حاجة الإنسان لأن يكون شيئا مذكورا تعد من الحاجات الأساسية المرتبطة ارتباطا وثيقا بكينونته فلذا ليس من الغريب ان تسمع أو ترى هذا التهافت والتسابق والتنافس بين الناس بعضهم البعض فتجد أحدهم دائم التنظير في كل شيء لا يصمت في أي مجلس يرتاده وذاك الآخر يثرثر ويفتي في كل شيء متقمصاً كل الأدوار...تجده تارة يتقمص دور الناشط السياسي وتارة أخرى يضع أمام اسمه صفة الناشط الاجتماعي الذي وهب نفسه للدفاع والتحدث عن كل ما يقلق المجتمع وعندما تنتابك حالة فضول وتبحث في سيرته الذاتية يصدمك فشله في كل نواحي الحياة وعندما تتعمق قليلاً تجده ما هو إلا سبّة في المجتمع كل مؤهلاته ترديد ما يسمع بلا فهم أو تمحيص ومن سخريات القدر تجده زبوناً لتلك المحطات والصحف التي تبحث ما يملى برامجها بذلك التنظير المبتور والذي ما هو إلا جعجعة فارغة استطاع ذلك المخلبص وبنجاح منقطع النظير في زيادة الصداع لكل من أخطأ وتابع تلك الترهات.
يقول للأسف أصبحت أغلب المجالس والمنتديات تعج بهذا الصنف من الناس والذين لاهدف لهم الا البروز وترديد ماسمعته آذانهم نهارا لاعادة ترديده ليلا انها لخبطة أتخمت مجالسنا وأرهلتها بهذه الثرثرة متناسين قوله تعالى {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال}17 الرعد.
والله من وراء القصد
د.فهد الوردان
المصدر