عبدالكريم دوخي الشمري
النقد وسيلة مهمة للارتقاء، ولكن نحن في الكويت مع الأسف أصبحنا لا نستطيع ممارسة النقد بطريقة تعود علينا بالغاية المنشودة من النقد.. فالأوضاع في الكويت أوجبت علينا قبل أن ننتقد شخصاً أو فصيلاً سياسياً ،تسطير ديباجة من المدح والثناء للشخص المنتقد أو الفصيل المنتقد، نثبت بها حسن نوايانا ونبل غاياتنا من هذا النقد…لأن الشحن العاطفي والطائفي الذي تعيشه الكويت اليوم أجّج المناخ العام في البلد وأصبح الناس كالوحوش الضارية كل شخص يتحيّن الفرصة المناسبة للفتك بالآخر.!
ولو نظرنا إلى أسباب هذا الشحن والتأجيج لوجدنا أن معظمه مفتعل ليخدم أغراضا مفتعله وليس لخدمة الناس.
أنا لا أنكر بأن تذويب الفوارق العقدية بين الناس أمر مستحيل لأن خلاف الناس سنة كونية…ولكني أستغرب من سذاجة كثير من الناس بحيث سَهُلَ على المتنفعين استغلالهم باسم الحرية والمطالبة بحقوقهم المسلوبة وتوجيه عواطفهم وجهودهم بما يخدم مصالح المستغلين.
فلو نظرنا لحال كثير ممن يتصدر الخطاب الطائفي واستدعينا تاريخه لوجدنا أن تاريخه فقط كفيل بنسف مصداقيّته ومثاليّته.
ونظرة سريعة إلى حال كثير من مفتعلي الطائفية بالطريقة السمجة التي نعيشها في الكويت وتاريخ مفتعليها تكشف لنا بأنهم لم يفتعلوها عن قناعة ولكنهم لم يجدوا طريقاً للكرسي الأخضر أقصر من هذا الطريق.
فمن أراد خدمة الناس حقًّا لا يرمي بهم في مهاوي الردى باسم النضال لينتقم من مسؤول أساء اليه في الماضي…ومن أراد خدمة طائفته ونصرة الحق الذي يعتقده ويدين الله بأنه حقا لا يفتعل مشاكل يشحن فيها أتباعه عاطفياً ويُغيّب عقولهم حتى يسهل عليه الارتقاء على عواطفهم.. فإن الذي يريد نصرة الحق الذي يؤمن به يوفر له أجواء تساعد على مخاطبة العقول ويكون الانحياز فيها للحجج المُدلى بها لا للقناعات المسبقة.
ولكن المتصدرين للمشهد لا يريدون هذه الأجواء الهادئة.. فالأجواء الهادئة تساعد الجماهير على تقييم المتصدرين للمشهد والنظر في تاريخهم بعقلانية.. ويقين هؤلاء المتصدرين بأن النظرة العقلانية لهم ستعرّيهم وتنسف طموحاتهم، هو الذي يحدوهم لتضخيم المشاكل البسيطة عند حدوثها واختلاق المشاكل عند انعدامها.
السؤال الآن…إلى متى ونحن عون لهؤلاء على أوطاننا؟
عبدالكريم دوخي الشمري
المصدر