فارس العذم
04-21-2015, 08:22 AM
http://s.alriyadh.com/img_s/fd/fd97facc0e278cf009d696d5952b0de3_w82_h103.jpg
د. صفوق الشمري
لنكن صريحين رغم كل الدعم والميزانيات الكبيرة من قيادة الوطن التي تحرص على حصول المواطن على أفضل رعاية صحية إلا أن هناك مشكلة وضعفاً في وزارة الصحة، ولا ينكر هذا القصور إلا من ينكر الشمس في رابعة النهار، وهناك 5 مسؤولين كبار مروا على الصحة خلال سنة واحدة.
لذلك أردنا أن نبحث مشكلة وزارة الصحة من منظار علمي عملي!
ولعمل أي بحث يجب البدء بما يسمى (سؤال البحث) والسؤال في نظري هو: بما أن 4 مسؤولين من خلفيات علمية ومهنية متعددة مرت على الوزارة فمن المؤكد أنهم جربوا طرقاً مختلفة في الإدارة، إذن السؤال الأهم هو ما هو الشيء الذي لم يقم به المسؤولون السابقون على رأس الوزارة لتحسين الخدمات الصحية في البلد؟
بحثت عن الإجابة واستطلعت آراء المختصين في المجال الصحي فوجدت إجابة واحدة مكررة من أغلب العارفين وهي انه رغم تغيير رأس الهرم ألا ان الفريق تحت رأس الوزارة لم يتغير، وأعني الوكلاء ومديري العموم وشئنا أم أبينا فإن هذا الفريق القديم المتشبت بالإدارة هو الذي يدير معظم العمل اليومي سواء غيرت رأس الهرم أو تركته، ومع الوقت أصبحت قاعدة الهرم هي التي تفلتر الأمور للمسؤول!
المسؤولون السابقون الذين مروا حاولوا كل الطرق في الإدارة، لكنّ هنالك شيئاً واحداً لم يعملوه وهي محاولة إزاحة الإرث القديم فكانت النتيجة ما ترون! ودائماً ما أرجع إلى حكمة أستاذنا الراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله عندما قال: محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة هي مضيعة للجهد والوقت". لقد تفاءلنا خيراً ونحن من أكبر المؤيدين أن أصبح المسؤول الأكبر في الوزارة غير طبيب لأن الوزارة في نظرنا هي إدارة أكثر منها تخصصاً، لكن للأسف أصبحت قاعدة الهرم تقوم بتوجيه المسؤول لمحرقة المراجعين، والمسؤول لا يعرف إن كان هذا الشخص مريض قلب يحتاج لعملية اليوم أو مريض قلب لا يحتاج لتدخل إلا بعد عدة أشهر فهي لغير المختص كلهما يحمل اسم مريض قلب! ودعوني أعاتب بعض الأطباء فهم يعتقدون أن الطبيب هو سوبرمان (أفضل طبيب وأفضل إداري وأفضل محاسب الخ... كلها في نفس الوقت) وهذا كلام غير دقيق فالإدارة علم مستقل بذاته (فليس كل طبيب ماهر هو إداري ناجح) وهذه نقطة نختلف فيها مع بعض الزملاء الأطباء وآمل ألا يزعل البعض من الصراحة.
سبب هذا المقال هي ملاحظة مرت دون التفات وهو ان الشيء المشترك الآخر بين كل المسؤولين الذين مروا على الصحة ان الأيام الأولى من تسلم المنصب عبارة عن توزيع شهادات أو حضور مناسبات بروتوكولية مما يعني أن آلية التوجيه من قاعدة الهرم ما زالت واحدة، أتعاطف مع مهمة معالي الأستاذ محمد آل الشيخ وزير الصحة لأسباب عديدة منها ثقل الأمانة والسيرة الشخصية الرائعة فهو خريج هارفارد وله خبرة العمل في منظمات دولية خارج المملكة مما يعطي نظرة أوسع للأمور.
وأختم بموقف وبدعائي بالرحمة للدكتور غازي القصيبي فقد أحببت قراءة أدبه حياً واستفدت من إدارته بعد موته، فعندما كلفت بمهمة لإحدى المنظمات الدولية المتعلقة بالصحة أعدت قراءة كتابه (حياة في الإدارة) وقررت أن أغيّر كل الفريق الذي معي رغم خبراتهم فلم يبقَ إلا السكرتيرة وشرحت للرئيس وقتها مقولة غازي واقتنع، والحمد لله نجحنا فيما تعثر فيه من قبلنا.
مما قيل هذا الأسبوع:
للإسف الشديد ان عاصفة الحزم رغم النجاح الباهر الذي حققته إلا انها كشفت ضعف الثقافة العسكرية لبعض الزملاء الصحفيين إلى درجة الوقوع بأخطاء فادحة أثناء الأسئلة لا تفرق بين الصاروخ والقنبلة، أما الباحثون الاستراتيجيون فقد أتوا بالعجب العجاب! وأقترح على المؤسسات الصحفية إيجاد دورات مكثفة في الثقافة العسكرية لتدريب الصحفيين للعمل كمراسل عسكري أو حربي.
