كلنا يعلم بأن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، وهذا قانون فيزيائي يمكن سحبه على السلوك الانساني وعلى ضوء هذا القانون نجد هناك العديد من المفاهيم والمقولات المرتبطة بقضايانا الاجتماعية والتي ورثناها ولازلنا ونحن في القرن الحادي والعشرين نرددها وتردد على مسامعنا مثل «ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة» ويعني ذلك انه لا يوجد أي طريق لاسترداد الحقوق الا من خلال القتل والتدمير مما يجعلنا نتساءل هل هذه المقولات صحيحة ومقبول تداولها في هذا العصر، عصر الاتصالات والتكنولوجيا وعصر الحراك! يقول...استوقفتني تلك الأسطورة الأكثر من رائعة والتي نستطيع ان نستخلص الكثير من الحكم والعبر والدروس من بين سطورها... قام باريس باغواء زوجة ملك اسبرطة فائقة الجمال «هيلين» ومن ثم قام بخطفها وهذا الفعل غير المحسوبة عواقبه أوقع طروادة تحت وطأة الهجوم ومحاولة الاسبرطيين وحلفائهم اقتحامها بالقوة الا أنهم لم يستطيعوا لمتانة حصونها وقلاعها، وبقيت طروادة صامدة عشر سنين لم تأبه لقوة الجيوش المعادية وحصارهم لها، مما يجعلنا نتساءل هل بالقوة وبالقوة فقط نستطيع استرداد الحقوق واعطاء كل ذي حق حقه...وهنا نرى الجيش الاسبرطي وحلفاءه قد استنزفت كل قواهم...الا انه بالحيلة والحيلة فقط ومن خلال ربط خططهم بمعتقدات أهل طروادة استطاعوا استرجاع هيلين وتدمير طروادة التي حوصرت عشر سنين أي انه بالمكر والدهاء سقطت خلال ست ساعات فقط.
والله من وراء القصد
د. فهد الوردان
[email protected]
Fahad1457