قد ننسى أو نتناسى من وقت لآخر الألم الذي سببه الغزو العراقي الغاشم لأرض دولة الكويت وكل من عاش فيها ، ولكن الألم الأشد سيكون تحديدا في الوقت الذي يخرج فيه جيل من الشباب لا يعرف تماماً ما حصل في الثاني من أغسطس للعام ١٩٩٠ م وهذا بسبب أن الغزو على كل سوئه وكوارثه إلا أنه بين آن ذاك للعالم معدن الشعب الكويتي على حقيقته وأصالته المعهودة وتماسكه كالبيت الواحد واحترامه البالغ لأسرة الحكم وشرعيتها التي لطالما استمرت وستستمر بحبها لوطنها وحب أبناء الوطن لهم كذلك ، واليوم أخشى ما أخشاه بأن وزارتين من أهم وزارات الدولة وهما التربية والإعلام لم تقوما بالدور الكافي لضمان توعية جيل الشباب العشريني والذي لم يشاهد الغزو ولم يعش مأساته بل وحتى جيل الثلاثين منهم كانوا أطفال لا يستطيعون تذكر ما حصل وكيف كان الحجم الحقيقي للكارثة ، واليوم عندما أحكي لأبنائي من الجيل العشريني وبالذات ممن يشعرون بالتقصير من الحكومة تجاه بعض القضايا التنموية أو السياسية أو حتى الاجتماعية عندما أروي لهم بعض مما فعله المواطنين أو المقاومة الكويتية أو الوفود الكويتية وزياراتها المكوكية لدول العالم أو ما قامت به حكومتنا ودبلوماسيتها في الإصرار على حفظ دماء الشعب الكويتي والسرعة في تحريك كل دول العالم لشن حرب على الظلم والهمجية وعودة الشرعية ، أجد انبهار وفخر غير عادي وتغير فكري سريع وإيجابية وإصرار على بناء البلد دون تذمر وإن كان مؤقتاً ، إن المطلوب من وزارة التربية أكثر من مجرد وثائق ومناهج أشبه ما تكون بعيدة عن التربية والغرس الذي يجب أن يخرج ثمراً لا شكلاً فقط والمطلوب من الاعلام أكثر مما تعتقده وزارة لا تتذكر الغزو وتأثيره إلا في يوم واحد من السنة وفي كل سنة تنقص المادة ولا تأتي بهدفها المقصود ، كما أن المطلوب من الحكومة كافة أن تستفيد من الغزو ونتائجه بتوعية كافة الأجيال وترسيخ مفهوم أن الكويت بلد يطمع فيه الكثير ولن يستمر وينجوا إلا بـتضافر سواعد أبنائه وحمايته منوطة بحجم حبهم لهذا الوطن وشعورهم بالحجم الحقيقي للخطر من حولهم ، أسأل الله تعالى أن يأتي اليوم الذي يعرف الكويتيون فيه واجبهم تجاه أرض فيها خير وحب يفيض ويصل إلى كافة أصقاع الأرض وهي أرض فعلا تستحق الحب .
المصدر