ساير المنيعي : يكتب رسالة إلى.. معالي الوزير

ساير المنيعي

النجاح مطلب يسعى إليه جميع البشر في شتى مناحي الحياة.. والنجاح لا يتحقق إلا بتوفيق الله - عز وجل - أولاً.. ثم بتحقيق العدل.. والإخلاص في العمل.. وبذل المزيد من الجهد.

فأي شخص يريد النجاح في حياته بشكل عام، وفي عمله بشكل خاص، ما عليه إلا اتباع تلك التوصيات وتطبيقها عملياً على أرض الواقع.. وسيرى كيف يحصد النجاح الباهر في حياته وفي عمله.

وكلما علت مرتبة الشخص العملية، وكثرت مسؤولياته، احتاج لتلك التوصيات أكثر فأكثر.. لأنها - بإذن الله - "خلطة النجاح".. والكل يحتاج إليها، والوزير أكثر الناس احتياجاً إليها.
فإن أراد النجاح فما عليه إلا العمل بها.. وأن يعلم بأن هذه الوزارة تكليف لا تشريف..
ومسؤولية قد أُلقيت على عاتقه.. وأمانة قد حُمِّلها.. فإن أدرك ذلك، وعمل وفق تلك التوصيات.. فإنه قطعاً سيبدأ بمن حوله من الطاقات البشرية التي تعمل في جهاز الوزارة التي حُمِّل أمانتها.. فيسبر غورهم، ويرى مدى أمانتهم، ومدى إخلاصهم، وإتقانهم لعملهم، وقبل ذلك كله مدى خوفهم من الله.. وتنفيذهم أعمالهم على الوجه الأكمل.. فإن كانوا كذلك أبقاهم، وشد على أيدهم، وشجعهم على مواصلة نهجهم وسياستهم في عملهم.. ومَنْ كان منهم على غير ذلك.. استبعده، وجاء بمن تنطبق عليه تلك الصفات العملية التي ذكرناها آنفاً، مراعياً بذلك الحق والعدل في التعامل معهم.. دون أي اعتبارات جانبية أو اجتماعية.. فالفيصل في المسألة إخلاص الشخص.. وجهده وعمله.. واضعاً مخافة الله نصب عينيه في التعامل معهم.. وتصنيفهم.. وتثبيتهم، أو استبعادهم.

وبعد الطاقات البشرية يتجه لأنظمة الوزارة وقوانينها المطبقة فعلياً على أرض الواقع.. وليست المعلقة زينة على الجدران، أو التي بنى عليها العنكبوت منزله في تلك الأدراج المقفلة من بعد "طوفان نوح" عليه السلام..!!! فيرى ما يكون منها في صالح الناس، وتيسير أمورهم، وقضاء حوائجهم.. ولا يتعارض مع سياسة وطننا الغالي المستمدة من ديننا الحنيف، فيطبقها على الجميع بكل عدل وإنصاف دون أي استثناءات تلوي عنق النظام، وتكسر ضلعه.. وبعيداً عن "حب الخشوم" الذي داس على كثير من الأنظمة، وأفقدها هيبتها.. ودمَّر كيانها..!!

فالكل سواسية.. كأسنان المشط.. أمام النظام.. ولا اعتبار لأي قيمة اعتبارية أو عباءة اجتماعية.. فالنظام يطبق على الجميع بالحق والعدل.. ولتكن درع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - نصب أعيننا ونحن نطبق شريعة ربنا التي ارتضاها لنا.. في مجال أعمالنا وفي المكان الذي حُمّلنا أمانته.

فإن نجح في تنقية هذين الأمرين، وتخليصهما من الشوائب.. فإن النجاح سيكون حليفه بإذن الله تعالى.

المصدر

أنــــا أشــــهــــد