كلنا يعلم ما تعنيه هذه العبارة والتي تحمل في طياتها قوة روحية تضع كل الأطماع والغرور البشري في زاوية ضيقة تبصرنا بحقيقة الوجود وتفاهة الصراعات من خلال التلخيص المجمل لهذه السلسلة الكونية والتي ربطت الكل بالكل من خلال النظرة الموضوعية للصورة الحالية المرتبطة بصورة حالة من سبق وترك كل ما ملك من نفوذ وقوة وجاه ومال لمن بعده والذي ما ان يرى ويسمع ويستشعر النعيم الا وغلبه النسيان للحقيقة الكونية، تراه يعيش حالة الذوبان في نعيم ظاهره القوة والنفوذ والطغيان والبهرجة وما هي الا أيام وبضع سنين ويختفي كل أثر له ويأتي من هو بعده ليتناسى هذه الحقيقة لمعنى تلك العبارة «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك» ليذوب في هذا الكأس السحري ليكرر كل أخطاء من سبقه بنسيان هذه الحقيقة.
يقول كنت جالساً مع ذلك المتغطرس والذي لا ينظر لمن هم دونه الا كحشرات طائرة وبعوض يقتات على فضلات الدماء يستطيع بقوته وبحركة واحدة تشتيتهم وتفتيتهم متناسياً تلك الحقيقة ان لكل آفة آفة، وما هي الا لحظات ودخل عليه ذلك الصعلوك في هيئته والذي يخفي داخله شجاعة الأسد الهصور والذي اسمعه واسمع من حوله حقيقته وذلك من خلال تبصيره بضآلة حجمه وتفاهة منصبه صادماً أياه بتلك الكلمات المعبرة والتي ختمها بقوله تعالى «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْاكْرَامِ» الرحمن 27.
والله من وراء القصد.
د.فهد الوردان
[email protected]
@fahad1457