لتعليقات السيئة التي يواجهها الطفل تهدم لديه الطاقات الإبداعية
كثير من الموظفين يعانون من التنمر الوظيفي ويلقون سوء معاملة يؤثر على أدائهم الوظيفي
ثقافة السخرية من الآخر منتشرة في المجتمع بشكل كبير
الحملة تهدف إلى خدمة الكويت وصنع أجيال بطريقة بعيدة عن المناظرات والخطب
نحن بحاجة إلى محاربة التنمر الطائفي لنكون يداً واحدة
كتبت: آلاء خليفة
بالإرادة والإصرار وحبها وعشقها لتراب الكويت، ورغبة منها في رد الجميل للوطن الغالي، أبت استاذة علوم المعلومات بجامعة الكويت د. إيمان الشمري إلا ان تدخل الكويت موسوعة غينيس للأرقام القياسية فعملت ليل نهار لتنظيم حملة ضد التنمر، وقامت بجمع 16 ألف صورة لأشخاص يحملون شعار الحملة (shame on you) «عار عليك» وكان لها ما أرادت وتمكنت من تحقيق هذا الإنجاز الرائع ورفعت اسم الكويت عاليا من خلال تجميع أكبر ألبوم رقمي للصور لتضيف إنجازا كويتيا جديدا بما يؤكد ان الكويت زاخرة بالعقول الشابة المبتكرة والمبدعة.
وأكدت د.الشمري ان الحملة كانت ردا منها أيضا على مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب الذي طالب بمنع المسلمين من دخول أميركا ومن الحصول على الجنسية الأميركية وحرمانهم منها.
«الأنباء» التقت د.الشمري وتعرفنا منها على دوافع تنظيم تلك الحملة وأهدافها، كما تحدثت معنا عن الشخصيات التي دعمتها وساندتها خلال الحملة وكشفت لنا عن طموحاتها المستقبلية.
فإلى تفاصيل الحوار:
ماذا عن فكرة حملة shame on you من اين جاءت وكيف تأسست وأهداف الحملة؟٭ لاحظت في الآونة الأخيرة ان الدول الخليجية تتنافس على تحقيق الأرقام القياسية والدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فشعرت بالغيرة على بلدي الحبيب الكويت ورغبت في ان ارد الجميل لهذا البلد الجميل المعطاء الذي اعطاني الكثير طيلة سنوات حياتي، ورغبت في ان ادخل موسوعة غينيس.
وفيما يخص الحملة فقد لاحظت رفض ابني للذهاب إلى المدرسة بصورة مفاجئة اضافة إلى غيره من أقرانه بالمدرسة واكتشفت ان السبب وراء ذلك هو تنمر أحد أقرانه والاشارة اليه بأنه «بدين»، وسمعت كثيرا عن التنمر الجسدي الذي يتعرض له الأطفال في المدارس من ضرب وتحرش، كما ان ابن اختي يعاني من مرض التوحد وهو لا يتكلم واردت ان اكون انا لسان حاله، وكان الحل توجيهه بالرد على الشخص المتنمر بعبارة «shame on you».
وفي 2011 قمت بإصدار قصة بعنوان «اعطني فرصة، انا أتلعثم أحيانا» وتحكي قصة طفل يعاني من التأتأة وكان ينظر له نظرة دونية ولم يكن له أصدقاء ولكن في يوم من الأيام قام هذا الولد بإنقاذ طفلة في الحديقة واصبح ينظر له الآخرون «كبطل» واعطوا له المجال واستمعوا له فوجدوه يمتلك عقلية فذة.
ومن هنا جاءت الفكرة وانتشرت في الجو الأسري مبدئيا ومنها إلى تكوين حملة نحو هذه الظاهرة حيث تعمل على تشجيع الشخص على ان يكون واثقا بنفسه قادرا على الرد على الآخرين دون عنف بدلا من ان يكون منزويا ومنعزلا عنهم ولابد من تكاتف جميع فئات المجتمع للتوعية ضد هذه الظاهرة.
وكان هدفي من الحملة التطوعية إعلاء اسم الكويت بالحصول على رقم قياسي جديد لذا قدمت الطلب باجتهاد شخصي للقائمين على موسوعة غينيس رغبة في تحقيق هذا الهدف وتمت الموافقة عليه ثم انطلقت فعاليات الحملة.
وتهدف الحملة الى خدمة الكويت وصنع أجيال المستقبل بطريقة فنية بسيطة بعيدة عن المناظرات والخطب، ورغبة في الوصول الى اكبر فئة ممكنة من المجتمع والتذكير بقيمنا الأخلاقية واحترام الآخرين.
كما ان حملة shame on you كانت ردا على مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وعنصريته كونه طالب بمنع المسلمين من دخول أميركا ومن الحصول على الجنسية الأميركية وحرمانهم منها.
