مقال د.فهد الوردان : أبو العُريف

من هو أبو العريف؟ وكيف تعرفه؟ لن ولن يستغرق ذلك منك سوى دقائق معدودة أي أنه في كل وبكل مجلس تجد هناك نوعية من الناس ما ان تُبدي وجهة نظر أو ان تعبر عن رأي معين أو تتكلم في موضوع عام أو خاص الا وتجده بلقافة جنونية انبرى متحدثا كالببغاء بما يعرف وبما لا يعرف يهذر ناقداً ومبدياً رأيه بما لايفقه متظاهراً بمعرفته لكل شي وبكل شي وهو في الحقيقة لايفقه شي، معلوماته أقرب للخواء والتناقض منها للسطحية لديه من صفات ذلك الحيوان الصفيق الشمبانزي الكثير فهو لا يحمر له خد ان كشفت جهله وتناقضه...فهو أديب وناقد وسياسي محنك ومؤرخ وفيلسوف زمانه انه «أبو العُريف» والذي يحلل كل شي يرتاد المجالس بوقار مصطنع مدته لاتتجاوز دقائق معدودة وما ان يستكشف بقرني استشعاره المغروستين في أعلى حنجرته الا وانبرى كالأسد الهصور وبدأ يهذر بما لايعرف وأقول بما لايعرف فهو «ابو العريف» الذي استحق هذا اللقب عن جدارة وبلا أي وساطة حلزونية أو حتى وساطة حكومية اعتادت ان تقرِّب البعيد اتباعاً لتلك الحكمة الجاهلية هذا ولدنا حتى وان كان هذا الولد جاهلاً.
يقول ملأ الدنيا صراخاً حاملاً رصاصاته متعددة الالوان فهو متقلب متشقلب يبيع الماء في حارة السقائيين ويبيع الكذب والدجل في «حارة تريد الصدق» بعد ان يقرفك بسرده حكاية تلو الأخرى وأخيراً ومما يزيد غبنك وجد ضالته بقطيع تجاوز عدد أصابع اليد يتبع كل آهاته ليس خوفا أو طمعاً وانما ضياع جادة وفقدان بصر وبصيرة.. ولله الشكوى وبالله الاستعانة.
والله من وراء القصد،،،


د.فهد الوردان

المصدر