اعتاد الكثير من الناس وأقول الكثير من الناس ممن نعرف وممن لا نعرف على مصاحبة من يشابههم في الشكل والجوهر وقد تكون هذه المصاحبة نتيجة انجذاب فطري عفوي ولذا تجدنا نرى ذلك النمام وهذا الافاق لا يصاحبه الا من كان على شاكلته وكذلك ذلك الطيب لا يُصاحب ولا يُصاحبه الا من كان معه في الخلق وعلى الخلق سواء انه انجذاب فطري على الرغم من ان لكل قاعدة شواذ.
يتساءل البعض لماذا الذباب لا يقع ولا يُشاهد الا في الأماكن القذرة وما علاقة ذلك بأولئك الشرذمة من الناس الذين لا ترى ولا تسمع منهم سوى الكذب والنميمة والنفاق ولا تراهم الا في تلك الأماكن التي اعتادوا عليها في الخوض في عرض هذا وعرض ذاك مستغلين التفافهم على أشباههم والتفاف أشباههم حولهم بدائرة أطلقوا عليها مجازا «الدائرة الضيقة» ويطلق عليها أولئك الطيبون الدائرة النخرة والتي ينطلق من خلالها ذلك النمام لممارسة هوايته وموهبته مستغلاً الاستعداد الفطري لأولئك المُتلقين لكل ما هو شاذ من فضل الكلام.
يقول دخلت ذلك المجلس بالخطأ ورأيت ذلك النمام المنافق معلوم النفاق والذي لا يتورع عن ان يكذب ويكذب ويتحرى الكذب متفاخراً على من حوله بقدرته على الكذب والتدليس وقلب الحقائق منطبقاً عليه وعلى المحيطين حوله قوله تعالى في سورة النساء: {ان المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}.
والله من وراء القصد،،،
د.فهد الوردان
المصدر