عتقد كثير من الناس بأن الوزير يجلس على كرسي مريح وغالي الثمن ، ولكن الحقيقة بأنه فقط كرسي ذو كلفة عالية جداً سواء على الوزير أو رئيسه أو الوطن والمواطن ، فوزراء اليوم لا يجلسون كثيراً على مقاعدهم فهم لا يجدون الوقت لذلك لأسباب عدة منها مصالحهم الشخصية والتزاماتهم أمام جلسات مجلسي الوزراء والأمة ومشاركاتهم بالكثير من الأنشطة التي هي من اختصاص الوكلاء أصلا والأهم من ذلك هو عدم رغبتهم بمقابله المواطنين للإستماع لمطالبهم ولو ليوم واحد في الأسبوع ، كل هذا يجعل الثمن الذي يدفع على كراسيهم باهضاً جداً وليس ذو جدوى ، ولكن ما السبب لذلك ؟ إن الكثير منهم اعتاد على أن الحكومات السابقة تقف مع أي وزير بشكل تضامني بالحق والباطل دون النظر لمصلحة عليا تحدد ملامحها دولة المؤسسات الناجحة ، ولو نظرنا بتجرد للكبوات التي يتعرض لها الوطن والقلق الذي يعتري المواطن على وطنه ومستقبله لعلمنا أن منصب الوزير اليوم أصبح منصبا شرفياً يعطى لمن تغازل الحكومة تياره أو عائلته أو قبيلته وهنا يكون رئيس الوزراء أمام مشكلة حقيقية في الإختيار الأمثل ومن الصعب تماماً التخلي عن أي وزير يبدر منه إخفاق أو حتى يتبين أن لديه خلل في العمل الوزاري بعد توليه المنصب ، أعلم وكما يعلم الكثير بأن الحكومة الجديدة لن يكون مرضيا عنها مهما كانت الوجوه والأسماء ولا يرجع السبب إلى فقدان الثقة بالحكومات السابقة على الصعيدين الشعبي والنيابي فقط بل لوجود مصالح كبيرة تتصادم مع مصلحة الوطن العامة فالاسقرار السياسي والتنمية لا تعني شيء لكثير ممن يعارضون أي حكومة قبل ولادتها ، ولكن مازال هناك حل وأمل ، فقط أتمنى من سمو رئيس الوزراء أن يجربه ولو لمرة واحدة وهو أن يقابل مواطنين بسطاء لا يهتمون إلا بشأن البلد ومستقبل أبناؤهم ويسألهم ويستأنس بآرائهم وهنا أعد سموه بأنه سيتفاجئ ببساطة الحلول وسهولة أن يجعل من الكويت بلد مستقر آمن حاضرا وبقوة على خارطة العالم المتقدم في شتى المجالات وبسواعد المخلصين من أبنائه ، أما النصيحة التي أقدمها لكل وزير يفكر في قبول حقيبة وزارية فهي أن لا يعتقد أن الكويت زائلة بل هي الوجود الذي يستحق أن نعمل من أجله ونحن الزائلون ولا يغتر بثمن كرسيه مهما ارتفع
المصدر