د. صفوق الشمري
مهما حاول الشخص أن يحلل ويجمع ويتوقع فإنه لا يمكن له ان يكون أعرف بالبلد من اهلها!
واهل مصر اعلم بشعابها! لكن ما يلفت الاهتمام هو موقف الساسة الغربيين والاعلام الغربي من احداث مصر فهنا يوجد نفاق قبيح وازدواجية معايير مقززة!
لقد كفرت بحقوق الانسان التي يتشدق بها الغرب منذ احداث سورية! فالعالم تغير بالنسبة لنا كليا قبل وبعد سورية! اكثر من 100الف انسان قتلوا وملايين تشردوا والغرب يتفرج ولا يحرك ساكنا ويبحث عن الاعذار كي تستمر الحرب ! والان يريدون ان يقنعونا انهم يهتمون لمقتل مئات في مصر! بل هم يريدون ان يتكرر السيناريو في مصر وان يمزقوا مصر في حرب اهلية!
لا اشك ان بعض الغربيين هم من حرض جماعة الاخوان المسلمين لكي يتصلبوا في مواقفهم عندما أتت الوفود لكي تصلح بين الطرفين! منذ متى الغرب يهتم للدم العربي
؟ لو كانوا يهتمون لدماء العرب فالأحرى ان ينظروا لسورية التي اريقت بها انهار من الدماء! للعلم فقط.. الغرب قادر على انهاء ازمة سورية في ايام كما فعل في ليبيا بواسطة ضربات جراحية دمرت مفاصل النظام واسقطته بسهولة لكن الفرق ان هناك مصالح لهم في ليبيا من نفط وغيره !بينما سياستهم في سورية هي (لا تقتل الذئب ولا تفنى الغنم) اما قيمة بحار الدم العربي في نظرهم فلا تسوى نقطة نفط!
الغرب يريد ان يعيد نفس السياسة السورية بمصر حتى يضعفها فلذلك ترى الغربيين من سياسيين واعلام ينفخون في نيران الفتنة !وتطويل زمن الأزمة حتى تستنزف قوة ومقومات مصر !
المنطق والعقل والحكمة وكل من يحب مصر يقول انه يجب انهاء الازمة بأقرب وقت ممكن بغض النظر للميْل لاحد الطرفين ! لكن الغرب يريد استخدام ضعف الاخوان السياسي وقلة خبرتهم لاستخدامهم كجسر لتحقيق مصالحه بمصر ويا لها من فرصة يتحينها الغربيون لتفتيت احد اهم اركان الامة العربية !
دعونا نتكلم عن مصر كمحبين بغض النظر عن انتماءاتنا.. اليس الافضل لمصر ان تنتهي الازمة! فاذا اصر الاخوان على التخريب لن يكون الا مزيد من الدماء ولن يرجع الزمن للوراء، ولن يحرز الاخوان أي مكاسب وهذا هو الواقع .
ولا احد يرغب بمزيد من الدماء ! إننا نتحسر كعرب على كل نقطة دم نزلت بارض النيل ودم الانسان غال، وله قدسيته التي حفظها الله عز وجل لكن الحل لا يكون بمحاولة التحريض واراقة المزيد حتى لو اعتقد البعض انه يدافع عن مصالحه. ولكن بعض العرب للأسف يجلس في مقعده الوثير ويحرض على العنف في وسائل التواصل الاجتماعي والنتيجة معروفة لكن الفرق هي كمية الدم ! اذن لمَ التحريض ومحاولة شيطنة الدولة وصب الزيت على النار بدل اطفائها ؟!
لا احد يستطيع انكار العلاقة بين السياسة والاعلام في الغرب وكل من عاش في الغرب يعرف ذلك بل كنا نعرف عندما نرى أي هجوم متكرر ومتعدد على أي دولة عربية او خليجية بأن هناك قضية للابتزاز ! ربما لا تكون العلاقة واضحة كما الدول العربية حيث الدولة تتحكم بالإعلام لكن في الغرب العلاقة موجودة لكن تأثير السياسيين على الاعلام بشكل غير مباشر! لذلك الهجمة الاعلامية الحالية على مصر مدفوعة بأغراض سياسية! واثبتت جميع الاحداث ان للغرب صديقا واحدا في الشرق الاوسط هو اسرائيل اما الدول العربية فهي مصالح ويبحثون عن أي فرصة لإضعافهم لابتزازهم او حتى الانقلاب عليهم!
ودائما ما نقول ان على العرب اتخاذ نموذج السياسة الواقعية وعدم المجاملة فالغرب يحاسبهم على النقطة ! لا نقول ان ننهي علاقتنا مع الغرب فهناك مصالح كثيرة مشتركة لكن نقول لا يجب اعطاؤهم خدمات مجانية فهم يبحثون عن الغلطة لإضعاف وابتزاز العرب!
اما منظمات حقوق الانسان او بالأحرى منظمات الابتزاز السياسي مثل HUMAN RIGHTS WATCH فعلاقتها بالسياسة معروفة وسبب إنشائها ايضا معروف فلم يكن لدى السياسيين نفوذ بالمنظمات الاقدم منها لذلك ساعدوا بإنشائها.. والان يملكون النفوذ لتوجيهها! فها نحن نسمع صراخهم وزعيقهم بمصر بينما يهمسون همسا بسورية رغم ان مجازر سورية لا يوجد لها مثيل بالتاريخ !
هناك هجمة منسقة على مصر وتستهدف الامة العربية ! وكان موقف المملكة ورسالتها واضحة التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين والتأكيد على دعم مصر واعتقد ان الرسالة وصلت لكل المعنيين !
*مما قيل هذا الاسبوع :
فقدت الامة الاسلامية واحدا من اعظم رجالها فهو رجل بأمة ! نذر حياته للآخرة.. ترك مفاتن الدنيا وزخرفها ورغب بما عند الله ولم يبحث عن سلطة او مال او ذكر دنيوي بل كان ابا لفقراء افريقيا ومعلمهم.
قدم للعالم الاسلامي آلاف اضعاف ما قدمه بعض نجوم دعاة الإعلام.
رحمك الله وغفر لك يا شيخنا وأ ستاذنا في عمل الخير د. عبدالرحمن السميط..
المصدر