يقول كلمانس الحادي عشر: (إن السجن لم ينشأ لعذاب المجرمين ولكن لإصلاح حالهم).
لا يخفى على أحد صدق هذه العبارة وتوغلها في النبل والمثالية…فالسجون أنشأت لكبح جماح المجرمين وإعادة تأهليهم وتربيتهم على المواطنة الصالحة لا على التنكيل بهم والتشفي والانتقام منهم وتعزيز الأخلاق العدائية في نفوسهم…؟!
ولكن نحن في الكويت مع الأسف كثرة الاعتقالات العشوائية وكثرة شكاوى المعتقلين المفرج عنهم من سوء المعاملة أوشكت أن تنسج لنا عبارة خاصة بنا وهي:
(إن السجن أنشيء لتعذيب الأبرياء)!
ما تقوم به وزارة الداخلية من الاعتقالات بهذا الإسلوب لا يخدم الأمن كما تتصور بل على العكس من ذلك يستدعي الشر في نفس الهاديء ويجرّيء المتردد على الإقدام…لأن الشباب الذي يرى أصحابه يُعتقلون واحداً تلو الأخرى ويحاسبون على نواياهم في نفس الوقت الذي يُترك فيه من يسيء إساءة واضحة لا تحتمل التأويل لن يجد رادعاً له عن الإقدام والمصادمة…فالحياة ستسودُّ في عينه وسيظن بأن الحل الوحيد لدفع هذا الظلم هو المواجهة!
على وزارة الداخلية أن تدرك أهمية وخطورة المرحلة…وعليها أن تنظر بعين المعتبر وتفرق بين الأساليب التي تستدعي الشباب على المواجهة كأسلوب بعض قياديي القوات الخاصة وبين الأساليب التي تزيد من التحام وترابط الشعب مع الداخلية ورجال القوات الخاصة كأسلوب اللواء الطراح!
أعلم كما يعلم غيري بأن الشدة مطلوبة لحفظ الأمن في بعض الأحايين…ولكن التعامل بالشدة يجب أن يكون عند وزارة الداخلية خلاف الأصل في مثل هذه الأحداث…ولا يصار إليه إلا عند استنفاذ كل طرق اللين…لا كما هو الحال في وزارة الداخلية اليوم التي تتعامل مع الأحداث بالشدة وأصبح اللين منها في بعض المواقف خلاف الأصل وعكس المعتاد منها!.
تويتر:a_do5y
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=48496