متلازمة شيخين - بقلم : طالب شلاش
في الأسبوع الماضي تلقيت دعوة كريمة من رجل أكاديمي وناشط سياسي لزيارته في ديوانه ولبيت الدعوة وسط حضور من كل أطياف المجتمع، وما إن ارتشفت فنجان القهوة الأول حتى بادرني أحد الحضور بسؤال غريب ومفاجئ وقد كان السؤال حرفياً وبهذه الصيغة: أستاذ طالب لماذا لا تقوم وزارة التربية بوضع منهج مخصص للحديث عن شيوخ القبائل وتاريخهم وأسمائهم وأبرز صفاتهم؟ وسكت منتظراً مني الرد فبادرته بسؤال هل تسألني كرجل تربوي أم قبلي؟ فقال كما تشاء وهنا بدأت أجيبه بحسب ما أرى أنها رؤية العموم من المواطنين فقلت له كرجل تربوي أقول لك بأن مهمة وزارة التربية انحرفت عن هدفها الحقيقي بعد تحرير الكويت، وبدل أن تقدم العلم والمعرفة وحسن التربية وعظيم الخلُق بطرق تسبق بها الطالب وولي أمره أصبحت تثقل على الطالب بعلوم ليس لها علاقة لا بالعلم ولا بالثقافة العامة حتى، فقط كي نقول إن لدينا منهجا ومعلما ومبنى مدرسيا وميزانية تصرف على ذلك وكما هائلا من المواد وعددا مبالغا فيه من المعلمين مع انحدار واضح بمخرجات التعليم فإذا أردنا أن نزيد عدد المواد وننتج مادة اسمها »تاريخ شيوخ القبائل في الكويت« مثلاً فأنا أؤكد لك عزيزي بأن كل طالب كويتي سيحمل عبئاً هو ليس بحاجة له ولا ننسى الطالب الأجنبي أن لا ذنب له بأن درس بدولة كل همها المفاخرة بزيادة عدد المناهج، أما إن كنت تريد رأيي كمواطن فأنا أرفض أن يدرّس منهج خاص لفئة على حساب أخرى حتى وإن كنت أنا أصلاً ابن قبيلة وهذا حال الكثير من المواطنين الكرام والسبب بأننا نريد دولة مؤسسات لا دولة مشايخ ومذاهب ومناطق، وقبل أن تسألني عن رأيي في أسرة الحكم ولماذا تحكمنا أسرة يطلق على أبنائها لقب شيخ، سأقول لك شيئا يرضيك لا يوجد أرض بالعالم إلا ويحكمها نظام ولكل شعب نظام يختاره حسب معطياته الاجتماعية ولا يوجد نظام شيخة مع دستور ديمقراطي كمثل الذي تجده بالكويت مع أسرة الصباح فهي أسرة أخذت على نفسها أن تحكم بما يرضي الله ببلد يستمد قوته من دستور ينتهج فيه المواطن طريق الحرية من خلال ممثليه من الشعب يسقط منهم من يثبت فشله أو سيئ الأداء ويرشح منهم ما يراه الأصلح بكامل حريته دون أن يخضع لشرهة أو ضغوط من شيخ قبيلته وإن كان لديك شك بكلامي هذا وتفضل شيخ قبيلتك على نظام وكيان دولتك دون النظر لمستقبل بلدك وأبنائه فأنا أنصحك بمراجعة طبيب نفسي، فقال وما هو المرض الذي أشتكي للطبيب منه؟ فقلت له ببساطة إنه مرض متلازمة شيخين، هنا فاجأني برده العاقل حين قال والله لم أصوت في السنوات الماضية إلا بناء على رغبة شيخ القبيلة ولكن أعدك أن يكون تصويتي في المرة المقبلة للأصلح وليس لمن يراه شيخ القبيلة الأقرب لنفسه أو لمصالحه وهنا أستطيع القول إن في الناس لهذا البلد خيرا كثيرا ينتظر فقط من يخرجه.
المصدر
ظ…طھظ„ط§ط²ظ…ط© ط´ظٹط®ظٹظ†