يقول أحد المفكرين - لا يحضرني اسمه - إن الديمقراطية باختصار هي: (توصيل الشعب أغلبية إلى البرلمان لكي يلومهم الشعب)!
طبعا هو لا يقصد اللوم لأجل اللوم ذاته دون أسباب ولكن يقصد اللوم الناتج عن أفعالهم التي استحقوا عليها اللوم!!!.
نحن في الكويت كما يقول "الشيبان": علينا دعوة!، وهي كلمة تقال عند اشتداد المصيبة وتعبر عن الاستسلام للواقع المرير عند انغلاق جميع أبواب الإصلاح!
في الفترة الأخيرة ظن كثير منا أن الأغلبية ستكون هي حجر أساس لدولة المؤسسات وسيادة القانون على أرض الواقع وليست دولة المؤسسات التي نسمع عنها ونقرأ مواد دستورها الخلابة التي تنادي باحترام كرامة المواطن ولا نراها، وفعلا أبلت الأغلبية في الفترة الوجيزة التي قضتها في المجلس المبطل بحكم المحكمة الدستورية بلاء حسنا من خلال سن قوانين وتقديم مشاريع رائعة، ولكن مع الأسف أن الأغلبية فقدت اتزانها مع فقدانها لعضوية المجلس، وتلاشت روح الوثام التي كانت تسودها في المجلس وأصبحت تصرح بشيء من خلال أحدهم لنرى تكذيبه من آخر ، وأصبح خطابها انتخابياً أكثر من كونه مشروع بناء دولة.
مشكلة الأغلبية أن بعض من ينتمي إليها يتكلم بلغة الحالم ويطالب بأمور هو يعلم أنها بعيدة عن واقعنا ولا تتلاءم مع ديننا وموروثنا الاجتماعي بينما يطالب البعض الآخر بأمور هي أقل من الطموح بكثير وبين مطالب الأول والثاني مطالب المواطنين التي ضاعت بين جنوح الأول للخيال والخضوع المفرط من الثاني!.
وهذا مؤشر خطير على قرب انهيار الأغلبية وتشتتها إن لم تتدارك الأغلبية هذا الشيء وتقدم مشروعها الإصلاحي الواقعي الذي يتماشى مع ديننا وموروثنا وتترك لغة العشاق الحالمة المغرقة في الخيال وتنبذ لغة العبيد التي تستجدي حقوقها لتقبل يد من يعطيها حقوقها!!.
تويتر:a_do5y