مقال د.فهد الوردان-الوطن الواسطة
الواسطة فوق القانون، يتباهى البعض من الناس بأنه استطاع أن يحصل على ترقيته غير المستحقة نتيجة للواسطة وانه بفضل واسطته وعلاقتها مع (…)؟ استطاع أن يحصل على ما كان لا يحلم به ولكن هل تستقيم الأمور بهذه الصورة؟ قلنا ونقول إن الواسطة مظهر لابأس بها إذا كانت تستخدم لإحقاق حق ولكنها إن كانت وسيلة لسلب حقوق المستحقين وإعطائها لمن لا يستحق، تكون هنا الطامة الكبرى ومن أهم ما تسببه تلك الممارسات هي إحباط الشريحة الأكبر من العاملين في أي قطاع من قطاعات الدولة.
يقول: أكملت دراستي رغبة في تحسين وضعي الوظيفي ولكن وللأسف الشديد رأيت من لا يستحق تخطاني في الترقية وأصبحت ألهث وراء من يصنفني ولكن لا حياة لمن تنادي، جلست مع أحد القياديين أشرح له وضعي وأبث له شكواي متأملاً إنصافي، وفي لحظة دخل من بيده مفاتيح الحل رأيت هذا القيادي والذي كنت أحترمه رأيته ينتفض من مكانه «وأنا مازلت أعيش بمثالية غير عادية» ليس على لسانه إلا كلمة «تأمر يا بو فلان» قالها 11 مرة مستعيضاً عنها أحياناً بالمثل المعروف «أنت تفصل وحنا نلبس» أهذا هو القيادي الذي يحترم القانون والذي كنت أحترمه قبل دقائق وكان يكلمني برسمية مغلفة بعنجهية، التفت إليّ من بيده الحل خاطبته بمشكلتي وقال لي «أبشر» ونظر نظرة الى ذلك القيادي الذي اختصر الإجابة بأربع كلمات «حاضر وتأمر وهذا ولدنا لا توصيني عليه».
صدري يغلي كالبركان من الكراهية لهذا القيادي الذي سقط من عيني والذي تناسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً وهو يجد أصلح منه للمسلمين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين» وفي رواية أخرى «من قلد رجلاً من عصابته وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله» رواه الحاكم.
وتساءلت بيني وبين نفسي لماذا تدار الأمور بهذا الشكل؟ وهل الواسطة هي السبب أم أن هناك من يريد أن يعبث بمقدرات البلد فيطعم هذا ويطعم ذاك من أجل تمرير ما يريد؟! هل هناك تعمد في تدمير هذا البلد؟ هل المطلوب منا كمواطنين أن نعمل وفق هذه المعادلة الخاطئة والتي ستقودنا حتماً الى مصير مظلم؟ لا أعلم! الكل متذمر والأقلية هي المستفيدة.
الناجحون ليس لهم إلا السير عكس التيار وخسارة الكثير من الامتيازات او السير مع التيار وخسارة أنفسهم… إنها معادلة صعبة!
يقول أما عن نفسي قررت السير عكس التيار من أجل أن أكسب نفسي سوف أستخدم كل ما أستطيع لمحاربة هذا الغول الفاسد والعمل على تأصيل مبدأ «القانون فوق الجميع» ومحاربة شعار التخلف «الواسطة فوق القانون».
والله من وراء القصد.
د.فهد الوردان
[email protected]
@fahad1457
المصدر