في ثاني يوم من الغزو البعثي الغاشم على الكويت الحبيبة خطب شيخنا الفاضل احمد القطان ” حفظه الله ” في صلاة الجمعة بثلاث كلمات معبرات جدا يفهمها كل كويتي عاش قبل تلك الايام ويفهمها كل كويتي عايش في وقتنا الحاضر لما يراه من ظلم واقع عليه و على اخوانه البدون قال الشيخ القطان :
“ظلمنا ؛ فظلمنا .. فأقم الصلاة “
نعم .. اكاد أجزم بماذا يقصد شيخنا الفاضل بهذه الكلمات واعلم اخي القارئ بأنك فهمت ماذا يقصد الشيخ القطان بهذه الخطبة كبيرة المعنى..
نعم .. ظلمنا بسكوتنا لكل من يستحق ان يعيش بكرامة على هذه الارض المباركة من أمان وظيفي و ضمان صحي و حق في التعليم و السكن والزواج و انجاب الابناء الى اخرى
نعم .. ظلمنا بأن نبدي الوافدين على ابنائنا البدون اللذين هم ابناء هذا الوطن ولا يعرفون سواه ويجمعهم معنا كـ كويتين رابط في الدم و النسب و الاخوة
مثال على الفقرة الاخيرة ؛ وظائف وزارة التربية و الصحة و الاشغال فدائماً نقرأ تم الاستغناء عن البدون لنقص الاوراق لدى اللجنة او للإكتفاء او لعجز مادي ويقال انهم يكلفون على الدولة مبالغ عالية وهم للعلم !! لا يتقاضون رواتب الا بعد ثلاث اشهر او اكثر و تعتبر رواتبهم بسيطة اغلبها لا تتعدى ” ٢٠٠ دينار ” في المقابل وزارة التربية تبقي على الوافدين اللذين يكلفون على الدولة الكثير و الكثير يصعب حصرها اخرها ١٥٠ دينار لكل معلمه ليس لديها سكن وبأثر رجعي من خمس سنوات بمبلغ ٦٠٠٠ ألاف دينار لـ ١٤ ألف معلمه و عليك الحساب في ظل سياسة الدولة في التغشف وهم “الوافدين”أساسا يعتبرون نفسهم في اعارة رسمية خارج بلادهم ونهايتهم بعد تجميع المال “زي الرز” يعودون الى مسقط رأسهم ويصرفونه خارج البلاد مما يؤثر بالشكل السلبي على الدولة من الناحية الاقتصادية ؛ولكن البدون لا يعرف الا الكويت ولا يصرف امواله “ان كان عنده اموال” الا في الكويت مما يؤثر بالشكل الايجابي في اقتصاد الدولة ..
فأخشى على الكويت وأهلها ان يأتيهم يوم يرددون ما قاله الشيخ القطان قبل ٢٦ سنة وهم يصفقون ويقولون “نعم .. نعم ظلمنا ؛ فظلمنا”
بقلم / خالد صالح المسافر
المصدر
http://www.alhakea.com/word/?p=128271