لا نحتاج وزيراً للتربية بقلم : طالب شلاش

في الأسبوع الماضي شرفنا وزير التربية بحضوره لجمعية المعلمين للالتقاء بجموع المعلمين لأخذ آرائهم حول توجه الوزارة وخطتها لالغاء ما يسمى بالتفرد بالقرار أو ما يسمى بحقل تجارب وزارة التربية أو ما يسمى بالقرار الجائر أو ما يسمى بخطط الوزارة المتعثرة أو بما يسمى بسلطة الوزير ، كل هذا وغيره من أجل ماذا؟ من أجل أن يتقي الوزير شر من يتربص به وبأبنائه الطلبة ممن لا ينظرون الا لمصالحهم الشخصية أو مقاعدهم العاجية، أو على الأقل هذا ما فهمه الكثير من المعلمين والمعلمات خلال اللقاء، فعندما بدأ الوزير كلامه الجميل عن بناء شخصية المواطن الصالح الواثق من نفسه واسترسل حتى بين أن هذا الأمر لن يتأتى الا بوزارة تعتمد على مجلس أعلى للتعليم وليس وزيراً للتربية، علمت تماما بأن الوزير قرأ حرفيا ما أراده مجلس الوكلاء بوزارته وليس ما طمح هو له، وربما تناقضت الأهداف كل الأهداف التي طرحها الوزير من تحقيق رؤيته الحقيقية التي أعرفها أنا شخصيا وأؤمن بها تماما مع ما طرح من رؤية أعرف أنها لا تخصه من قريب ولا من بعيد، بل وأزيد على ذلك أن كل المعلمين استمعوا لكلام وشاهدوا عرضاً على الشاشة كان يتحدث به بعض الوكلاء المساعدين قبل أربع أو خمس سنوات وربما أكثر، المشكلة أن ما تطرق له الوزير يعبر عن وجهة نظر تؤمن بتجريد الوزير من كل صلاحياته التربوية والتعليمية بل وحتى المالية التي تخص ميزانية الوزارة وتبقي له شيئا واحدا فقط وهو الاستقالة اذا حصل خطأ ما بالوزارة فلا يوجد أي مبرر أن يتحمل ذلك وكيل وزارة أو وكيل مساعد أو حتى مدير ادارة. لا ثم لا يا سعادة الوزير فالكل مسؤول عن خطأ قد يرتكبه وحتما أنت كذلك مسؤول أمام الله قبل الناس ولا يوجد أي داع للتنصل من واجبك لاصلاح الوزارة العجوز فأنت ومن يأتي من بعدك من الوزراء مسؤول بشكل مباشر عن وزارته ولا أحد يستطيع التقليل من أهمية دوره في البناء والاصلاح حتى وان كان وكيلا مساعدا منذ ثلاثين عاماً، كما أنه يجب علي أن ألفت الانتباه لشيء خطأ حصل أثناء اللقاء وهو غياب كلمة المعلم الكويتي فالخطة كاملة كانت تنصب على ايجاد مواطن صالح، تطوير معلم قادر ايا كانت جنسيته، الغاء دور وزير أي كانت رؤيته، أو على الأقل هذا ما فهمته أنا وزملائي المعلمين فهل يعقل أن نبني البلد بعد مئة عام من التعليم النظامي دون أن نبني معلمين كويتيين لهذا الغرض؟ كيف لنا أن نعتبر أن المواطن قادر على بناء بلده ونحن لا نملك الهوية الحقيقية في تعليم أبنائنا؟ وهل من المنطق أن يتحدث الوزير عن بلد تنشد التطور بوزارة لا تعترف بالتعليم بل بالتربية فقط؟ أين التوازن المطلوب؟ هل تعلم يا سعادة الوزير ان كثيراً من طلبة وزارتك أعلى علما وتطورا بالمعرفة ووسائلها من كثير من معلميك بوزارتك وخصوصا الوافدين منهم؟ وهل تعلم كذلك أن المجلس الأعلى للتعليم الذي اقترحته علينا والذي سيمسك بزمام الأمور بالوزارة كافة هو أخطر مما تظن على التعليم خصوصا ان كان ذلك المجلس يتم تشكيله من الوكلاء المساعدين الحاليين بوزارتك؟ هل تعلم لماذا؟ انه سبب بسيط وهو بوجود الوزير تخبطهم واضح. بدون وجود أو صلاحيات الوزير ما هي القرارات التي تعتقد بأنهم سوف يتخذونها؟ لن أكمل حتى يتسنى لك التخيل فقط لما سيحدث من كوارث غير مألوفة.




المصدر

أرفع لك أعقالي على المقال الرائع

نحتاج الى مبدعين نفسك

دائم مبدع أخي طالب