القوي الأمين بقلم الدكتور فهد الوردان

قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} (الأحزاب: 72).
تعارف الكثيرون على أن الأمانة محصورة فقط في الجوانب المادية ناسين أو متناسين ان مفهومها لا ينحصر فقط في التعاملات المادية وإن كانت هي جزءاً واحداً من مئات الأجزاء.
ولذا يحق لنا أن نتساءل وفقاً لهذا المفهوم الواسع والمتعدي بطرح بعض من تلك الأسئلة المشروعة التي باتت تؤرقنا وتؤرق كل ذي لب فيما نراه من لا مبالاة في جانب مهم من هذه الجوانب وهو تولي المناصب العامة التي باتت حكراً على ذوي النفوذ ومن صاحبهم ولف حولهم على الرغم من التحذير القرآني في تضييع الأمانة والتحذير النبوي في إسناد تلك المناصب لمن هم أقل كفاءة بقوله صلى الله عليه وسلم (من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً وهو يجد أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) رواه الحاكم.
ولذا نجد أنفسنا والدهشة تعلو وجوهنا ما بال هؤلاء القوم ومن لف حولهم يتجاهلون ما قاله الله ورسوله من تحذير صريح لا يحتمل أي تأويل متجاهلين هذا التحذير الذي سيجر الخراب والفساد لأن من تولى ذلك المنصب وهو غير أهل له لن يتورع عن استغلال قوته ونفوذه في تحقيق كل مصالحه ومصالح المقربين له في متوالية هندسية ستجلب الخراب على البلاد والعباد بانتشار الفساد الذي لن يوقفه إلا الدمار الذي سيهلك كل من عليها.
يقول مثلي مثل غيري من الشباب الطامح ممن تعلم الوطنية بمفهومها البسيط من أب وأم حرصا على تنشئته على القيم والمبادئ والمثل والتضحية من أجل الوطن ولذا صُدمت مما رأيته من لا مبالاة في أبسط مفاهيم الوطنية وهي التعيينات في المناصب القيادية التي أصبحت حكراً على فئة دون الأخرى مما جعلني وآخرون نرى تلك الأورام الخبيثة التي استطاعت ان تنمو وتتكاثر بالانشطار النووي مما جعل منا أقلية لا يسمع لها صوت ولكن كما يقال «إن خليت بليت» جاءني ذلك الاتصال لمقابلة ذلك القيادي الذي بلا أي مقدمات طرح عدداً من الأسئلة الاستيضاحية التي يبدو ان الهدف منها هو اختيار الأكفأ لذلك المنصب الشاغر والذي تهافت عليه الكثيرون إلا أن واجبه ووطنيته أبيا عليه إلا أن يختار الأكفأ بعيداً عن المحسوبية والواسطة وهنا وهنا فقط نقول فعلاً… إن كل ما نحتاجه هو ذلك «القوي الأمين».

والله من وراء القصد

د.فهد الوردان
[email protected]
@Fahad1457



http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...0&WriterId=225