر (http://www.alsharq.net.sa/2014/12/18/1265925)
تخضع الجمعيات الخيرية لإشراف مباشر من وزارة الشؤون الاجتماعية التي قطع وزيرها الجديد سليمان الحميد عهداً على نفسه – قبل أن يكمل يوم عمله الأول – بأن يكون صوتا لكل فقير ومحتاج، وأن رؤيته الأساسية هي خدمة المستفيدين من الوزارة، والرقي بمستوى ما يقدم لهم من خدمات، وزيادة إعاناتهم.
وقال كذلك: «.. فالواجب تقديم الخدمة بأمانة وإخلاص، والمسؤولية كبيرة على جميع منسوبي الوزارة، وجميع من يعمل في المجال الاجتماعي والخدمة الاجتماعية، وأن يستشعر الأجر الكبير، والراحة النفسية بتقديم أفضل الخدمات لهذه الفئات المحتاجة»، وأكّدَ أيضا: «نحن لا نعيش في أبراج عاجية، وندرك أعباء الحياة أمام المتقاعدين».
واختتم حديثه بالقول: «مسؤولية زيادة إعانات المستفيدين من خدمات الوزارة، سأضعها كل صباح أمام عيني، وأفكر فيها ليل نهار؛ لأن مساعدة المحتاجين من الضمان أو غيره من هموم ولاة الأمر».
نشرت صحيفتنا «الشرق» في يوم الثلاثاء الماضي خبراً منسوباً لأحد أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان يفيد بأنهم تلقوا تسعاً وخمسين شكوى ضد الجمعيات الخيرية التي تصدرت قائمة الشكاوى، وتلتها وزارة التربية والتعليم، وبحسب الخبر فإن عضو اللجنة يشير إلى أن المتظلمين طلبوا إعانات في شكل أموال أو مساعدات عينية أو تسديد لفواتير كهرباء، ولكن الجمعيات لم تتجاوب مع مطالباتهم رغم بساطتها – من وجهة نظره – مما دفعهم إلى تقديم شكاوى ضدها.
أطلق مغرد وسماً عبر تويتر – تفاعلاً مع الخبر – تحت عنوان: (#وين_ملايين_الجمعيات_الخيرية) وكعادة التويتريين لا يجتمعون على رأي واحد، وبعضهم – بل أكثرهم – يشارك من أجل التغريد – حتى وإن لم يكن على معرفة بالموضوع وتفصيلاته وأبعاده – فخاض كثير منهم في شأن الجمعيات بين متهم، وبين ساخر، وآخر مدافع، وقليل من المنصفين.
يصادف نشر مقالي الاحتفال بـ: «اليوم العالمي للغة العربية» وهي – كما هو حال أهلها اليوم – في أسوأ حال، فهم يتعاملون معها بتساهل كبير – خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي – ما يجعل الخطر المهدد لها كبيراً بين جميع الفئات العمرية، بسبب تدني مستويات التعليم، وشيوع الضعف اللغوي لدى المدرسين والمدرسات بل حتى بعض أساتذة الجامعات، ولعل الكلمة الأولى في الوسم (#وين_..) من أمثلة التساهل في استخدام اللغة العربية!
قمت بتصويب لغوي لبعض التغريدات المنصفة التي جاءت في الوسم – دون إخلال بمضمونها – من أجل اللغة العربية في يومها العالمي، وهي:
– إنه وسم ليس للتجريح، وإنما دعوة للإفصاح والشفافية.
– ليس هناك أسهل من التشكيك، ولا أصعب من العطاء في المال والجهد والوقت.
– حبذا لو تطرح الجمعيات قائمة نتائج سنوية بالأعمال المنجزة.
– هل تنشر هذه الجمعيات حسابات ختامية بمواردها ومصروفاتها؟
– معظم الذين يكتبون في هذا الوسم ليس لديهم أدنى فكرة عن نشاط أي جمعية.
– أصبحت الجمعيات خاضعة لمراجعة مراجع قانوني، وأظن أن موقفها المالي وتقاريرها متاحة.
عندما أعيد انتخاب مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في محافظة الخفجي عام 1429 هـ كتبت مقالاً في جريدة اليوم بعنوان: «البر الخيرية الجديدة بالخفجي.. طموحات وآمال» نشر في العدد (12720) ومما جاء فيه: «لا شك في أن العمل الخيري من أحب الأعمال إلى الله، وقد رعته الدولة حفظها الله، ودعمته؛ ليسهم المجتمع في التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف».
وقلتُ: «إن المسؤولية أمام مجلس الجمعية الخيرية الجديد كبيرة؛ لأنه مطالب بالعمل الدؤوب على زيادة واردات الجمعية النقدية والعينية، وتنمية هذه الواردات لتضيف دخلا جديدا ومستمرا؛ للوفاء باحتياجات الأسر المسجلة لدى الجمعية في وقت زادت فيه تكاليف المعيشة بدرجة عالية، كما أنه من المتوقع أن تحصل زيادة في عدد الأسر المسجلة في الجمعية تبعا للزيادة السكانية في المحافظة».
وقبل شهرين تقريبا تم انتخاب مجلسها الجديد، ودخلت في تشكيله وجوه جديدة، ولكن مما يؤخذ على الجمعية – بحكم قربها كمثال – تقلص عدد أعضاء جمعيتها العمومية إلى حوالي 80 عضوا في مدينة يربو عدد سكانها على مائة ألف، وانغلاقها على أعضائها الحاليين منذ سنين، وهو أمر يهدد تواصلها مع مجتمعها المحلي كبيئة حاضنة – ولا أظن الجمعيات الأخرى ببعيدة عن حالها – ولعل مجلسها الجديد يتنبه للأمر، ويسعى جادا، ويعمل على جذب أعضاء جدد إليها؛ لرفدها بطاقات جديدة.
وقفة: أخطر ما يواجه المسؤول الجديد عبء تصريحاته الأولى، فغالبا ما يأتي الواقع بخلاف الطموحات والآمال؛ إذ تظهر – مع مرور الأيام – كثير من المعوقات.
المصدر (http://www.alsharq.net.sa/2014/12/18/1265925)