يعيش البعض وأقول البعض من فئة أولئك الذين ينطبق عليهم ذلك المثل «من راقب الناس...!» أسير أحاسيسه السلبية ولذا تجده يعيش في عالمه المظلم رابطاً كل مشاعره بمراقبة الآخرين ممن يتحسس ويتألم من تميزهم وتفوقهم المادي أو حتى المعنوي مما يوّلد لديه شعوراً سلبيا فتاكا نطلق عليه تحديداً داء «الحقد الأسود» وهذا الحقد والذي هو شعور داخلي يُخفي العداوة في قلب ذلك السقيم الحاقد مما يجعل شغله الشاغل هو تحيين الفرص للتعبير وبقوة عن حقده وكما قال ابن منظور: «الحقد امساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها» وكل هذا وذاك يجعله يقع فريسة تحت هذا الغول القاتل الذي لن يتركه ليهنأ بنعم الله المتعددة والتي لن يستطيع عقله السقيم ان يحصي %1 من تلك النعم فلذا تجده يتحسر عندما يرى النعم عند غيره ممن أنعم الله عليهم.
يقول كلما قابلته أراه دائم التجهم يكاد شرر الحقد ان ينفجر من عينيه ليُصهر وجهه الذي يكاد يميل لونه الكالح الى اللون القريب من السواد وهو في هيئته هذه تراه مرتدياً وأقول مرتدياً تلك اللحية التي يظن أنها زانت وجهه بل شانته لأنه لم يبجلها ولذا صنعت منه شيطاناً بثوب انسان سنطلق عليه مجازاً «انسان» لأن حقده وافتراءه أنسياه ان المسلم كما وصفه عليه الصلاة والسلام (مَنْ سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لسَانِهِ وَيَدِه).
والله من وراء القصد،،،
د.فهد الوردان
المصدر