المصدر (http://www.alriyadh.com/1041201)
د. صفوق الشمري
لنكن صريحين رغم كل الدعم والميزانيات الكبيرة من قيادة الوطن التي تحرص على حصول المواطن على أفضل رعاية صحية إلا أن هناك مشكلة وضعفاً في وزارة الصحة، ولا ينكر هذا القصور إلا من ينكر الشمس في رابعة النهار، وهناك 5 مسؤولين كبار مروا على الصحة خلال سنة واحدة.
لذلك أردنا أن نبحث مشكلة وزارة الصحة من منظار علمي عملي!
ولعمل أي بحث يجب البدء بما يسمى (سؤال البحث) والسؤال في نظري هو: بما أن 4 مسؤولين من خلفيات علمية ومهنية متعددة مرت على الوزارة فمن المؤكد أنهم جربوا طرقاً مختلفة في الإدارة، إذن السؤال الأهم هو ما هو الشيء الذي لم يقم به المسؤولون السابقون على رأس الوزارة لتحسين الخدمات الصحية في البلد؟
بحثت عن الإجابة واستطلعت آراء المختصين في المجال الصحي فوجدت إجابة واحدة مكررة من أغلب العارفين وهي انه رغم تغيير رأس الهرم ألا ان الفريق تحت رأس الوزارة لم يتغير، وأعني الوكلاء ومديري العموم وشئنا أم أبينا فإن هذا الفريق القديم المتشبت بالإدارة هو الذي يدير معظم العمل اليومي سواء غيرت رأس الهرم أو تركته، ومع الوقت أصبحت قاعدة الهرم هي التي تفلتر الأمور للمسؤول!
المسؤولون السابقون الذين مروا حاولوا كل الطرق في الإدارة، لكنّ هنالك شيئاً واحداً لم يعملوه وهي محاولة إزاحة الإرث القديم فكانت النتيجة ما ترون! ودائماً ما أرجع إلى حكمة أستاذنا الراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله عندما قال: محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة هي مضيعة للجهد والوقت". لقد تفاءلنا خيراً ونحن من أكبر المؤيدين أن أصبح المسؤول الأكبر في الوزارة غير طبيب لأن الوزارة في نظرنا هي إدارة أكثر منها تخصصاً، لكن للأسف أصبحت قاعدة الهرم تقوم بتوجيه المسؤول لمحرقة المراجعين، والمسؤول لا يعرف إن كان هذا الشخص مريض قلب يحتاج لعملية اليوم أو مريض قلب لا يحتاج لتدخل إلا بعد عدة أشهر فهي لغير المختص كلهما يحمل اسم مريض قلب! ودعوني أعاتب بعض الأطباء فهم يعتقدون أن الطبيب هو سوبرمان (أفضل طبيب وأفضل إداري وأفضل محاسب الخ... كلها في نفس الوقت) وهذا كلام غير دقيق فالإدارة علم مستقل بذاته (فليس كل طبيب ماهر هو إداري ناجح) وهذه نقطة نختلف فيها مع بعض الزملاء الأطباء وآمل ألا يزعل البعض من الصراحة.
سبب هذا المقال هي ملاحظة مرت دون التفات وهو ان الشيء المشترك الآخر بين كل المسؤولين الذين مروا على الصحة ان الأيام الأولى من تسلم المنصب عبارة عن توزيع شهادات أو حضور مناسبات بروتوكولية مما يعني أن آلية التوجيه من قاعدة الهرم ما زالت واحدة، أتعاطف مع مهمة معالي الأستاذ محمد آل الشيخ وزير الصحة لأسباب عديدة منها ثقل الأمانة والسيرة الشخصية الرائعة فهو خريج هارفارد وله خبرة العمل في منظمات دولية خارج المملكة مما يعطي نظرة أوسع للأمور.
وأختم بموقف وبدعائي بالرحمة للدكتور غازي القصيبي فقد أحببت قراءة أدبه حياً واستفدت من إدارته بعد موته، فعندما كلفت بمهمة لإحدى المنظمات الدولية المتعلقة بالصحة أعدت قراءة كتابه (حياة في الإدارة) وقررت أن أغيّر كل الفريق الذي معي رغم خبراتهم فلم يبقَ إلا السكرتيرة وشرحت للرئيس وقتها مقولة غازي واقتنع، والحمد لله نجحنا فيما تعثر فيه من قبلنا.
مما قيل هذا الأسبوع:
للإسف الشديد ان عاصفة الحزم رغم النجاح الباهر الذي حققته إلا انها كشفت ضعف الثقافة العسكرية لبعض الزملاء الصحفيين إلى درجة الوقوع بأخطاء فادحة أثناء الأسئلة لا تفرق بين الصاروخ والقنبلة، أما الباحثون الاستراتيجيون فقد أتوا بالعجب العجاب! وأقترح على المؤسسات الصحفية إيجاد دورات مكثفة في الثقافة العسكرية لتدريب الصحفيين للعمل كمراسل عسكري أو حربي.
المصدر (http://www.alriyadh.com/1041201)