مقالة - طالب شلاش - تجارب غيرك تنفعك

مقالة - طالب شلاش - تجارب غيرك تنفعك




مرّت كثير من الدول والجماعات والتيارات السياسية بتجارب بعضها كان مريرا والقليل منها كان جيدا، ولكن حتى السيئ منها كان مفيدا للغير، وبما أن الوضع السياسي في الكويت يعتبر جامدا لفترة مضت ليست بقليلة، وفجأة أصبح لدينا حراك سياسي لا يستهان به، خصوصا وأن نسبة كبيرة من هذا الحراك يدور تأثرا بما حولنا من أقاليم ملتهبة، هنا أتساءل ويجب أن يتساءل الجميع: هل من الحكمة أن نتأثر بمن حولنا من دون مراعاة طبيعة المجتمع الكويتي؟ والسؤال: ما طبيعة المجتمع الكويتي الذي تجده مختلفا عن بقية المجتمعات؟ إنها الألفة ولا أقصد الألفة المعتادة التي تذكر في الأحاديث العامة، بل هي ألفة من نوع خاص سأشرحها بقدر فهمي لها، ففي أي بلد في العالم تجد أشياء مميزة لكل فئة من المجتمع تميز طبقة عن أخرى وغالبا ما يكون المستوى المعيشي من أهم تلك المؤشرات وقد نجد أشياء أخرى كثيرة مثل المسكن ووسيلة النقل والوظيفة إلخ من مرفهات الحياة وأساسياتها، ولكن لتآلف الكويتيين لعقود طويلة من الزمن تقارب مستواهم المعيشي من بعض لدرجة كبيرة وبنسبة أيضا كبيرة وساعد في ذلك عددهم القليل وهنا قد يفسر هذا سبب وجود الديوانية الكويتية وما لها من تأثير على القرار في الدولة في غالب الأحيان، وكما يدافع الإنسان عن نسيج بيته كذلك يفعل مع نسيج ديوانه فيتأثر المجتمع كل المجتمع بالرأي الأقرب لنفوس الكويتيين وأمزجتهم المتقاربة كثيراً، فإذا أردت أن تفكك المجتمع الكويتي ما عليك إلا أن تفتعل مشكلة وإن كانت صغيرة بشرط أن تكون حديثة في قاموس الكويتيين، وهنا تجد الخلاف في الرأي والانشقاق بدأ والتفرقة استشرت، ولكن هل سيصل المخرب الذي استورد تلك المشكلة الدخيلة إلى مبتغاه؟ أنا أجزم بأنه لن يصل لأسباب كثيرة أنا أعرف أهمها، ان التجارب علمتنا بأن المجتمع المتآلف غالبا ما يتأثر بعنف بما يستجد عليه من مشكلات غريبة عن عاداته، ولكن حتما يتخلص منها بعد ما يكتشف الأهداف الخبيثة التي استوردت من أجلها تلك المشكلة فتزيد لحمة الكويتيين ويخزي الله تعالى من أراد بهم سوءا وينفع الله تعالى بهذا الشعب الخير أُمما جوعى تنتظر من أياديكم البيضاء أعمال خير لم يسبقكم إليها أحد ولا يستطيع منافستكم عليها إلى يومنا هذا أحد لا أفراد ولا دول، فالأولى أيها الكويتيون أن تتنبهوا لما يجري من حولكم من كوارث وأن تستفيدوا من تجارب غيركم ممن دمرتهم الفرقة وأن تهتموا بشأنكم قبل شؤون الآخرين فإذا استقر بلدكم استطعتم مساعدة الآخرين وإن لم يكن الاستقرار في بلدكم تاما فستخسروا ميزة حباكم الله بها وهي مساعدة واعانة فقراء من أدنى الأرض إلى أقصاها <واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا> ولن أقول بعد كلام الله تعالى شيئا.

المصدر

نعم تجارب غيرك تنفعك

تنفعك في معرفة الطرق التي استخدموها للوصول إلى التغيير

شكرا على المقال الجميل

مبدع أستاذ طالب

شكرا للاستاذ طالب شلاش الشمري علي المقال الجميل