وما هي ابرز محاور الحملة؟
٭ الحملة تتضمن محورين أساسيين أولهما كما ذكرت خدمة الكويت، حيث إن حب الكويت لا يختلف عليه اثنان سواء من الكويتيين أو المقيمين والرغبة في جعل الكويت تحطم الرقم القياسي في غينيس وهو 16 ألف صورة لأشخاص مختلفين يحملون عبارة «shame on you»، وقد أبدى الناس استنكارهم لهذه الكلمة وتساءلوا عن الغرض من اختيارها، وقد كان الهدف هو إعطاء الضحية القوة على الرد والدفاع عن نفسه بغير عنف بقول عبارة تجعل الشخص المتنمر الذي يسخر من الآخرين ان يفكر بعمق قبل النطق بأي كلمة مهينة للآخرين.
وبفضل الله أولا ثم بمشاركة أبناء الكويت والمهتمين بالحملة من خارج الكويت تجاوزنا الرقم المطلوب لتمكين ضحية التنمر لاسيما الأطفال منهم على مواجهة ذلك التصرف سواء في المدارس او في أي مكان آخر وتمكنا من دخول موسوعة غينيس من خلال اكبر البوم رقمي للصور في شهر مارس الماضي وحصلنا على الشهادة، حيث ان الحملة التطوعية انطلقت في ديسمبر من العام الماضي واستمرت حتى فبراير الماضي واستمر جمع وفرز الصور حتى مارس ليتم بعد ذلك مخاطبة المسؤولين عن الموسوعة وقد تمت الموافقة على اعتماد الرقم القياسي من قبل موسوعة غينيس للارقام القياسية.
ما هي رسالتك للمجتمع لدعم أفكار الحملة؟
٭ رسالتي لأفراد المجتمع بألا يتسرعوا في التصنيف وإطلاق الألقاب على بعضنا البعض وإعطاء الفرصة للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المتوحدين والبعد عن نظرات الشفقة واحيانا السخرية من تلك الفئة في المجتمع التي يفترض ان نكن لهم كل التقدير والاحترام، وحاولت ان اقضي على ثقافة السخرية في المجتمع الكويتي وفي المجتمعات العالمية حيث انني أسعى حاليا للانطلاق إلى العالمية من الكويت.
هل هناك تنمر طائفي في الكويت؟
٭ نحن نعيش في بلاد جميلة ولدينا حكومة رشيدة تقضي على كل أنواع الطائفية ولكن هناك قنوات اعلامية خارجية تحاول صنع تلك الفرقة ليس فقط في المجتمع الكويتي انما في العالم العربي ككل مسلطة من بلاد مجهولة ويحاولون تأجيج الطائفية في المجتمع والأمثلة كثيرة حولنا في لبنان والعراق، فالكثير من الإعلام الخارجي يحاول نشر الفتن الطائفية بين الدول العربية، ونحن بدورنا نحاول التذكير بالقيم الإسلامية والأخلاقية بأن المسلم اخو المسلم وأيضا التفرقة بين الأديان لم ترد في الدعوة الإسلامية التي كانت تتم بالموعظة الحسنة.
ونحن بحاجة إلى محاربة التنمر الطائفي لنكون يدا واحدة وعدم الالتفات له لاسيما انه قد يهدد وحدة المجتمع ويعمل على تفريق شمله.
وهل هناك تنمر وظيفي في الكويت؟
٭ موضوع التنمر يراه البعض أنه ظاهرة تتعلق بالأطفال فقط، لكنها وللأسف تخص الكبار أيضا، نعم في الكويت هناك الكثير من شركات القطاع الخاص تستخدم أسلوب «التطفيش» ويعاملون الموظفين معاملة سيئة فيقوم المدير بمعاملة الموظف بطريقة دونية من اجل تطفيشه او لمجرد ان يمارس عليه أمراضه النفسية، وهذا التنمر موجود ولم يتكلم عنه احد ويطلق عليه عدة مسميات منها «الاستبداد الوظيفي».
و«التنمر الوظيفي» ظاهرة موجودة بالفعل حيث يواجه الكثير من الموظفين سوء المعاملة من المدير المباشر أو سوء المعاملة من زملاء العمل، مما يؤثر سلبا على أدائه الوظيفي، خاصة إذا كان مضطرا لتحمل هذه السلوكيات للحفاظ على الوظيفة، لكنه ومع مرور الوقت قد يؤدي إلى تكون سلوك عدواني يؤثر على أفراد الأسرة.
وهذه الحملة تعمل على إعطاء القوة للضحية للدفاع عن نفسه عندما يكون ضحية لهذه الظاهرة.
