الكاتب : عبدالكريم دوخي الشمري
(شبيحة) النواب..!
بك لشخص معين أنت ترى فيه مالا تراه في غيره من نزاهة وشجاعة وقوة في الدفاع عن المال العام حق مشروع لك ولا يستطيع أحد منازعتك في هذا الحق، ولكن اختزال الحق في شخص محبوبك وتخوين كل مخالف له أمر مرفوض وإن دل يدل على ضعف موقف من تدافع عنه، فالرجل النزيه تكفيه مواقفه لتثبت صحة موقفه ولا يحتاج لتوظيف الشبيحة كي تمارس الإرهاب الفكري على كل منتقد له!.
ولو أن غير محبي من يدعي الدفاع عن الحريات يفعلون هذا الفعل لكان الأمر يسيراً.. فكيف إذا كانوا هم من صدّعوا رؤوسنا بالكلام عن قيمة الحرية وثمنها الذي لا يعادله شيء؟!.. فعلاً سيكون الأمر صادماً جداً ولا يُطاق!!
ولا يخفى على أدنى متأمل لمواقف هؤلاء مدى التناقض الذي يمارسونه في أقوالهم مع أفعالهم، فالذي ينظر إليهم في حال الرخاء يُفتن في كلامهم المعسول وتمجيدهم لقيمة الحرية وإكثارهم من الكلام عن وجوب حفظ حرية الرأي ووجوب اتساع صدورنا لسماع مخالفينا…وما إن تشتد بعض المواقف حتى تتساقط أوراق التوت من على مواقفهم وماهي إلا فترة قصيرة لتراهم عرايا لا يجدون قطعة تستر مواقفهم الديكتاتورية المخزية تجاه المخالف لهم!.
والحقيقة أن بعض هؤلاء -المُدَافع عنهم- منسجم إلى حد كبير مع ما يدعو إليه ولا يتسبب في انقاص شعبيته إلا بعض هؤلاء الشبيحة الذي يسيؤون له من حيث أرادوا نفعه، ولو حرص على التخلص منهم لكان أفضل له من تنفيرهم الناس بحجة الدفاع عنه!.
وصدق المتنبي عندما قال:
ومن العداوة ما ينالك نفعُهُ
ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ!
المصدر