هذه المقالة كتبتها بشهر أغسطس من العام الماضي ويبدو أنه علي نشرها مرة أخرى لتذكير من يطالبون برئيس وزراء شعبي دون التفكير بأبسط المشكلات التي حتماً ستنتج عن الإصرار على مثل هذا المطلب وهذه المقالة بين أيديهم لأخاطب بها عقولهم :
كل الشكر للإخوة المواطنين الشرفاء الحريصين على تطور البلد في كافة المجالات وعلى رأسها المجال السياسي , واللذين لفتوا انتباهي لأهمية أن يثق الإنسان في نفسه لأبعد الحدود حيث أوحت لي فكرتهم في مسألة رئيس الوزراء الشعبي في دولة الكويت الحبيبة أوحت لي ببذل مجهود قليل كي أحصل على شيئ كبير , وهل هناك أكبر من أن أكون رئيسا للوزراء في بلدي بلد الخير والعطاء الكثير ؟ لقد تحقق حلمي العظيم وأنا جالس في بيتي وأراقب القنوات الفضائية وأقرأ بعض التصريحات الجميلة لأحدهم وتصلني تغريدات وتكتيكات البعض الآخر, ولم لا فأنا من قبيلة كبيرة وعريقة وفيها من السياسيين والتجار والأخيار الذين استحسنوا فكرة أن يكون أحد أبناؤهم رئيساً للوزراء منتخباً وشعبياً وحتماً سأكون محبوباً وماذا سيمنعني من ذلك ؟ أليس أبناء قبيلتي سيقومون بدعمي للوصول لهذا المنصب الرفيع بالغالي والنفيس ؟ طبعاً سأرد لهم كل ما بذلوه أضعافاً مضاعفة , وقد يقول البعض بأن هناك تاجر متنفذ سيقف في طريقي , وهنا أقول لهم لن يكون هذا ممكناً لأن أي تاجر يقف في طريقي سيعرف ما يحصل له بعد أن أصل لسدة الرئاسة فوالله لأجعلنه يستجدي أصغر تجار قبيلتي الذين دعموني بالوصول , وقد يقول البعض أن تياراً سياسياً أو معارضة ما ستقف في طريقي لتوزيري عدد كبير من أبناء قبيلتي وهنا أقول لن أكون أحمقاً لأفعل ذلك فستكون الحقائب الوزارية مناصفة بين أبناء قبيلتي وأبناء قبيلة زوجتي فكما تعلمون أن الحظ خدمني بهذه المسألة فكذلك زوجتي من قبيلة تمتد من أدنى الخليج لأقصاه , ولا ضير أن أوزع بعض المناصب الرفيعة والمؤسسات المنتجة مثل الشركات الحكومية والمصارف ومراكز الدعم لأقرباء وأصهار القبيلة الأقرب فالأقرب , تبقى بعض المشاكل الصغيرة التي يرغب البعض في معرفة كيف سأقوم بحلها مثل ماذا سأعمل كي أحافظ على الهبات والعاطيا من مناصب وغيره لأبناء عمومتي ؟. الحل بسيط أليس هناك ما يسمى بتغيير الدستور لأكون رئيساً للوزراء ؟ أو حتى تغييراً للعادة والعرف لهذه المسألة ؟ إن كان هناك رأيان فقط فأعدكم أن الأمور ستكون لصالحي وسأريكم ماذا أفعل بهذا الدستور الذي تتشدقون به وتقولون أنه ضمانتنا وأنتم أكثر من يفتري عليه ويأمل بتمزيقه , وهناك كلمة موجزة للشعب الكويتي الطيب لا تندموا على وصولي لمنصب رئيس الوزراء وتعتقدون بأني ظلمتكم بما قدمت للأقرباء فكما تعلمون الأقربون أولى بالمعروف ولا أريد أن يناقشني أحد بأن الرؤساء السابقين من أسرة الحكم كانوا أكثر عدلا بتوزيع المناصب والمنافع فبكل بساطة أولائك أسرة الحكم يريدون إرضاء الشعب كافة وأنا ليس منهم فكيف أعمل عمل قوم أنا لست منهم ؟ وأيضاً ألستم من قال برئيس وزراء شعبي ؟ ماذا كنتم ستتوقعون من غيري إن كان أبا أحدكم ؟ هل سيكون أفضل مني ؟ إن كنتم فرطتم بالسابق وكان أجود , فحافظوا علي كي لا يأتي الأسوأ , أما الكلمة الأخيرة فأقولها لأسرة يحبها كل الكويتيون الشرفاء : لن يستطيع أحد أن يأخذ منكم شيئاً ما لم تفرطوا أنتم فيه , ولا أخشى أنا شخصياً عليكم إلا من عدم الإلتفاف حول كبيركم بالروح والقلب قبل الجسد
المصدر