المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا نخاف نضوب النفط.. بل من المتغيّرات - بقلم : عبدالرحمن الهداد الشمري


سعد العذم
04-30-2015, 05:20 PM
">لا شك في أن دور الكويت في القطاع النفطي العالمي كبير جدّاً ومهم، وتعتبر الكويت لاعباً أساسياً في هذا المجال. توسّعت الكويت في إنتاج وتصدير النفط ومنتجاته، حتى وصلت إلى أبعد الدول وأكبرها وأقواها اقتصادياً، وأصبحت الدول العظمى ذات الاقتصاد المتين من أهم زبائن دولة الكويت. فأصبحت هناك ثقة متبادلة ما بين الكويت كمصدّ.ر للنفط ومنتجاته والدول المستوردة. ولا يخفى أن الدول الأخرى تتعلم من الكويت الكثير من خبرتها في هذا المجال ونظام تسويقها النادر والمتميز، ولكن هذا كله لا يعني أن الكويت خارج دائرة التحدي، بل الكويت في مركز هذه الدائرة وتحت الأضواء.
شركة البترول الوطنية الكويتية سبّاقة في اتخاذ احتياطياتها للتحدي الذي سيواجهها في المستقبل، حتى حقّقت بناء مشاريع لزيادة الإنتاج ورفع مواصفات منتجاتها أعلى وأبعد مما يكون عليه المنتج المعروض في السوق من قبل الشركات الأخرى. وكانت تلك المشاريع في عامي 1984 و1985، وهي تدشين مشاريع ضخمة لتوسعة السعة الإنتاجية ولرفع وتحسين مواصفات وجودة المنتجات. وحتى يومنا هذا فقد تم توقيع عقد مشروع الوقود البيئي النظيف حديثاً الذي سيساهم في تحسين جودة مواصفات المنتجات البترولية إلى مستوى عال، لكي تتجنب الخطر المحدق والمنافسة الكبرى من قبل الشركات العالمية التي تعمل في المجال نفسه. وهذا يدل على حسن إدارة الشركة منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا.
ولكن طبيعة هذا الحقل الذي تتغير فيه الأمور سريعاً بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الذي يتطلب السرعة والبداهة في تنبؤ المستقبل النفطي والصناعي، للحفاظ على مستوى ودور الكويت في السوق العالمي. لفت انتباهي السيد ريتشارد سيرس نائب رئيس شركة شل الغنية عن التعريف في مجال النفط والطاقة، قال في خطاب له عن التخطيط لنهاية النفط «إنه خلال الـ25 عاماً الماضية قلّت أهمية ودور النفط عن كل عام في مجال الطاقة وإنتاجها. فينبغي علينا ألا نخاف من نضوب النفط، فمثلاً العصر الحجري قد انتهى، ليس لأن الأحجار قد نفدت، ولكن بسبب الأفكار والاختراعات والتطور التكنولوجي الذي أنهى ذلك العصر، وبالمثل هي نفسها الأسباب التي ستقضي على النفط قبل أن ينضب».
كلمة لها بُعد نظر وعمق في المعنى، وهي المعادلة التي تمنحنا القدرة على التخطيط للمستقبل. فالكويت بحاجة ماسة إلى توسيع القطاع الصناعي، ليشمل توسيع وإنشاء مصانع للبتروكيماويات مما سيضيف قيمة لاقتصاد الدولة ودورها الصناعي، ويكون متكأً لأي تطور صناعي مستقبلي قد يضر السوق النفطي.
عبدالرحمن الهداد الشمري
[email protected]