قال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ اذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ اخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران 103.(
نتفق ونختلف.. نعمل ونتقاعس وفي النهاية يجمعنا دين واحد ووطن واحد وحاكم محب لشعبه سطر أروع الأمثلة بقوله «الكويتيون أبنائي مهما تباينت الاجتهادات والآراء ولا أكن لهم سوى الود والمحبة والتقدير وانني على مسافة واحدة من كل واحد منهم.. فليس بين أهل الكويت غالب ومغلوب» بهذه الكلمات الجياشة وضع سموه اطاراً واضحاً لا لبس فيه لكل الخلافات والاختلافات مما يوجب على كل المواطنين والمؤسسات وجمعيات النفع العام ان تتلقف تلك الكلمات لتجعل منها منهاجاً ونبراساً في التعامل مع أي خلاف أو اختلاف في وجهات النظر والآراء لآن الاختلاف يجب ألا يفسد للود قضية اقتداء بقول سموه: إن تباين الآراء ما هو الا ظاهرة صحية وذلك من خلال الالتزام بالأطر والقنوات الدستورية والقانونية التي ارتضاها هذا الشعب الذي ليس له مثيل، وعلى الرغم من أننا أمام مرحلة عادية مرت بها جميع الدول الديموقراطية الا اننا نلمس من البعض ممن لم يستوعب مرحلة الاختلاف ليجعل منها اطاراً قميئاً لابراز عناصر الخلاف... وعلى الرغم من كل هذا وذاك الا اننا وجدنا في تلك الكلمات الرقراقة ماءً بارداً سلسبيلاً طهر ما علق في النفوس من شوائب الاختلاف.
يقول ما ان سمعت كلمات سموه وعلى الرغم من تماسكي الا ووجدت الدموع تنهال من عينَي اكبارًا لهذا الأب القائد الذي أبى الا ان يحافظ على شعرة معاوية خوفاً على وطنه وحباً لشعبه وايماناً منه بالنهج الديموقراطي بالقول والفعل.
والله من وراء القصد
د.فهد الوردان
[email protected]
@Fahad1457