وهل هناك أنواع أخرى من التنمر؟
٭ نعم هناك التنمر الجسدي وعادة يكون بالضرب سواء بالمدرسة بين الزملاء أو حتى في الأسرة بين الزوج والزوجة، أما التنمر العاطفي فقد يتمثل في إهانة مشاعر الشخص سواء كان ذلك بنظرة أو كلمة أو تصرف يعتبره الشخص تصرفا عاديا ويعده الآخرون سلوكا ينتقص من إنسانيتهم ويشعرهم بالضرر.
أما عن التنمر عالميا، فقد يندرج تحت مصطلح «Bullying»، حيث انبثقت من تحتها حملات كثيرة ونظام مدرسي كامل تجاه هذه الظاهرة لما لها من آثار سلبية جدا «كالانتحار بين الطلبة في أميركا» وبالتحدث عن المجتمع الكويتي، فقد يكون هناك أطفال مبدعون جدا، لكن عند دخولهم المراحل الدراسية يلاحظ على سلوكياتهم تغيير جذري، وذلك لما يواجهونه من تعليقات على الهيئة أو اللون أو العرق أو غيرها مما ينقل الطفل من كونه شخصا مبدعا إلى آخر منعزل وتهدم لديه الطاقات الابداعية وذلك بسبب انتشار ثقافة السخرية من الآخر في المجتمع الكويتي والعالمي بشكل كبير، خاصة أنه في الآونة الأخيرة انتشر ما يسمى بـ«التنمر الالكتروني»، حيث يواجه الطفل التعليقات الهدامة والمتنمرة من أشخاص كثر غريبين قد تغير مجرى حياته أكثر من الأشخاص الذين يواجههم في الواقع.
بالإضافة إلى «التنمر السياسي» وهو عدم تقبل حزب لحزب آخر.
وفي الحقيقة فإنني اشعر بحالة من الاستياء نظرا لأن ثقافة المجتمع قد بدأت بالتقليل من احترام الشخص الآخر تحت مسمى حرية التعبير عن الرأي، لذلك فمن أهداف الحملة خدمة الكويت وتأسيس الأطفال فهم أساس المستقبل، وذلك لأنه عند ترك هذه الظاهرة دون علاج سيكون هذا الطفل ضحية لسلوك التنمر وبالتالي ينعزل أو أن هذا الطفل يصبح متنمرا لكثرة وقوع هذا السلوك عليه فيعكسه على الآخرين.
ايمان الشمري في سطور
٭ إيمان طعمة الشمري، أم لثلاثة أبناء، ولدين وبنت، خريجة كلية الهندسة جامعة الكويت تخصص هندسة الكمبيوتر، تخرجت بتفوق من الجامعة، وحصلت على الماجستير في هندسة الكمبيوتر من جامعة الكويت وماجستير في ادارة نظم المعلومات من الولايات المتحدة الأميركية من جامعة «walton school of business» كما حصلت على الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات من أميركا وحصلت على العديد من الدورات في الاخراج بالولايات المتحدة، كما انني شاعرة ولدي 5 كتب وساهمت في كتابة فصول بكتب علمية منشورة في افضل دور النشر العالمية الأميركية، ولدي اكثر من 40 بحثا علميا في مجالات تخصصي شاركت بها في مؤتمرات عالمية.
كما حصلت على براءة اختراع في تشذيب اللغة العربية، ولدي براءة اختراع أخرى في مرحلة التدقيق بالولايات المتحدة الأميركية عن طريق جامعة الكويت وتم اختيار اختراعي في العاصمة الأميركية واشنطن من بين الآلاف من الاختراعات لتمثل المخترعين المسلمين.
كما لدي اهتمامات إنسانية بتسخير علوم التكنولوجيا في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وخدمة اللغة العربية والإسلام، بالإضافة الى ذلك فأنا شاعرة وقد ألقيت قصيدة بعد تحرير الكويت مباشرة من الاحتلال العراقي الغاشم في قصر بيان أمام الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وكانت من كلماتي وكان عمري حينها 13 عاما.
ويعتبر والدي د. طعمة الشمري أحد أهم المحامين في الكويت ومحكما دوليا ومساعد عميد كلية الحقوق سابقا وعميد كلية الحقوق بالإنابة سابقا وكان من أوائل الكويتيين الذين تخرجوا في جامعة هارفارد حيث حصل على ماجستير في القانون منها وكان من أوائل الكويتيين الذين حصلوا على الدكتوراه في القانون من جامعة «ديوك» وهي من اعرق الجامعات على مستوى العالم.
كما ان اخي خالد الشمري لديه ما يفوق العشرين كتابا في التاريخ والقانون.
المصدر
ايمان-الشمري-لـ-الانباء-جمعت-اكثر-من-الف-صورة-لاشخاص-يحملون-لافتة-shame-on-you-ودخلت-بها-موسوعة-غينيس .. http://alanba.co/686261