يحب أي مواطن في أي بلد في العالم أن يرى بلده في أجمل صورة ويحرص أي مسئول في أي بلد على أن يكون هو أحد أسباب تحقيق ذلك الهدف ، ولكن الصورة الجامدة الشاحبة والخالية من الحياة للكويت ، هي رسم قام به كثير من المسئولين على أعلى المستويات في الدولة بالإضافة لكثير من المواطنين السلبيين ، يعتقد البعض أن السبب في ذلك هو الصراع السياسي القائم في البلاد هنا وهناك على بعض الكراسي ، ولكن في الحقيقة أن الصراعات السياسية الماضية والحالية وما سيأتي مستقبلا ما هي إلا أدوات تستخدم لفرض آراء ورؤى أصحاب النفوذ في البلد والطامعين بكامل ثروتها وخيراتها بل وقوت من يعيش على أرضها ولحسن الحظ أن عددهم ليس بكبير فهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين ، ولكن لهم من المنفذين لأجنداتهم السياسية آلاف مؤلفة يعملون على غير هدى ولا يعرفون ما قد ينتج عن أفعالهم أو تنفيذ
رغبات ( معازيبهم ) على المستقبل القريب للبلد وهؤلاء التجار السياسيين لا يستطيعون أن يعملوا بنزاهة أو يتاجرون بما هو مشروع والسبب في ذلك حجم الجشع الضخم الذي عاش في قلوبهم وترعرع ، تغذيه سلبية وضعف الكثير من المجالس والحكومات السابقة على أمل استقرار واستمرار كراسيهم دون الثبات على مبدأ أن البلد أهم واستقرارها أولى ، لقد عبث هؤلاء بالبلد ومقدراتها عشرات السنين وما زالوا وإذا استمر الوضع السلبي سريع الخطوة وواسع الإنتشار كما هو حاصل ستكون الأمور غير قابلة للترميم والإصلاح وستكون كلفة الهدم والبناء عالية جداً وباهضة الثمن ولا أرى إلا حل من إثنان فإما تسليم مهام الدولة التنفيذية لمن يستطيع ويستوعب فهم معنى حسن الادارة واستثمار الوقت والعنصر الوطني الفعال ، وإما أن تتوسع دائرة الديموقراطية في الكويت ويصبح كل شيء فيها قابل للمكاشفة والتدقيق دون استثناء ويتم تجريم العمل السياسي لكل من له مصالح مالية وتجارية أو حزبية وتبقى العملية الديموقراطية مقصورة على الشعب البسيط الحريص على بلده لأنه لا يملك جزيرة أو مليارات في بنوك أوروبا تؤمن مستقبله ومستقبل أبناؤه هنا فقط قد تتحرك الصورة قليلا وتظهر الألوان الجميلة الحقيقية في الكويت بلد الثقافة والعلم والأدب والسياسة (سابقاً) .
المصدر