رحم الله د.عبدالرحمن السميط رحمة واسعة لا يملكها إلا جلاله وأدخله فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء، تعجز الكلمات كل الكلمات أن توفي هذا الرجل حقه، بل ونفقد كل ما نملك من مكنونات مشاعرنا ومفردات التعبير عندما نرغب بالتحدث عن رمز عظيم من رموز الإسلام في عصرنا الحالي، إنه ملك لم يجلس على عرش، ملك قلوب البشر ليس بدولة ولا مملكة بل في قارة بأكملها وتعدى حب الناس له لقارات العالم أجمع، أكثر من سبعة ملايين؟ هل يعقل أن دخل الإسلام على يده أكثر من سبعة ملايين ؟ نعم بتوفيق من الله دخل على يد هذا الرجل أكثر من هذا العدد، إن المرء منا يطير فرحاً لو استطاع أن يذكر لغير مسلم ميزة واحدة عن الإسلام واقتنع فيها ذلك غير المسلم، فما بالنا برجل يدخل الإسلام أحدهم عن طريقه، ولكن سبعة ملايين وأكثر، واللجان الخيرية والأعمال التي نعرف والتي مازلنا لا نعرف، فقط الله يعلمها وما سيستمر منها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كل هذه قام بها رجل واحد؟ لا والله بل قامت بها روحه ونيته الطيبة إن شاء الله، فوفقه الله لما يحب ويرضى وبارك له في وقته وعمله حتى أصبح داعية من الدعاة الذين تفخر بهم الأمم وليس فقط عائلته وزوجه المصون أو أبناؤه آجرهم الله جميعاً، فقدنا جسدك يا عبدالرحمن السميط ولكننا لم نفقد روحك الطيبة وعملك الدائم غير المنقطع بإذن الله وبقوته، نحن من نرحل وننسى ومثلك يرحل بجسده فقط ولا ينسى، فإن نسينا، ذكرتنا أعمالك بك، ودعونا لك بقبول صالح العمل بإذن الله وما أكثره فلك منا الدعاء ومن الله القبول، وأطلب من الله سبحانه أن يثبت قلوب الملايين الذين فقدوك وأضحوا بعدك يتامى، وأدعوه جل وعلا أن ينزل رحمته علينا لنسير على نهجك الطيب وسيرتك العطرة يا من فهمت الدنيا ورجوت الآخرة لك الجنان بإذن العاطي المنان.
المصدر