يظن البعض ان العناد من الصفات الطارئة في سلوك الانسان غير مدركين ان العناد صفة انسانية بحتة تغافل عنها كثير من علماء النفس والفلاسفة على الرغم من أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكينونة الانسان وقد نصوغها كما يحلو للبعض «أنا عنيد اذاً أنا موجود» أي ان وجود الانسان حسب رؤيته لذاته مرتبطة بدرجة العناد بغض النظر عن خطأ أو صواب الأمر المتعاند عليه وقد يتضايق الآخرون من هذا أو ذاك العناد حسب درجة تأثرهم وحسب تأثيره على كينونتهم وحسب تأثيره على مصالحهم وهذا العناد ليس شيئا طارئا على شخصية الانسان وانما بداياته مع بدايات تطور النمو لدى الطفل ومنذ الدقائق الأولى للولادة ويستمر بدرجات مختلفة تصل الى حد العناد من أجل اثبات الذات.. أو العناد من أجل تحقيق انتصار ما.. أو العناد من أجل العناد.. أو العناد من أجل اختبار درجة القوة.. أو العناد من أجل الانتقام، ويستمر العناد بشكله الاجتماعي البحت يؤثر بشكل كبير في توجيه مجرى الأحداث على كافة المستويات الحياتية وعلى التوجهات السياسية، يمارسه الساسة بغض النظر عن أحجامهم وأوزانهم ويمارسه قادة الأحزاب ويمارسه الكبار والصغار بدرجات مختلفة وحسب النضج والوعي.
يقول ان عالم السياسة عالم مليء بالغرائب يتحرك أفراده كالدمى والكل يعاند الكل، وكلٌ منهم يجزم بأن خيوط اللعب بيده الا أنهم لم يدركوا بأنهم يمارسون أدوارهم في مسرح العرائس تحركهم أيد خفية وأقول أيدي خفية الكل فيها يعاند الكل والنتيجة لن تكون سوى ضياع في ضياع.
والله من وراء القصد،،،
د. فهد الوردان
المصدر