لسنوات وإيران تحشر أنفها في الشأن العربي، من لبنان إلى اليمن مرورا بالعراق وسورية، تصول وتجول وتفرض أجندتها بالوكالة وفق تمايز مذهبي فاضح.
السعودية بدورها لم تكن غافلة عن تلك الممارسات، لكنها ارتأت أن تكون لغة الخطاب ودية بداية. فناشدتها باسم الإخوة تارة، والجوار تارة أخرى، أن تكف يدها عن الشأن العربي وعدم التدخل في شؤونه من خلال دعمها للميليشيات الموالية بالمال والسلاح.
إلا أن الغطرسة أصمّت آذانها عن كل النداءات، حتى فقد الحليم صبره فاستبدله بـ"الحزم"، وجاءت العملية العسكرية "عاصفة الحزم" في اليمن والتي تقودها السعودية بمشاركة دول شقيقة، لتقلم أظافر ذلك المتنمر هناك، وتعيد الأمور إلى نصابها.
لم يكن للسعودية أن تبقى في موقف المتفرج، وطهران تبتلع العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى، حتى شارفت على ملامسة حدودها وتهديد أمنها والجوار، فكان لا بد من إجراء يعصف بتلك الأطماع ويبعثر أوراقها، وهذا تماما ما فعلته "عاصفة الحزم".
كان صراخ إيران وأتباعها في المنطقة على قدر الألم، إذ حاولت منذ الساعات الأولى للعملية العسكرية حشد أصوات معارضة لها. لكنها اصطدمت بإجماع دولي وإسلامي وعربي على عدالة وقانونية "عاصفة الحزم"، كونها جاءت بطلب من الرئيس الشرعي لليمن، وتأييد من شعبه الذي ضاق ذرعا بجماعة "الحوثي" ومحاولاتها الزج بالبلاد في أتون حرب أهلية جديدة.
تحالف جماعة الحوثي مع قوى أخرى "مخلوعة" في الداخل لا يسبغ عليها صفة الشرعية، هي في النهاية مجرد عصابة، ولا يليق ببلد كاليمن أن تحكمه عصابة بمجرد سيطرتها على مفاصل الدولة بقوة السلاح.
قريبا.. سترفع قوات التحالف العشر شارات النصر فوق سماء اليمن، وفي أرضه سيرفرف علم الجمهورية فوق جبل مرّان بدلا عن العلم الإيراني كما وعد رئيسه الشرعي عبدربه منصور هادي، ليعود اليمن سعيدا ينعم بالاستقرار وشعبه بالأمان.
المصدر