المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساير المنيعي : يكتب "المخْتَرِعونَ" فِي الخَلِيجِ.. ثَرْوَاتٌ مُهْدَرَةٌ


فارس العذم
08-10-2015, 05:11 PM
http://cdn.sabq.org/files/photo/197734.jpg?1235 (http://sabq.org/qnQMId)
ساير المنيعي


الاختراعات هي التي ساعدت البشرية كثيراً على التقدم، والتطور، والمضي قدماً في ركب الحضارة..

وهذه الاختراعات كي ترى النور، وتصبح ذات قيمة وفائدة للبشرية لا بد لها من الدعم بشتى أنواعه؛ فالمخترع لا بد أن يدعم معنوياً كي يبدع، ويزيد من اختراعاته، وكذلك لا بد من دعمه مادياً حتى يستطيع أن يحول اختراعاته إلى مادة ملموسة تتحول فيما بعد إلى منجز تستفيد الإنسانية جمعاء.

ودول الخليج العربي تمتلك الأمرين؛ فلديها العقول التي بإمكانها اختراع الكثير من المخترعات التي تسعد بني البشر، ولديها القسيم الآخر للإنجازات وهو المال..!!

إذاً ما الذي ينقص هذه الدول لتكون في مصاف الدول التي تتسابق، وتتنافس في هذا المجال؟!!

هذا السؤال يحيّر الكثير الكثير من أصحاب العقول النيّرة الذين يريدون الخير لبلدانهم..فيجعلهم في دوامة من التفكير..والتساؤل..!!

ما دمنا نمتلك مقومات التقدم ومتطلبات بناء الحضارة..إذاً لماذا نحن في ذيل ركبها العالمي؟!!

لماذا نحن نعد ضمن دول العالم الثالث..؟!! التي تعيش عالة على الإنسانية..!!!!

ولو أنهم فكروا بواقعية..وتأملوا حالنا وواقعنا.. وتدبروا في مواقفنا من المخترعين الخليجيين.. لتكشفت لهم الحقيقة..ولا نجلى لهم غبار الاهتمام الزائف..ولعرفوا معنى العناية الورقية فقط..!! ولأدركوا بأن اهتمامنا بالمخترعين..لا يتجاوز..خبر في صحيفة وصورة أو صورتين مع المخترع..واختراعاته التي آخر العهد بها تلك الصورة..لتعود ثانية إلى "غياهب الجب والنسيان".. إلى رفوف مستودعه..أو أدراج مكتبه..!!

أما المخترع فآخر عهده بهذا المسؤول أو ذاك.. لمعة آخر "فلاش" تصوير..أو لقاء مصور أو "متلفز" معه.. يتشدق المسؤول من خلاله بمدى اهتمامه بالعلم وأهله، ومدى تشجيعه للمخترعين والعلماء، ومدى دعمه لشباب الوطن، والوقوف بجانبهم، ومساعدتهم؛ ليصلوا أعلى مراتب العلم، والمعرفة، والأخذ بأيديهم ليقارعوا باختراعاتهم من سبقونا بقرون في مجال العلم والمعرفة، والتقدم، والتطور، والرقي، والحضارة..!!!!

وفي تلك اللحظة يودع هذا المخترع المسكين الأضواء، وينسى كل ماقيل في ذلك اللقاء، ويمحو من ذاكرته كل تلك الآمال التي كان يبنيها، وتلك الأحلام التي كان يسعى لتحقيقها..وكأنها كتبت على الماء..أو رسمت على رمال الشاطئ..وجاءها موج الحقيقة المرة، والواقع الأليم، ورياح التجاهل..لتبعثرها..وتجعلها في مهب الرياح..لتذروها الريح في يوم عاصف..!!!

فيصاب بالإحباط، وخيبة الأمل بعد أن كان لصروح الأحلام بانياً، وللمستقبل الزاهر متطلعاً..فتتحطم كل طموحاته على صخرة الواقع..ويعلم بأنه لا فائدة من الكتابة على الماء..والرسم على رمال الشاطئ..وبأنه يبقى.".المخْتَرِعونَ" فِي الخَلِيجِ..ثَرْوَاتٌ مهْدَرَةٌ..!!

فكم من اختراع..واختراع..واختراع..طواوه التجاهل والتغافل..!!!

وكم من مخترع راح ضحية الإحباط، والإهمال والتجاهل، و"التطنيش"..!!!