«من جد وجد» قاعدة يتبِعها ويدركها كثيرون حتى تكاد تكون ديدن كل من يريد ان يحقق ما يريد وفق أهدافه وطموحاته الا انه وحسب ما هو معروف ان لكل قاعدة شواذ ولذا وجدنا ذلك الشذوذ وعكس هذا المفهوم فقط في بلدي الذي استطاع ان يحقق المرتبة الأولى في كل شيء ولكن للأسف هذه المرتبة الاولى تجدها في شواذ القاعدة المتعارف عليها فتجده الاول في الواسطة والمحسوبية التي لا تعطي صاحب الحق حقه وانما تحرم صاحب الحق بإعطاء حقه لمن لا يستحق.. والاول في قتل الطموح ومحاربة الكفاءات.. والاول بالاهتمام بكل متردية ونطيحة.. والاول في تفشي البيروقراطية المملة.. والاول في اهدار المال العام وعدم محاسبة من يجب ان يُحاسب.. والاول في عدم اعطاء كل ذي حق حقه.. والأول في استغلال المنصب.. والاول في تناقض الساسة.. والاول في اتباع تلك المقولة «عفا الله عما سلف» مع ذوي الدماء الزرقاء فقط.. والاول في الاعتراف بوجود فساد ولكن بلا أي محاسبة للفاسدين بل تجد ذلك الذي تحوم حوله شبهة الفساد يتشدق بكل وقاحة بالامانة ومحاربة الفساد والاول وبلا منازع في تقريب البعيد واقصاء القريب والاول في الكذب في الليل والنهار وبلا خجل!! والاول في السرقة العلنية من خلال مناقصات لا تُتابع.. والاول في خداع طالبي الوظائف المميزة من خلال امتحان الخداع والتدليس وذلك بإنجاح من لا يستحق بدون ذرة خجل.. والاول في ارسال مرضى العلاج في الخارج وذلك من خلال ارسال من لا تستدعي حالته وتشكيل لجان معقدة ومعقدة جداً لا ترسل من يحتاج العلاج الا من خلال واسطة «شيلني وأشيلك».. والاول في تهافت ساسته للفوز برضا السلطة من خلال تمرير معاملات أقاربهم ومريديهم ومفاتيحهم.
يقول: التفت عن يميني والتفت عن شمالي ولم أجد لنفسي أي مدخل طبيعي لأحقق ما أطمح اليه ووجدت ان الاخلاص والصدق صفات مرفوضة والايمان بالمبادئ عملة مهترئة.. وحتى الشهادة والدرجة العلمية لا اعتبار لها بل تجد فرقة «حسب الله» ممن تسنى لهم اجتياز المرحلة الابتدائية والمتوسطة بالغش وممن عجز بامكانياته المتواضعة عن الوصول الى عروش العنب ولجهله وغبائه أصبح يشكك في كل الشهادات حتى وان كانت من السوربون أو هارفارد وهنا أدركت وأيقنت كما أيقن غيري ان أسهل طريق لتحقيق كل ما تريد هو ان تصبح عضو مجلس امة أو وزيرا وعندها فقط ستُفتح لك كل الابواب المغلقة حتى وان كان عقلك فارغاً لا بل يجب ان يكون عقلك فارغاً وعندها فقط ستصل وتحقق كل ما تريد وفق ما تريد انها ضربة الحظ وليس الا..!
والله من وراء القصد،،،
المصدر